منيرة محمد الخميري ">
العاملون في المجال الصحي باختلاف تخصصاتهم يحملون رسالة إنسانية تتلخص في استقبال المريض استقبال حسن إلى تقديم الخدمة العلاجية بأعلى مستوى ينتظره المواطن وتطالب فيه وزارة الصحة عبر منابرها.
نحن نتحدث عن منشآت صحية تخدم مراجعين باختلاف تواريخهم المرضية وحالاتهم الصحية عند مراجعتهم لمستشفى أو مركز صحي مما يتعرض فيها الممارس الصحي لمخاطر مهنية.
مع قيام المنشآت الصحية بعقد ورش عمل ودورات تدريبية للتوعية بمخاطر المهنة والتركيز على الأمراض المعدية الأكثر انتشاراً وإجراءات العمل التي تعرض الممارس الصحي للخطر وأهم معايير مكافحة العدوى إلا أن هاجس العدوى يظل في مقدمة تفكير كل موظف أياً كان تخصصه من دخوله للمنشأة وتختلف تلك الآليات بالمحافظة على حقوق الممارس الصحي أو الإداري من منشأة إلى أخرى.
كثر الجدل عن «بدل العدوى» وعن أحقية العاملين في المنشآت الصحية من ممارسين صحيين وغيرهم من الإداريين لهذا البدل وأرى أن الإداري أيضاً له نصيب في هذا الحق فهو إما مختلط مباشر للمريض كموظف السجلات الطبية أو أي موظف آخر داخل أروقة الإدارة فهو على علاقة مباشرة في المريض في أغلب الحالات.
ما يدعو للاستغراب في تصنيف أحقية صرف بدل العدوى أنه خص فئات معينة دون غيرها! وكأن العدوى ذكية للحد الذي تتخطى فيه هذا لتصيب ذلك الذي صُنف ممن يستحق البدل!
ما يحصل الآن انصراف الممارسين الصحيين للبحث عن حقوقهم فاكتظت المحاكم الإدارية وديوان المظالم بالمعاملات إما بمراجعات شخصية أو بتوكيل أشخاص ودفع مبالغ مالية لهم.
غير أن صرف بدل العدوى لفئة دون الأخرى خلق أزمة في بيئة العمل بين الموظفين كما أنه أيضاً سبب إرباكا في سياسة العمل وذلك عندما يخصص بدل العدوى مثلاً لفني مختبر ويرغم التمريض لأخذ التحاليل للمريض لظروف معينة ويحصل اعتراضات قد تؤخر خدمة المريض.
كما أن يصنف بدل العدوى لمسؤولات التطعيم فقط وعند حصول أي ظرف طارئ لهن ينتظر الطفل أسبوعا أو شهرا مما قد يعرضه للخطر لتأخر جرعته أو يحول لمركز آخر وقد يؤثر ذلك على سير العمل في كلا المركزين! برفض باقي الكادر القيام بمهام التطعيم بما أنهن معرضات للعدوى وغير مستحقات للبدل!
وعند الرفض كما في الحالات السابقة لعدم استحقاق البدل والتعرض لخطر العدوى ربما يتعرض الموظف للمسائلة !
الموضوع لا يستحق مقارنةً بالبدلات الأخرى, حيث كان بدل العدوى سابقاً (240 ريالاً) وأصبح (750 ريالاً) وأرى أنه حق لكل موظف يدخل ضمن بوابة المنشأة الصحية.
«العدوى» يا سادة لا تمتلك ذكاء البشر لتتخطى هذا وتصيب ذاك!