يقول المثل الشعبي: (الظفر منجا والكريم امعان)
هذه السالفة تدور حول الكرم.. فالكرم صفة يتحلى بها أبناء هذا الوطن منذ الأزل.. وهذه السالفة جرت على الشيخ والشاعر/ عجاب بن مبارك الغيداني من قبيلة حرب وهو من كرماء العرب في زمنه.. كان له جارٍ اسمه (هلال) من قبيلة مطير وكانا يتسامران كل ليلة عند أحدهما وفي ليلة ذات بردٍ شديد كان دور السمر لدى الشيخ عجاب الغيداني فقد تأخر جاره هلال المطيري عن المجيء في الوقت المحدد بينهما وقد حضر متأخرًا وسأله عجاب ماذا بك يا هلال عسى ما بأس تأخرت علينا فأجابه هلال كان سبب تأخيري انني كنت انتظر لعل يأتي ضيوف فالليلة برد والضيوف يحدهم البرد والجوع وقد انتظرت الى منتصف الليل لعل أحدٍ يأتي لنقوم بواجبه ولما سمعه عجاب قام إلى غنمه يريد أن يذبح لجاره ذبيحة ظنًا منه انه يريد العشاء ولحقه جاره (هلال) واقسم بالله ان ليس لي قصدٍ بذلك ولكن من حرصي ومحبتي للضيف وليس لي أي طلب باللحم.
وقد أنشد الشيخ عجاب القصيدة المشهورة والتي يتمنى بها الضيوف ليقوم بواجبهم نذكر من قصيدته هذه الأبيات:
لا ياهبوب الريح هبي بخطار
خطار ما يدرى من أي القبايل
تلفي ركايبهم على هجعة النار
لازان نوم منسعات الجدايل
اظني أسري لي على كبش تجار
واذبح لهم من ضيّن الانذال حايل
إلى أن قال فيها:
ياهل النضا ياللي تطيعون الاشوار
تنصّوا اللي يكسبون الجمايل
الظفر يذريه الولي وال الاقدار
وراع الكرم يعطيه منشي المخايل
ويقال أنه عندما أتم قصيدته وإذا بضيوف يحلون عليه في ساعة متأخرة من الليل فقام وذبح لهم ذبيحة واكرمهم.
وعلى المحبة نلتقي مع سالفة اخرى.. ولكم تحياتي..
زهران عون الله المطيري - بريدة