حمد بن عبدالله القاضي ">
* تصدر قرارات مهمة سواء من مجلس الوزراء أو مجلس الشؤون السياسية والأمنية أو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وكلها تستهدف نماء الوطن وبناء الإنسان ونشر التنمية.
لكن أي قرار يصدر يجب أن يواكبه متابعة التنفيذ ليتحول من رواية إلى رؤية وليتمثل على الأرض إنجازاً.
لقد سرني خلال الفترة الماضية صدور قرارين مهمين: واحد يتعلق بإنشاء «مركز الإنجاز والتدخل السريع « والذي يهدف لمتابعة إنجاز المشاريع وبحث أسباب تعثُّرها والمساعدة في إقالة عثرة المشاريع، ومن جانب آخر مشاركة الجهة في مشروعاتها، وذلك بالتخطيط معها وإعطاء الرأي قبل التنفيذ.
* * *
* القرار الثاني: لجنة متابعة تنفيذ القرارات التي تصدر عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يرأسه سمو الأمير محمد بن سلمان الرجل الحازم والجاد ... هذا القرار يهدف لسرعة الإنجاز وإتقانه وتنفيذ القرارات التي أصدرها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية المرتبطة بالمواطن ومطالب الناس.
إنهما قراران مهمان سيسرعان بعجلة التنمية من جانب وجعل قرارات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يتم إنجازها وتطبيقها على أرض الوطن.
ولعل من توفيق الله إسناد هذا المركز ولجنة متابعة القرارات لرجل عُرف برؤيته الإدارية الناجحة بدأً من أمانة جدة حتى تولّي وزارة العمل وأخيراً وزارة الاقتصاد والتخطيط، ذلكم هو معالي م/ عادل فقيه الرجل الكفء في كل موقع تولاه: إنجازاً وتعاملاً وثقافة وبُعد نظر.
القرار تطبيق والمشاريع إنجاز
* * *
(2)
* عندما ترحل ماذا يذكر الناس منك..!
* حقاً..!
ليس (( الموت )) هو المخيف لكن ((ما بعد الموت)) هو المرعب والمخيف.
إنني - بحمد الله - واحد من الناس الذين لا يخشون الموت لسبب بسيط ألا وهو - يقيني - بصفتي مؤمناً - والحمد لله - أنّ الموت سوف يأتيني ولو كنت في برج مشيّد..!
بل إنني حتى لو فررت منه فإنه سوف يكون أمامي
وهذا إعجاز القرآن الكريم، وإسكان للطمأنينة في قلب المؤمن عندما
قال خالقنا ، ومالك موتنا وحياتنا: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ [سورة الجمعة ، الآية 8] .
حقاً..!
إنه لأمر عجيب ..!
إنّ العادة أنك عندما تفر من شيء فإنه يكون من خلفك يلحقك، لكنك مع الموت فإنّ ما عنه تفر تجده أمامك..!
* * *
إنها حالة دنيوية واحدة أخشى فيها الموت عندما أتذكر قول الله تعالى:
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا [سورة النساء، الآية: 9].
والسؤال الآن:
ماذا يذكر الناس عنك عندما ترحل عنهم؟
هل يذكرون أموالك وعقاراتك
أم يثنون عليك بحكم رفعة منصبك
أم تراهم يطرونك بحكم نسبك وحسبك..!
إنه ليس هذا ولا ذاك ..!
* * *
وانظروا وتأمّلوا كل من انتقل إلى الحياة الأخرى.
إنّ الناس لا يتحدثون إلاّ عن أعماله الخيّرة، وعن آثاره الفاضلة، وعن تعامله الطيب، وصدقاته على المحتاجين.
أما كل أمجاده وأعماله الدنيوية فإنه يرحل تذكرها وإطراؤها مع الإنسان حال ما يرحل عن هذه الدنيا ..!
وفي ذلك عظة لكل حي فلنبادر إلى كل عمل طيب، وإلى الإحسان إلى الناس، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله.
وقبل أن يقول المرء - عندما لا ينفع القول - رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق .
ولكن هنا في هذه اللحظات:
لا عمل خير ينفع.
ولا صدقة تُجدي.
ولا حياة سوف تعود ..!