سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود ">
كواحدة من الأمهات اللآتي وجدن أنفسهن فيما قدره الله لهن من اختبار رباني بأن يرعين طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة أشعر بمسؤولية مضاعفة، فلقد شعرت بمعاناة كل الأسر التي ترعى طفلاً من هذه الفئة، فإصابة ابني باضطراب التوحد جعلني أتقدم ناحية الهم المجتمعي وأكرس حياتي في مساعدة ما أستطيع من الأمهات والأسر في التعامل مع أطفالهم المصابين بهذا الاضطراب الذي يحتاج لرعاية مستمرة وحضور ذهني دائم، ومن قال إن التوحد «عدو» فقد جانبه الصواب بكل تأكيد لأننا إن أمعنا النظر في التوحد لوجدنا أن الواقع يملي علينا أن نعترف بأن العوائق التي يمثلها التوحد أمام النمو الطبيعي للأطفال المتوحدين هي العدو الحقيقي، التأخر الذي ينشأ من فقدان الاهتمام هو العدو، المشاكل الحسية التي تنشأ عن المرض هي العدو، لذا لا يجب علينا أن ننظر لمشاكل التوحد على أنها جزء من طبيعة الطفل ولكن يجب أن نعاملها على أنها العوائق التي منعت الطفل من أن يكون طبيعياً.
من الخواص الأساسية للتوحد اضطراب العلاقات الاجتماعية واضطراب القدرة على التواصل بالإضافة إلى بعض الأنماط السلوكية غير الشائعة بين غير المتوحدين. عادة ما يظهر التوحد في الثلاث سنوات الأولى من العمر، فنجد الطفل لا يثرثر أو يشير إلى ما حوله أو يقوم بتعبيرات خاصة من تلك المعروفة بين الأطفال من سنه، ومن العلامات أن يبلغ من العمر ستة عشر شهراً دون أن يكون قد بدأ في الكلام، ولا يستطيع تركيب كلمتين عند عمر عامين، ولا يستجيب إذا ما نودي باسمه، وكذلك يفتقر إلى المهارات اللغوية والاجتماعية، كما أنه يتلافى النظر المباشر إلى العين، وغيرها من العلامات الدالة على الإصابة بالتوحد.
أن مسؤوليتنا المجتمعية تنطلق من نشر الوعي بين الأسر، ومساعدة الأمهات والأباء في رعاية هذه الفئة التي تحتاج إلى مختلف أنواع الدعم وتحديداً الوعي بكيفية التعامل مع كل ما يحتاجه الطفل مما يساعده لاحقاً في التعايش بالقدر الممكن مع طبيعة ودرجة الاضطراب، وهذه مهمة التزم بها ممن استشعروا أهمية الدور الكبير في توعية الأسر وتدريبها عبر الطرق العلمية والصحية الصحيحة .
ذلك نرى دعم القضايا الخاصة بحالات التوحد في الدوائر الحكومية من الضرورات، كما أن نشر الوعي بين أفراد المجتمع عن اضطراب التوحد، وكذلك العمل مع الجهات المتخصصة لإيجاد أنشطة وبرامج رياضية وترفيهية لأفراد هذه الفئة، ومن الأهمية تشجيع العمل التطوعي في مجال خدمة التوحد وتدريبهم، إضافة إلى تقديم الاستشارات لأولياء الأمور وتدريبهم على كيفية التعامل مع أبنائهم وتوفير الدعم الاجتماعي والنفسي للأهالي .
- مؤسس ورئيسة جمعية أسر التوحد