الأمير عبد الرحمن بن عبد الله: أتمنى أن يكون لهذا الملتقى نتائج ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على ما فيه خدمة المواطن ">
المجمعة - فهد الفهد / تصوير - عدنان المقبل:
بحضور سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وسمو الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، ونيابة عن معالي وزبر التعليم، رعى معالي مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد بن سعد المقرن حفلَ فعاليات ملتقى الجامعات الخليجية والمسؤولية الاجتماعية تحت شعار (رؤى إستراتيجية وممارسات فاعلة)، والذي تستضيفه جامعة المجمعة خلال المدة من 10 – 12 / 2 / 1437 هـ، ويشتمل على العديد من الجلسات العلمية وورش العمل للرجال والنساء طيلة أيام الملتقى لفترتين صباحية ومسائية، يقدمها نخبةٌ من القياديين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخليجية والمتميزين في برامج المسؤولية الاجتماعية. حيث قام سمو محافظ المجمعة ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية ورئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي ومعالي مدير الجامعة بافتتاح المعرض المقام بهذه المناسبة، والذي شارك فيه مجموعة من الجامعات الخليجية والسعودية ومؤسسات الخدمة الاجتماعية. وبعد أن تم قص الشريط تجول الجميع في أرجاء المعرض واطلعوا وعلى أجنحة الجهات المشاركة التي قامت بعرض مبادراتها وأعمالها ومساهماتها في المسؤولية الاجتماعية، بعد ذلك توجه الجميعُ إلى مقر الحفل الذي حضره عدد من أصحاب السعادة مديري الجامعات الخليجية والسعودية ومديري الجهات ذات العلاقة بالخدمة الاجتماعية، إذ بدأ الحفل الذي قدم فقراته الزميل الأستاذ عبد الله الشهري من التلفزيون السعودي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور مسلَّم الدوسري - وكيل الجامعة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى كلمة رحب فيها بالحضور وأوضح أنه تماشياً مع إستراتيجية الجامعة في توجهها نحو التحول إلى المهنية العالية في القيام بوظائفها المنوطة بها، وبناءً على توجيهات معالي مدير الجامعة الداعمة لهذا التوجه فقد طلبت الجامعةُ من وزارة التعليم الموافقةَ على تنظيم ملتقى الجامعات الخليجية والمسؤولية الاجتماعية (رؤى إستراتيجية وممارسات فاعلة). وقد تلقت الجامعة موافقة الوزارة على هذا الطلب، وبناءً عليه فقد صدرت موافقة معالي مدير الجامعة - رئيس اللجنة العليا المنظمة لهذا الملتقى - في تشكيل اللجنة التحضيرية لعقد الملتقى، والتي انبثقت منها عددٌ من اللجان العاملة والمتخصصة، وضاف أن الملتقى يهدفُ إلى تحقيقِ عدد من الأهداف التي تصب في المسؤولية الاجتماعية، ثم ألقى معالي مدير الجامعة - رئيس اللجنة العليا للملتقى - الدكتور خالد المقرن كلمة رحب فيها بصاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة، وبمعالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير الشؤون الاجتماعية، وبسمو الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، وأصحاب السعادة والحضور وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل، ونوَّه بالدعم الكبير الذي تلقاه الجامعة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الجامعةَ عملت على تحويل الدعم الحكومي الهائل إلى منجز حيث بدأت الجامعة بخمسة آلاف طالب وطالبة عند تأسيسها، وتضاعف هذا العدد إلى أكثر من 25 ألف طالب وطالبة في مختلف الكليات والتخصصات، وتضاعف عدد أعضاء هيئة التدريس والموظفين من 300 إلى أكثر من 5000 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين، وبيَّن معاليه أن هذه الأرقام تؤكد أننا في بلد الخير والدعم والرخاء، وأضاف معاليه بأن ذلك ما كان ليتحقق لولا فضل الله أولاً ثم عزم الرجال المخلصين من أبناء هذا الوطن، وأوضح معاليه أن الجامعة وُفِّقت في استقطاب كفاءات سعودية شابة في جميع التخصصات بل وحتى في أصعب التخصصات، وأشار معاليه إلى جهود العاملين في الجامعة بجميع عماداتها، وإداراتها، وكلياتها، وأقسامها، والتي شاركت في بناء هذا المنجز، وقدم شكره لجميع العاملين في اللجان المنظمة لهذا الملتقى الذي يأتي تماشياً مع إستراتيجية الجامعة في توجهها نحو التحول إلى المهنية العالية في القيام بوظائفها المنوطة بها. ثم تحدث معالي وزير الشؤون الاجتماعية المتحدث الرئيس للملتقى الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وأعرب عن سروره وإعجابه بما شاهده من الجهود والمنجزات في الجامعة رغم حداثة نشأتها، مهنئاً في الوقت ذاته جميع منسوبيها بهذه الجامعة الرائدة ومنجزاتها، وأكد معاليه من خلال حديثه بأن الفرد هو أساس ومحور التنمية، وهو ما يجب