سارة الجريسي ">
غازٌ سام، ضرب، قتل، مجازر، تعذيب بشتى أنواعه لمن؟ لأطفال لم يتجاوزا الخامسة عشرة من عمرهم!
ما ذنبهم أطفال؟ يتمٌ، مجاعة، أمراض وحزن حتى أنهم قد تناولوا الحشيش والقطط وقُذفوا بأنواعٍ من الصواريخ الجوية، كُلها أمورٌ قد حدثت لأطفال سوريا الحبيبة.
ما ذنبهم ما فعلتهم ليصل بهم الحال هكذا؟ سرقوا؟ قتلوا؟ هل قاموا بخيانة بلدهم؟ لا لم يفعلوا أياً من هذا قط إنما هُم ظُلموا!
خسروا حياتهم ودينهم، وأهليهم من دون ذنب اقترفوه، لم يحصلوا على أيٍّ من حقوقهم كأطفال، لم يلعبوا ولم يدرسوا لم يغنوا ويضحكوا ولم يحصلوا على فرصة ليعيشوا بها حياتهم كأيّ طفلٍ عادي.
مُحيت الابتسامة من على شفاههم، طغى صوت بكائهم على صوتِ ضحكِهم، أصبحت جميع ذكرياتهم وواقعهم الحالي إلى ألمٍ وفراقٍ وحزن.
لم يَعُد لديهم المنزل ليسكنوا به، ولا المال الذي يساعدهم على التغلب على صعوبات الحياة القاسية، ولا الأسرة التي تحميهم وتحتضنهم تفرقوا، ولم يَعُد لديهم الآن سوى الأمل والتفاؤل وحسنُ ظنٍّ بأنّ غداً أجمل بإذن الله.
أمل بأنّ الله سيحررهم من ما هم فيه من محن، حُسن ظنٍّ بهِ سبحانه بأنه سيرزقهم وسييسر لهم أمورهم من حيثُ لا يحتسبون، وسينصرهم على القوم الظالمين.
الباطل مهما ارتفع وطغى وظنّ الناس أنه لا محالة لهم بالنصر ولا بالفرج، سيظهر الحق وسيبدّد ظلام الباطل الدامس، فالذي أخرج يونسَ عليه السلام من بطن الحوت قادرٌ على أن ينصرهم على من عاداهم وظلمهم، فإنه يجبُ علينا جميعاً أن نحسن الظن بالله، وان نضع يداً بيد ولا ننساهم من دعائنا في صلاتنا وقيامنا بأن الله سينصرهم ويفرج همهم الذي هم فيه، يا ربِ انصرهم.