نايف العساكر ">
الإرهاب لا ينتمي لدين ولا مذهب ولا طائفة..
إنما هي أعمال بشعة تنتهك فيها حقوق الإنسان وكرامته وتنعدم في الرحمة.
وتنحصر أكثر المصائب في هذا الزمان، في داعش والأسد وإيران بل تعد مثلث الإرهاب.
فالدواعش هم امتداد للتنظيم السري الخاص التابع للإخوان المسلمين وهذا التنظيم دقيق جداً وهو سري على اسمه وربما لا يعلم عنه كثير ممن ينتمي لهذا التنظيم، حيث أنشأ عام 1942م، وهو يشكل الجناح العسكري للجماعة والتي من أبرز مهامه: القتال، والاختطاف، والانتحار، والاغتيال، وغيرها من أعمال الغدر والخيانة.
فداعش لم نسمع بها إلا بعد قيام الثورة السورية بعامين، بعد أن أطلق الأسد والمالكي القيادات الإرهابية من السجون السورية والعراقية، بعد إجراء مصالحات واتفاقات سرية، وهي الآن تقوم بنفس الدور الذي كان يقوم تنظيم القاعدة، ولكن بأجندة جديدة...
ولكن استطاع بشار الأسد ضم هذا التنظيم وجعله من ضمن زبانيته، وكونه جناحاً سرياً تابعاً للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين فهو يسير على نفس خطط التنظيم الأم فهو سياسي لا ديني، وإنما يستخدم الدين غطاء له، لتحقيق مصالحه ومأربه.
وتجده يستهدف بضرباته أصدقاء الشعب السوري أو المطالبين بتنحي بشار عن السلطة، يوجهون لهم عمليات إرهابية دموية، وهذا من الشواهد على هذَا التزاوج القبيح بينهم، فالعمليات الانتحارية التي استهدفت المساجد والأماكن العامة في السعودية والكويت وفرنسا وغيرها كلها من هذا القبيل.
وأما العلاقة بين الدواعش وإيران فهي امتداد للعلاقة بينها وبين تنظيم القاعدة الوحشي والتنظيم الأخواني الأم, حيث إن الدواعش هي إحدى التركات والمورثات لهذا التنظيم الوحشي.
ومما يكشف لك قلب الحقيقة عن هذا التنظيم الداعشي الذي لا يخجل من طوامه وفظائعه فهو لم يذكر في يوم من أيامه أنّ من بين أهدافه إيران، مع أنها تنزل بثقلها العسكري والسياسي العلني في الحرب بسوريا ضد الشعب العزل وقوفاً مع النظام الطاغي من خلال الحرس الثوري والمليشيات القادمة من العراق ولبنان.
ومن شواهد العلاقة الحميمية بين الدواعش وإيران: تصريح المتحدث باسم تنظيم داعش أبو محمد العدني في مايو 2014 « بأن للقاعدة ديناً ثميناً في عنق إيران» وتأكيده على أن التنظيم ملتزم بالابتعاد تماماً عن توجيه أية ضربة لإيران حفاظاً على وحدة المجاهدين.. إلخ!! فداعش لم ولن تضرب إيران تلبية لطلب القاعدة وللحفاظ على مصالحها، بل وللعلاقة القوية الأزلية بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وإيران.. والتاريخ خير شاهد..
وللقضاء على الدواعش لا بد من عاصفة للحزم ثانية كالتي قادها مليكنا يحفظه الله وأشرف عليها ولي ولي العهد تعيد للمنطقة استقرارها وأمنها، يتم من خلالها حل الأزمة السورية بإزاحة الأسد ونظامه المستبد، ويقطع فيه شر الحركات المتأسلمة الموالية لنظام الملالي الإيراني، وشك بأن عدم إقصاء السنة في العراق سيكون له الأثر الفاعل في استئصال هذا الورم الخبيث...