تونس - فرح التومي:
بالرغم من نفي وزارة الداخلية، إلا أن سكان العاصمة تونس وزوارها عاشوا يوم أول أمس الأربعاء وليلة الخميس على وقع خبر مفاده محاصرة عناصر مسلحة كانت تستعد لتنفيذ مخطط ارهابي بالأحزمة الناسفة في قلب العاصمة في شارعها الرئيسي الحبيب بورقيبة حيث ساد الهلع وتفرق الناس هاربين من شبح ظلوا يرونه يلاحقهم.
ومما زاد في تأكيد الخبر الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى اعمدة صحف إلكترونية ذات مصداقية، الانتشار الواسع لقوات الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب المدججة بالسلاح في الشوارع الرئيسية للعاصمة وفي الأنهج المتفرعة عنها وامام الفضاءات التجارية الكبرى وداخل محطات النقل العمومية.
يوم وليلة رعب عاشها سكان العاصمة لم تبددها تصريحات المسؤولين الأمنيين الذين نفوا من خلالها الأخبار الرائجة حول وجود تهديدات بتفجير احدى المحلات التجارية الكبرى على يدي عنصر مسلح يحمل حزاماً ناسفاً. وفي رده على سؤال حول التعزيزات الأمنية الواسعة المنتشرة في كامل العاصمة والإجراءات المشددة لمراقبة التجول وتنقلات المواطنين، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية بأن ذلك يدخل في إطار التوقي من وقوع الأحداث الإرهابية، إلا أنه لم ينف جهود قوات الأمن في البحث عن عنصر خطير مفتش عنه يبدو ان اخبارا بشان تجوله في العاصمة وصلت الى المصالح الإستخباراتية بالوزارة. وفي سياق اخر، وفيما تنكب اجهزة الأمن والجيش على ملاحقة العناصر المسلحة بجبل المغيلة الواقع على الحدود بين محافظتي سيدي بوزيد والقصرين بالجنوب الغربي والتي ادخلت الهلع في صفوف متساكني الأرياف والقرى المحاذية للجبل، نفذ عمال القطاع الخاص بمحافظة صفاقس ( العاصمة الاقتصادية للبلاد التونسية) بالوسط الغربي اضرابا بثلاثة ايام استجابة لدعوة اتحاد الشغل الذي أعلن فشل مفاوضاته مع منظمة الأعراف بخصوص ملف الزيادة في الأجور. ويخشى في حال تعنت اتحاد الشغل وتمسك منظمة الأعراف بموقفها القاضي بربط الزيادات بتطور نسبة الإنتاجية، ان تشهد البلاد تأزما للوضع الإجتماعي على وقع الأزمة الأمنية التي تمر بها في ظل تنامي تحركات الإرهابيين في المناطق الحضرية والجبال والمناطق المحاذية لها... خاصة وان عدداً كبيراً من عمال القطاع العمومي وفي خطوة مساندة لعمال القطاع الخاص، شنوا هم ايضا اضرابا عن العمل مما الحق شللا شبه كامل في المرافق العمومية في عاصمة الجنوب صفاقس.