سعد بن عبدالقادر القويعي ">
أتفق تمامًا مع تأكيد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، على أهمية الرسالة الموجهة إلى شباب الوطن؛ داعيًا إياهم إلى: «أمن منهج التفكير»، باعتبار أن الانطلاق - في تقديري - من مبدأ التوقف في كل قضية؛ حتى تثبت صحتها بالدليل، والتسليم بمبدأ السببية، والتعليل القائم على أسس، وقوانين منطقية له أثره، ودوره الكبير في أصالة الفكر، وسلامة الأفكار.
أمن منهج التفكير، هو الذي يستطيع أن يحول الإنسان إلى ثروة فكرية هائلة، فكل ما كان منسجمًا مع العقل، متفقًا مع نتائجه، تَقبَله النفس عن قناعة بأحقيته؛ لاعتماده على مسلمات العقول، وأوليات البداية. وهذا المنهج الأصولي، هو الذي حكم تفكير الأمة، وهو الذي صاغ عقول علمائها، وقادتها، ومفكريها، وأدبائها، ومؤرخيها؛ ومما ضرب على سبيل المثال للعلاقة بين العقل، والنقل، وبيان أن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لا يُتَبَيَّنُ إلا بالعقل، ما ذكره الراغب الأصفهاني في كتابه «تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين»: 140- 141، أن قيل: العقل كالأُسّ، والشرع كالبناء، ولن يغني أسٌّ ما لم يكن بناءً، ولن يثبت بناءٌ ما لم يكن أساً.
إن جناحي الإنصاف، والمنهجية لا يقوم إلا على البحث العلمي المنصف، الذي يساير معطيات العقل، وينسجم مع نتائج المنطق، والبرهان، والمتجرد عن وصمة الهوى، وبصمة التعصب لرأي دون دليل، والمتسلح بأدوات البحث العاصمة له من كل خطأ في التفكير، والاستدلال. ويترتب على ما سبق نتيجة مفادها: إن شمولية المنهج الإسلامي، ومنطقية عقيدته بدعوته، لا بد أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعقل البشري مناقشة، وبحثًا، وتمحيصًا، وذلك من خلال الدعوة إلى طلب العلم، والحث عليه، والتحذير من كافة أشكال الخيانة العلمية، - سواء - بالكتمان، والإخفاء، أو التشويه بالتدليس، والتزوير، والقطع، أو بالادعاء مما ليس من العلم كما بيّن الأوائل.
ما لم يكن منهج البحث، والتفكير موافقًا لاتجاهه، فإن النتائج لن تكون صحيحة، ومنسجمة مع روح الإسلام. وعندما نؤكد على أن المنهج، هو الطريق المستقيم بنسبة التفكير إلى المنهج، فإننا سنبرهن على أن التفكير المنهجي في المقابل، هو التفكير الذي يتبع قواعد واضحة؛ للوصول إلى النتائج الصحيحة. ولذا فإن من أهم ما دعا إليه الإسلام، وحث عليه، هو التفكير بمنهج يعتمد على الوحي، والعقل معًا؛ من أجل الوصول إلى المعرفة الصحيحة.
drsasq@gmail.com