السهلاوي يضرب أروع الأمثلة في الصبر والمثابرة وانتهاز الفرصة ">
الزلفي - خالد العطاالله:
محمد السهلاوي أو ما كما يُحب أن يناديه مُحبوه بالصعباوي نجم ذاع صيته عندما كان لاعباً في القادسية واستطاع الأمير فيصل بن تركي جلبه لنادي النصر في صفقة تُعد الأعلى والأغلى في المملكة، وواصل السهلاوي بروزه في نادي النصر ونافس على لقب هداف الدوري في المواسم التي لعبها ولم يفصله عن اللقب سوى هدف واحد في موسمين فأحرز مع النصر أكثر من 100 هدف وأصبح من ضمن الهدافين التاريخيين للنصر.
السهلاوي ظُلم كثيراً في عدم انضمامه للمنتخب، رغم وصافته مرتين لهدافي الدوري السعودي، ورغم إحرازه جائزة أفضل لاعب سعودي، وإن تم ضمه وضُع على الدكة أو خارج التشكيلة فزاده هذا الأمر إصراراً وعزيمة، ولم يحطمه، حتى عندما لعب مع المنتخب الرديف إحرازاً أهدافاً عدة في كأس العرب التي استضافتها المملكة.
ولعل المشاركة الأولى للسهلاوي كانت أمام المنتخب الإسباني فأحرز فيها هدفاً، ولكن لم يُعط الفرصة للمشاركة كأساسي إلا متأخراً جداً وتحديداً أمام الكوري الشمالي فأحرز هدفين لمنتخبنا في تلك المباراة، وكان المدرب حينها (كوزمين) إبان كأس آسيا التي أقيمت في أستراليا.
محمد السهلاوي الذي لعب للمنتخب السعودي 22 مباراة رسمية كان في 11 منها أساسياً أحرز 22 هدفاً وهذا يُعتبر رقماً صعباً في كرة القدم وعلى مستوى المنتخبات لم يتحقق من قبل لأي لاعب، كما حقق السهلاوي رقماً آخر وهو حصوله على أفضل لاعب في مباراة المنتخب خمس مرات أربعاً مباريات منها متتالية، كما حقق رقماً آخر وهو تسجيل خمسة أهداف في مباراة واحدة ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال على مستوى آسيا، وكذلك تحقيقه لعدد 18 من الأهداف في عام واحد من 9 مباريات، وأخيراً صدارته لهدافي العالم لعام 2015 برصيد 18 هدفاً، كل هذه الأرقام حققها السهلاوي بعد أول موسم له مع المنتخب الوطني.
ولعل الغريب في الأمر أن من يشكك في كم الأهداف المُحرز فإن جميع من تشرفوا بخدمة المنتخب في رصيدهم أهداف على منتخبات ضعيفة كتيمور ومثال ذلك الهند وبنجلاديش ومكاو ومنغوليا وتايبيه وفيتنام، ومنتخبات أخرى قوية كما فعل السهلاوي أمام إسبانيا وكوريا الشمالية والإمارات وأوزوبكستان، وهذا حال جميع هدافي العالم فهناك أهداف في منتخبات قوية وأخرى ضعيفة وكذلك متوسطة المستوى.
محمد السهلاي الذي لم يتحصل على بطاقة حمراء واحدة قدوة للنشء ومثالاً للصبر وعدم استعجال الفرصة، وكذلك يجب أن نُبرز إنجازاته كتقدير لصبره وعدم تذمره، أو المنجزات التي تُجير للوطن الكل يفتخر بها. مزيداً من التقدم نتمناه لمنتخبنا الوطني في المنافسات القادمة.