أم الجميع الغالية
ألقت عصا الترحالية
غابت بطيب حديثها
أغفت وكانت باهية
هذا مكان جلوسها
هذا مكان الدالية
هل تذكرون طيوبها
وكرومها المتدانية
تسع الجميع بلطفها
وتحيطهم بحنانية
جمعت شتات طيوفنا
عبر السنين الماضية
فبها يطيب لقاؤنا
ولها خطانا ساعية
نعم النديّ نُّديها
ولنِعم تلك الزاوية
رحلت ولاهي نائية
ودنت ولاهي آتية
وتدثرت بصلاتها
زهدت بدنيا فانية
شغف النداء يشدها
لجوار رب الباقية
فرنت بصدق يقينها
لجنانه المترامية
أملاً بجنة عدنه
ذات القطوف الدانية
تاقت للُقيا أختها
ولأختهن الثانية
لمنيرةٍ ولحصةٍ
موضي تلوِّح زاهية
النور يغمر جمعهن
وأُمهن الحانية
يا واسع الرحمات فارفق
بالقلوب العانية
والطُف بهنَّ وجازهنَّ
فمنك خير الجازية
شفِّع بهن المصطفى
مس أزاح الداجية
واجعل فراديس الجنان
ديارهن الغانية
واجمعهموا بأحبةٍ
هجروا الحياة البالية
واكتب لنا معهم لقاء
في الجنان العالية
أم الجميع تمتعي
بجوار ربك راضية
- شعر/ عبدالرحمن عبدالمحسن الصالح