عبدالعزيز صالح الصالح ">
استجابة لقول الله عزَّ وجلَّ: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ سورة سبأ آية «39».. وقال تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} سورة البقرة آية «273».
يمتاز -ولله الحمد والمنّة- مجتمعنا الكريم بالأعمال الإنسانيَّة سواء على النِّطاق الفردي أو الجماعي أو الأسري أو القطاع الحكومي أو القطاع الأهلي. فعلى سبيل المثال لا حصر تتمثل هذه الأعمال الإنسانيَّة الراقية في أنشطة أهالي الحي بمخطط الثَّاني عشر بالبديعة في الزِّيارات الميدانية واللقاءات الشهريَّة وعقد الندوات والمحاضرات الدِّينية والثّقافية والاجتماعية والرحلات البرية ومتابعة أنشطة بيوت الله على مدار العام ومتابعة الأسر المحتاجة داخل الحي، استجابة لقول المولى عزَّ وجلَّ: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ سٌورة البقرة آية «272».
إلى جانب زيارتك أصحاب الظروف الخاصَّة والمرضى بالمشافي وزيارة كبار السِّن بمركز المسنين الذي تم التّنسيق مع أحد المختصين بالمركز يوم الاثنين 13-1- 1437 هـ الموافق 26-10-2015م بزيارة مسائية.. وقد تكون الوفد الزائر من عشرة رجال من أهالي الحيِّ، وعند وصولهم إلى مقر المركز استقبلهم أحد الأعضاء الكرام بالحفاوة والترحاب وبعد استراحة قصيرة داخل قاعة الاستقبال أخذهم بجوله استطلاعية على فئة غالية من مجتمعنا المعطاء أجبرتهم ظروف الحياة القاسية للالتحاق بهذا المركز.. وقد التقى الوفد بعدد من هؤلاء المسنين، حيث إن هذه الزِّيارة المباركة تهدف إلى إدخال البهجة والسرور والفرحة في نفوس هؤلاء مما كان لهذه الزِّيارة القصيرة أكبر الأثر في نفوس هذه الفئة الغالية.. وذلك من أجل تأهيل أهمِّيَّة الزِّيارات الميدانية ودورها الإنساني في خدمة هؤلاء على نفوسنا جميعاً ونشر ثقافة التواصل والتراحم والتكاتف والتآلف والتواد والتعاون بين كافة أفراد المجتمع وذلك استجابة لقول الحق تبـارك وتعــالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى سورة المائدة (2).
وبعد حوار قصير تخلله شيء من الدعابة والمرح والفرح والجد والهزل مع هؤلاء المسنين الكرام أخذهم مشكوراً أحد المختصين بالمركز بجوله استطلاعية قصيرة على مهاجع المسنين اطلعوا عن قرب من خلال هذه الزِّيارة على ما تحتويه هذه الغرف من تجهيزات راقية، وفي أثناء الجولة التقى الوفد بطاقم العناية والتمريض واثنوا على جهودهم الجبارة تجاه هؤلاء المسنين وجهود إدارة المركز في نقل الصٌّورة الحيَّة والمباشرة لكل زائر لهذا المركز.
وإبراز جهود الدّولة رعاها الله ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية وذلك من أجل توفير وسائل الراحة والرفاهية لهؤلاء من كافة الخدمات اللازمة فديننا الإسلامي حريص كل الحرص بالعناية والاهتمام بالمسن والإنسان على وجه العموم يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} سورة الإسراء آية «70»؛ فالإنسان في جميع مراحله محترم ومكرم لقيمته الإنسانيَّة الذاتية، وأمر بإكرامه عند شيبته، وحث على القيام بشئونه وهو النموذج الذي جسدته ابنتا شعيب عليه الصلاة والسلام اللتان قالتا: لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ سورة القصص آية «23».. ويقول المولى عزَّ وجلَّ في محكم كتابه الكريم: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا سٌورة الإسراء آية «23- 24 « فقد حرص نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام بالمسن فكان محل عناية واهتمام: (الذي قال رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قبل من يا رسول الله قال من ادرك أبويه عند الكبر احدهما او كليهما فلم يدخل الجنة).
وفي نهاية الزِّيارة قام الوفد الزائر بتوزيع بعض الهدايا على المسنين وخرج الوفد الزائر بانطباع جميل بما شاهدوه من عناية فائقة واهتمام لا يوصف من كافة الجوانب.. وختاماً شكر الوفد الزائر القائمين على إدارة المركز ممثلة بمدير المركز الأستاذ الفاضل/ عبدالله العجلان، والإخصائي الاجتماعي الأستاذ/ عبدالله المالكي، وكذلك المشرف العام على برامج الأنشطة الأستاذ/ عبدالله الحماد؛ على اهتمامهم الكبير وعنايتهم الفائقة بهؤلاء المسنين وعلى استقبالهم الحار، ودعوا لهم بالتوفيق والنجاح.