إطالة أمد الصراع في سوريا يؤدي إلى تنامي الكراهية وانتشار الإرهاب ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
أكد الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز ال الشيخ عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان الشعب السوري يئن منذ أكثر من 4 سنين تحت وطأة الاحتلال والقهر، والعالم لا يريد حل هذه المشكلة ولا يسعى إلى حلها مع سرعة التدخل في غيرها وهذا حيف سياسي وعنصرية مقيتة.
وأشار إلى أن إطالة أمد هذا الصراع يؤدي إلى تنامي الكراهية والعداوة بين الشعوب وانتشار الجماعات الإرهابية في هذه البلاد التي تستقطب شباب المسلمين من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام لتجندهم وتقتلهم في معارك عبثية. وأضاف أن البلسم الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلَّم - هو البلسم الشافي فلا ترياق بعده وإن خواء النفوس من الإيمان يعد كارثة عظيمة.
وأكَّد أن الثبات على الإيمان والمداومة على الطاعة وترك المعصية من أعظم أسباب الثبات على الإيمان، مشيراً إلى أن الثبات على دين الله يحتاج إلى ملاحظة تامة ومراقبة مستمرة.
وبين أن المداومة على الأعمال الصالحة مما يثبت الإِنسان على الإيمان، كذلك الإيمان بالقضاء والقدر من أعظم ما يثبت المسلم على دينه والثقة بنصر الله وعدم الاغترار بالباطل وأهله، إضافة إلى الإلحاح على الله بالدعاء ومصاحبة الصالحين والعلماء الربانيين.
وأوضح أن الإيمان يصنع المواقف كما يصنع الرجال وقد وصف الله موقف صحابته - رضوان الله عليهم - في المحن بقوله (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (173) سورة آل عمران. ووصف الله امتثالهم لأوامره ونواهيه بقوله (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (51) سورة النور. وقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في التضحية والإيثار بقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (111) سورة التوبة.
وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض لن يشهد التاريخ في القرون الماضية مجداً للعرب إلا بالإسلام ولا عزاً إلا بالإيمان فلما تركوه ضاع مجدهم وانتكست حضارتهم وانتكس حالهم.
وأضاف أن أعداء الإسلام أدركوا معنى الإيمان وتأثيره في نفوس اتباعه فشنوا حرباً شعواء على الإسلام وأهله عن طريق المقالات والقنوات، وقاموا بنشر الشبه والشهوات حتى بدرت بادرة الإلحاد، ففي كل يوم تسمع عن واقعة الحادية وشبهة شيطانية في رتابة حتى يظن السامع أن هذا الأمر ليس قضاء بشرياً ولكنه أمر متعمد.
وأشار إلى أن الإلحاد آفة نفسية وليس قضية عملية والله سبحانه وتعالى يأمر برابطة الإيمان وهؤلاء يدعونها ويدعون إلى العنصرية والقومية، والإسلام يحث على العفة والفضيلة وهؤلاء يدعون إلى الرذيلة وانتشار الفاحشة بين المسلمين حتى صار حماة الإسلام في آخر خطوط الدفاع.