أمير منطقة الرياض يرأس اجتماع اللجنة العليا لتطوير الدرعية ">
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
يرأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لتطوير الدرعية الاجتماع الثامن عشر للجنة في حي الطريف بالدرعية التاريخية. كما يتفضَّل سموه بزيارة حي الطريف الجاري تطويره ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية. كما يفتتح سموه مبنى محافظة الدرعية.
ويأتي مبنى محافظة الدرعية ضمن مشاريع برنامج تطوير الدرعية التاريخية. ويمثِّل المبنى الجديد للمحافظة مع جامع الإمام محمد بن سعود العلامة البارزة لمدخل الدرعية التاريخية. أقيم المبنى الجديد في نفس الموقع السابق للمحافظة على أرض مساحتها (7.200م2)، ويتكوَّن من دورين وبمساحة قدرها (5.300م2) إضافة إلى مواقف للسيارات، وأعمال الزراعة وتنسيق المناطق الخارجية، وتم تصميم مبنى المحافظة اعتماداً على بعض مفردات العمارة المحلية، وبطابع يعكس عالمية الدرعية. وتم إنجاز المشروع وتجهيزه وتأثيثه.
تطوير الدرعية
وبهذه المناسبة نستعرض مسيرة التطوير، حيث خطت الدرعية التاريخية أولى خطواتها نحو استعادة أمجادها لتكون مركزاً ثقافياً سياحياً وطنياً يليق بالمكانة التاريخية التي تستحقها هذه المدينة التي احتضنت انطلاقة الدولة السعودية الأولى.
تطوير الدرعية التاريخية، الذي تبنته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض باهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً للهيئة لتطوير المدينة التاريخية، يهدف إلى إعمار المدينة التاريخية وفقاً لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية.وتجدر الإشارة إلى أن مشروع تطوير الدرعية التاريخية الذي يجري تنفيذه حالياً، تضمن ثلاث مجموعات من المشاريع، وهي مشاريع تطوير حي الطريف الأثري، ومشروع تطوير حي البجيري، إضافة إلى مشروع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة.
والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض نزعت الملكيات الخاصة التي تقع ضمن المشروع، لاستخدامها في توسعة الطرق وتنفيذ مواقف السيارات، والساحات المفتوحة والمرافق الخدمية، فيما شارفت أعمال الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة.
حي الطريف
هذا ويهدف تطوير الحي إلى إبرازه كموقع تاريخي أثري متحفي تتكامل فيه جوانب العرض بين الشواهد المعمارية والبيئة الطبيعية للحي إلى جانب العروض التفاعلية والأنشطة الحية ضمن أُسس تُعنى بمفاهيم المحافظة والترميم، على اعتبار حي الطريف أهم معالم الدرعية التاريخية لاحتضانه المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية لفترة الدولة السعودية الأولى. وتشمل مشاريع تطوير الطريف المكتملة، ما يلي:
1. التوثيق البصري والمساحي، حيث تمَّ الانتهاء من أعمال التوثيق البصري والمساحي لكل العناصر المعمارية والمنشات القائمة في حي الطريف، وتصويرها فوتوغرافياً ورفعها مساحياً باستخدام أجهزة ليزريَّة لتعطي نواتج دقيقة تمكِّن من إنتاج أي رسومات عند الحاجة.
2. التوثيق الأثري، إذ تمَّ الانتهاء من أعمال الرفع المساحي للمباني الأثرية وإزالة الـرديم منها والتوثيق الأثري لعناصرها المعمارية وما تحتويه من آثار، ومن هذه المشاريع:جامع الإمام محمد بن سعود بالطريف، والوحدة الخامسة والسادسة من قصر سلوى، وقصر إبراهيم بن سعود، وقصر فهد بن سعود، وقصر فرحان بن سعود، وقصر مشاري بن سعود، وقصر تركي بن سعود.
شبكات المرافق العامة وهي شبكة متكاملة من المرافق العامة تشمل شبكات المياه بطول 5.260 كيلو متر والصرف الصحي بطول 1.810 كيلو متر وتصريف السيول بطول 1.890 كيلو متر إلى جانب شبكات الكهرباء والإنارة بطول حوالي 1 كيلو متر حيث بلغت نسبة الإنجاز 70%. وقد أُخذ بعين الاعتبار حساسية المباني التراثية ضمن حي الطريف فتمَّ استخدام معدَّات لا تحدث اهتزازات مؤثرة على المباني وتعمل ضمن ممرَّات الطريف الضيِّقة.
2. الترميم الأثري، حيث تم ترميم المنشآت المعمارية في حي الطريف وتأهيلها من النواحي الإنشائية والميكانيكية والكهربائية لاستيعاب الوظائف الثقافية والتراثية التي حُدِّدت لهذه المباني ضمن سياق العرض المتحفي لحي الطريف أو إبقائها كمعالم معمارية ضمن العرض المتحفي ومنها: قصر عمر بن سعود، ومسجد وقصر سعد بن سعود، ومسجد وسبالة موضي، وقصر ناصر بن سعود، ودار الضيافة وحمام الطريف، ومسجد البريكة.
ومن المشاريع:
1- متحف الدرعية بقصر سلوى، والذي يعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى وتاريخ قصر سلوى، حيث ستتم المحافظة على أطلال القصر من خلال تدعيمها وفق منهجية محددة لأعمال الترميم وستتم إضافة منشآت حديثة للوحدتين الخامسة والسادسة من القصر بشكل يمكِّن من تعديل هذه المنشآت أو نقلها متى دعت الحاجة لذلك . وستقدَّم العروض المتحفية ضمن أسلوبَين للعرض أحدهما مفتوح ضمن الوحدات الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسابعة من القصر، حيث سيُتاح للزوَّار التجوُّل بين أطلال القصر عبر ممر مخصَّص لذلك بطول 350 متراً للتعرُّف على عمارة وفراغات القصر والأحداث التي جرت فيه، وذلك من خلال اللوحات التعريفية والوسائط المتعدِّدة ، والآخر مغلق لعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى في الوحدتين الخامسة والسادسة بمساحة 600 متراً مربعاً عبر منظومة متكاملة من اللوحات والأفلام الوثائقية والمعروضات التراثية إضافةً إلى القطع المتحفية والمجسمات والرسوم التوضيحية.
2- جامع الإمام محمد بن سعود، والذي يُعد أهم المساجد في حي الطريف من الناحية الأثرية ، وقد أوضح التنقيب الأثري الذي تمَّ انجازه أبعاد الجامع الأصلية و القواعد والحدود القديمة للجامع على مختلف فتراته مع مراحل التوسعات التي أدخلت عليه والتي سيتم إبرازها وتوضيحها للزوار إلى جانب ترميم الجزء القائم من الجامع وإعادة استخدامه كمصلَّى. وتبلغ المساحة الإجمالية للجامع 2.166 متراً مربعاً.
3- عرض الصوت والضوء وعروض الوسائط المتعددة، حيث تخلله توظيف الأطلال الخارجية لقصر سلوى في عرض دراما قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية حيث ستكون تلك الأطلال بمثابة شاشة العرض ويمكن للزوَّار متابعتها من الأماكن المخصَّصة لذلك داخل مبنى مركز الزوَّار أو على سطح المبنى. كما سيتم إضافة عدد من العروض الأخرى باستخدام تقنية الوسائط المتعددة.