التركيز علي، مبيناً بأن المسؤولية المجتمعية للفرد هي منظومة وقيم وأخلاقيات تجاه مجتمعنا وبيئتنا، وهذه المسؤولية يجب أن ترسخ في النشء، وأكد معاليه بأن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد شعار أو برامج أو منتج بل هي ثقافة، وفي نهاية حديثه أعرب عن سروره بالمشاركة في هذا الملتقى، مؤملاً أن تتحقق الأهداف المرجوة من خلاله، وأكد معاليه بأن وزارة الشؤون الاجتماعية تُسخِّر كافة إمكاناتها انطلاقاً وتحقيقاً لتوجهها بدعم التطوع، ودعم إنشاء وتأسيس الجمعيات التخصصية للخروج من الرعوية إلى التنموية. بعد ذلك ألقى سمو الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي كلمة أعرب خلالها عن سعادته لتواجده في هذه المنظومة التعليمية الرائعة، وأشاد بمبادرة جامعة المجمعة لإقامة هذا الملتقى ليناقش المسؤولية الاجتماعية أكاديمياً وعلمياً للخروج بأوراق عمل يستفيد منها الجميع، كما تطرق من خلال حديثه لبعض تجاربه ومشاهداته في المسؤولية الاجتماعية، ووجه خلال حديثه ثلاث رسائل كانت الأولى بأن يكون هناك وعي وتثقيف للمسؤولية الاجتماعية، ولا يكون ذلك إلا عبر قطاع التعليم، والرسالة الثانية الدعوة لبناء مراكز بحوث ودراسات وصناعة المشاريع الاجتماعية لتكون جاهزة للجهات التي تتبناها، والرسالة الثالثة أكد من خلالها بأن على المؤسسات الحكومية والأهلية والتجارية أن تتخصص في مجالاتها مما يعطي قوةً وجودةً في المنتجات، واختتم آل ثاني حديثه بعرض بعض التجارب التي مارسها حول المسؤولية الاجتماعية. وفي نهاية الحفل تم تكريمُ الجهاتِ والشخصياتِ المشاركةِ من خارج الجامعة، بعد ذلك قام الجميعُ بزيارة لعيادة الخدمات الطبية المتنقلة، حيث اطَّلعوا على الخدمات العلاجية والتثقيفية المقدمة للمجتمع من خلالها، كما قاموا بزيارة لحافلة التدريب والتعليم المجتمعي المتنقل، والتي تعتبر من المبادرات التي تميزت بها جامعة المجمعة، واستمعوا فيها لشرح مفصل عن أهدافها وخدماتها والبرامج المقدمة من خلالها. بعد ذلك بدأت جلسات الملتقى حيث أقيمت في يوم الافتتاح جلستان علميتان للمحور الأول وهو: (مجالات المسؤولية الاجتماعية في الجامعات الخليجية)، وكانت الجلسة الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف، واحتوت على عدد من أوراق العمل بدأت بورقة بعنوان: (التعليم اعالي والمسؤولية الاجتماعية)، قدمها الدكتور عبدالخالق بشير النعيمي من جامعة عجمان في الإمارات العربية المتحدة، ثم ورقة بعنوان: «مجالات المسؤولية الاجتماعية في الجامعات السعودية» للدكتور بندر بن عبدالعزيز اليحيى عميد كلية العلوم والدراسات الإنسانية برماح. وكانت الورقة الأخيرة بعنوان «الأمن الفكري والمسؤولية الاجتماعية» للدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل من وزارة الداخلية، ثم اخْتُتِمَتْ الجلسة بمناقشة مفتوحة، وبعد استراحة قصيرة افْتُتِحَت الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري وكيل جامعة الأمير سطام للشؤون التعليمية، وكانت الورقة الأولى بعنوان: «الشراكة بين القطاع الخاص والجامعات في المسؤولية الاجتماعية» للدكتور خالد بن سليمان الدواس مستشار معالي وزير الشؤون الاجتماعية لحوكمة الشركات، تلتها ورقة بعنوان: «دور الجامعات في تعزيز التنمية المستدامة من خلال الشراكة المجتمعية» للدكتورة وردة بلقاسم العياشي من جامعة الأميرة نورة، وجاءت الورقة الأخيرة بعنوان: «دور الأنشطة الطلابية في تنمية مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى طلاب جامعة المجمعة» للدكتور حمد بن عبدالله القميزي عميد شؤون الطلاب بجامعة المجمعة، واختتمت الجلسة بمناقشة مفتوحة. ومن جانب آخر وضمن الفعاليات أُقيم خلال اليوم الأول من الملتقى عددٌ من ورش العمل للرجال والنساء، حيث أقيمت ورشة عمل للرجال عن مستقبل الإرشاد الأسري في الجامعات الخليجية قدمها الدكتور خالد بن سعود الحليبي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام ومدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء، وذلك في قاعة خدمة المجتمع بالمجمعة، كما أقيمت ورشة عمل للرجال حول معايير المسؤولية الاجتماعية بالجامعات (مهارات البناء ومقترحات التطبيق) قدمها الدكتور عمر بن مساعد الشريوفي عميد خدمة المجتمع بجامعة المجمعة، وذلك في قاعة الجودة بالمجمعة، وللنساء أقيمت ورشة عمل في مجمع الطالبات بالمجمعة، وكانت عن آليات تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الفتيات السعوديات، قدمتها الدكتورة عزيزة بنت عبدالله البطي عميدة كلية التربية وعضوة بإدارة عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة، وتم تقديم شهادات حضور لجميع الحاضرين في ورش العمل.
