المواطنة تعني الانتماء الصادق فكراً وفعلاً لخدمة الوطن ">
بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أعمال ندوة «تعزيز قيم المواطنة ودورها في مكافحة الإرهاب» أمس الثلاثاء بتنظيم جامعة نايف للعلوم الأمنية بالتعاون مع الإمارة، حيث تستمر أعمالها لمدة يومين 5 - 7 صفر الجاري في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة، بمشاركة (254) متحدثاً ومتحدثة من مختلف القطاعات والجنسيات.
وحضر المناسبة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش مدير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل قاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والسفير جمال حامد الشمايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية، والسفير باسم عبدالله الأغا سفير دولة فلسطين، والسفير عبدالستار محمد عيسى سفير الجمهورية اللبنانية، ووكيل إمارة المنطقة الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان إلى جانب عدد من المسؤولين بالمنطقة والمهتمين بالشأن.
وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم، ثم كلمة الهيئة العلمية ألقاها الدكتور أحمد محمد هليل مشيراً إلى أن رسالة الإسلام تحرم الاعتداء حتى في حالات مجابهة العدو.. وأوضح معاليه أن الإسلام يحمل رسالة أمن وسلام وهو دين الأمن والاطمئنان داعياً في كلمته إلى السعي نحو تحقيق الأمن الفكري الذي يحصن الناشئة من الوقوع في حبائل الجماعات المتطرفة، ثم شاهد الحضور فلماً وثائقياً عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
من جهته رحب الدكتور جمعان بن رقوش مدير جامعة نايف للعلوم الأمنية براعي المناسبة والحضور معبراً عن سعادته بتواجد هذه الكوكبة وأضاف: أن الجامعة بتوجيهات كريمة من رئيس مجلسها الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية، كانت سباقة إلى تنفيذ إستراتيجيات مجلس وزراء الداخلية العرب في دراسة الجرائم الإرهابية ومكافحتها وتحقيق الأمن الفكري فقامت بجهود متعددة في هذا المجال متمثلة في الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال التعاون الإستراتيجي مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية.
وبيّن مدير الجامعة خلال كلمته أن المواطنة سلوك وتطبيق وقد حرصت الشريعة الإسلامية على غرس هذا السلوك في نفس الإنسان المسلم وتنميته، فحب الوطن غريزة في النفوس، ولإدراك جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لقيمة هذا السلوك وأهميته فقد حرصت على أن تتضمن برامجها وبحوثها ودراساتها هذا الجانب سعياً نحو تنميته وإبراز أهميته، مختتماً حديثه بتقديم الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد على الدعم المادي والمعنوي الذي مكن الجامعة من أداء رسالتها على الوجه الأكمل وكذلك ما تجده الجامعة من رعاية أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب حتى وصلت إلى هذا المستوى العلمي المتقدم.
بعد ذلك تفضل صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم بكلمة نقل فيها للحضور ترحيب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله بالمشاركين في أعمال الندوة في وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية.. وأعرب سموه في كلمته عن سروره بالمشاركة في فعاليات الندوة التي تحتضنها منطقة القصيم والتي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لتكون حلقة من حلقات الجهد المتميز والمخلص لجامعة نايف في مكافحة الإرهاب منطلقة في ذلك من منهج علمي جعلها في مصاف الجامعات العريقة، بل وتنفرد بتخصصها لينعم الجميع بالأمن الذي هو أساس كل نهضة، وأكد سموه أن المتتبع لإصدارات الجامعة العلمية ودراساتها ودورها في تحقيق الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب والتطرف خلال الأعوام 2010م و 2011م و2013م يدرك قيمة هذه الجهود المخلصة.
وأشار أمير منطقة القصيم بأن المواطنة تعني الانتماء الصادق فكراً وفعلاً لخدمة الوطن فما بالكم إن كان هذا الوطن وطن مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض عرين أسود التوحيد، وبين سموه إلى ان المواطنة الصادقة هي انتماء داخلي يجعل المواطن يعمل بكل إخلاص للدفاع عن وطنه ويحرص على سلامته بكل ما يحتويه إلى درجة التضحية بالنفس في سبيله.
وذكر سموه قيم الإسلام الحقيقية لو تم غرسها في نفوس الناشئة لجعلنا المجتمعات تنعم بالاستقرار ولعززت الأمن الفكري وحماية المجتمع من الإرهاب الذي لا دين له وهو كل فعل من أفعال العنف يهدف إلى التخريب وإيقاع العرب في قلوب الناس ويعرض أمنهم للخطر.
وأردف الأمير الدكتور فيصل بن مشعل موضحاً أن تشريعات الإسلام فرضت أشد العقوبات على هذه الفئات كفاً لشرهم وحفظاً للدين والنفس والعرض والمال، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية لها دور بارز في محاربة الإرهاب والتطرف وهي جهود نالت استحسان المجتمع الدولي من خلال إستراتيجية شاملة تعتمد الوقاية والمناصحة والمواجهة.
وقدم سموه في ختام كلمته الشكر لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على اهتمامها بهذا الموضوع المهم كما هو دأبها داماً في استشراف كل ما من شأنه تحقيق الأمن العربي والدولي بمفهومه الشامل، واختتم سموه كلمته بأمنياته للندوة بالنجاح وأن تحقق أهدافها وأن تخرج بتوصيات تجني ثمارها الأجيال القادمة.
وحول تطوير التعاون العلمي بين إمارة المنطقة والجامعة قال سموه: بأن العلاقة بين أي جهة وجامعة نايف هي واجب لأنها جامعة متميزة وشامخة ولها حضور عربي ودولي متميز وهي جامعة تحمل اسم رجل عظيم عزيز علينا جميعاً وهو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- والذي له بصمة واضحة في الأمن العربي من خلال تأسيس مجلس وزراء الداخلية العرب ومن خلال جهوده الأمنية في المملكة العربية السعودية، فهو الرجل الذي أفنى حياته ليتحقق الأمن محلياً وعربياً ودولياً، ولذلك أدعو جميع المؤسسات الحكومية للاستفادة من خبرات هذه المؤسسة العريقة، ونتمنى أن تسهم هذه الندوات والبرامج في تحقيق الأمن وأن يتواصل التعاون المثمر بين الجامعة وإمارة منطقة القصيم خلال السنوات القادمة.