سمو محافظ المجمعة يتحدث للإعلاميين
وعقب نهاية الحفل تحدث سمو الأمير عبد الرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة للإعلاميين، حيث قال: أشكر جامعة المجمعة الفتية والمتميزة بهذا الملتقى الرائع الذي سيكون له ثمرات طيبة إن شاء الله، إذ تميز بالضيوف الكرام وعلى رأسهم معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي وسمو الشيخ عبد العزيز آل ثاني وكافة الإخوان من جامعات المملكة والجامعات الخليجية، وأتمنى أن يكون لهذا الملتقى نتائج ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على ما فيه خدمة المواطن في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي، وأشاد سموه بالجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية في المحافظة، وذلك من خلال ما تقوم به من مناشط وخدمات للمستفدين منه.
الشيخ أل ثاني يتحدث للإعلاميين
من جانبه قال سمو الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي: إنني سعيد جداً بمشاركتي في هذا الملتقى الرائع الذي تستضيفه جامعة المجمعة والذي كان ناجحاً من خلال التنظيم والإعداد والإبداع لهذه الجامعة المتميزة، ولا شك أن طرح موضوع مثل المسؤولية الاجتماعية هي قضية كبيرة يحتاجها المجتمع كونه يُطرح من خلال كيان أكاديمي جامعي، وهذا يدفع بقوة للعمل بشكل كبير من هذه الجامعات لخدمة المجتمع سواء كان من الجانب البحثي أو الجانب التنفيذي، ولا شك أن مثل هذه الملتقيات التي تجمع أبناء الخليج وتجمع أيضاً الجامعات المحلية لتلاقح الأفكار والتفكير سوياً في إخراج أشياء مبدعة يكون لها أثر كبير على المجتمع وتطوره.
*ورداً على سؤال عن رؤية سموه حول التجارب السابقة لبرامج المسؤولية الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي. ومدى تحقيق نتائجها قال: لا شك أن أثرها كبير جداً في دول الخليج لكننا نطمح في شيء أكبر من ذلك، والدليل على ذلك إننا أينما ذهبنا لأي دولة من دول العالم تجد جمعياتنا الخيرية ومؤسساتنا الإنسانية موجودة هناك وتسهم بقوه، بل أصبحت الآن معروفة على مستوى العالم حيث إن المؤسسات الخليجية هي المؤسسات المانحة والمبدعة على مستوى القطاع الإنساني والاجتماعي.. كما أن هناك برامج كثيرة على مستوى دولنا الخليجية لخدمة القطاع المجتمعي بكافة أطيافه.
ورداً على سؤال لـ»الجزيرة» عن مركز الدراسات الذي اقترح سموه إنشاءه في إحدى الدول الخليجية، قال: إن هذا المركز هو مركز إعداد دراسات لبرامج المسؤولية الاجتماعية، لأن كثيراً من المؤسسات ورجال الإعمال يرغبون في تحقيق كثير من الأعمال الإنسانية لكنهم لا يعلمون كيف يتم ذلك، وإذا وجهت دراسات مقننة ومرتبة نجد هذه المؤسسات تنطلق في التنفيذ مباشرة، ومن خلال تجربتي الطويلة مع القطاع الإنساني والاجتماعي لاحظت أن كثيراً من الناس لا يستطيع أن يبني عملاً في المسؤولية الاجتماعية أو مشروعاً وإذا وجد مثل هذا المركز يبحث ويعد دراسات عملية ثم يعرضها على المؤسسات الحكومية والأهلية أتوقع أنه سيكون له دور كبير ورائد على مستوى الخليج بل والوطن العربي.
ورداً على سؤال عن كيف يرى المسؤولية الاجتماعية في القطاعات الحكومية، قال: لا شك أن القطاع الحكومي هو القطاع الأساسي في دول الخليج ويرتكز عليه الكثير من القطاعات سواء كانت الأهلية أو التجارية، وهناك مؤسسات حكومية رائدة ورائعة من خلال تنفيذها لبرامج المسؤولية الاجتماعية على مستوى الخليج، وأدعو جميع المؤسسات الحكومية وغيرها أن يكون لها نوع من التخصص في مشروع محدد تتبناه وتركز عليه في هذا المجتمع وتجعل كثيراً من كوادرها يقومون بالعمل، وتغطية مثل هذه المشاريع، وأتوقع لو استطعنا أن نجعل أغلب قطاعات الحكومة تعمل على مثل هذا الدعم للمجتمع بكافة أطيافة نكون قد حققنا نجاحاً كبيراً وإنجازاً ضخماً.