سماحة المفتي يحذّر من الفتوى بلا علم ويعد القول على الله من أعظم الكبائر ">
المدينة المنورة - علي الأحمدي:
حذّر مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الفتوى بلا علم، فالقول على الله بلا علم من أعظم الكبائر كما حذّر سماحته من اتباع الناس للأقوال والمسائل الشاذة والانسياق لها واتباع الهوى بدعوى تغير الزمان والأحوال.
جاء ذلك في افتتاح الندوة العالمية الدولية بعنوان: (الإفتاء بين التأثير والتأثر بالمتغيرات) التي يقيمها كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة خلال يومي الثلاثاء والأربعا 6_7 -2- 1437هـ بقاعة الملك سعود بالجامعة.
وقال سماحته: الإفتاء منصب عظيم وعمل جليل، فالعالم المفتي يرشد العامة إلى أمور دينهم ويوجههم لكل مافيه خيرهم وصلاحهم بالعقيدة الصحيحة السليمة، فالعلماء ورثة الأنبياء وهم أهل العلم فمن أخذ به أخذ بالحظ الوفير والخير العميم.. ونصح سماحته المفتين بتقوى الله في السراء والضراء ومراقبة الله عز وجل في أمور دينهم ودنياهم والاستزادة من العلم الشرعي والعمل بالدليل والحث على الواجبات والتحذير من المحرمات.
وطالب سماحته المفتين والعلماء بالرد على الأفكار الضالة المنحرفة التي تدعو إلى التفريق بين أبناء المسلمين والتحذير من دعاة الشر وتسجيل ما يقولون وتدارسها وتصحيح خطئها والرد على شبهها الضالة التي طالما غيرت الشباب في عقولهم والتغرير بهم وإيقاعهم في المهالك سائلاً الله أن ينصر دينه ويوفق ولاة أمره لما يحبه ويرضاه.
من جهته رحب فضيلة مدير الجامعة الإسلامية المكلف الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد بسماحة المفتي وأصحاب المعالي والضيوف الكرام مبيناً أن رسالة الجامعة رسالة عالمية، وهي هدية هذه الدولة المباركة للعالم الإسلامي وقد تخرج منها أكثر من 70 ألف طالب ويدرس فيها أكثر من 23 ألف طالب من 200 جنسية ينهلون من المنبع الصافي ويدعون إلى الله بالمنهج الوسطي المعتدل وقد تخرج منها العلماء والوزراء والرؤساء وهذه من أكبر فضائل الله على هذه الجامعة، وهي ولله الحمد تحظى بعناية هذه الدولة المباركة؛ وما تفضل به خادم الحرمين الشريفين في رمضان المبارك بتدشين المدينة الجامعة الجديدة على مساحة تقدر بـ 100 مليون متر لبناء المدينة الجامعية المتكاملة إلا دليل على دعم هذه الدولة لهذه الجامعة.
وأضاف: إنطلاقاً من رسالة الجامعة في نشر العلم والمعرفة والتأصيل العلمي جاءت فكرة هذه الندوة العلمية التي تنظمها الجامعة من خلال كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها حيث المتغيرات المعاصرة نلاحظها اليوم تستجد وتتسارع وتحتاج إلى حزم وضبط وعناية من أصحاب العلم من العلماء الربانيين لاسيما وما نراه اليوم من التسلق على أعتاب الفتوى ممن ليسوا من أهلها من المتعالمين ومن غير المختصين فضلوا وأضلوا فالمسؤولية كبيرة على العلماء وعلى المجامع العلمية والجهات المتخصصة في هذا المجال حمى الله أمتنا ووفق ولاة أمرنا، رافعا شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب رئيس مجلس الورزاء وزير الداخلية وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والشكر موصول لأمير منطقة المدينة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان على دعمهم الكريم لهذه الجامعة.
بعد ذلك قال رئيس كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوبطها فضيلة الأستاذ الدكتور سليمان الرحيلي أن العلماء يسيرون على منهج سلفي أصيل يعلّمون العلم والكتاب والسنة وينشرون الخير، موضّحا أن الكرسي يهتم بتأصيل الفتوى لأن الفتوى إذا انضبطت كانت من مفاتيح الخير والإصلاح والأمن والاستقرار، وهذا الكرسي قد وجه أعماله إلى خدمة الإسلام والمسلمين من ناحية الفتوى وبيان ما جاء فيها وشروطها ونشر البحوث والوعي بها في المجتمع، وقد وصل الكرسي عدد كبير من البحوث في هذه الندوة انتهت بعد تحكيمها إلى 97 بحثاً محكماً نشرت في ملخصاتها في هذه الندوة العالمية الدولية.
أما كلمة المشاركين فقد ألقاها فضيلة الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحمداوي من جامعة الأزهر عبّر فيها عن مشاعره الطيبة في وصوله إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقاء سماحة المفتي وكافة العلماء والمشاركين في هذه الندوة، مبيّناً أن على العلماء مهمة كبيرة في ضوابط الفتوى، فهم مصابيح الأمة وعليهم أن يعلموا الجاهل ويبينوا للناس أحكام الدين.
وفي كلمة ضيوف الندوة قال معالي رئيس الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند أن خطورة الفتوى بغير علم والتصدي للفتوى من غير أهلها مضرة بالعباد والبلاد، وأمتنا في هذا الوقت تتعرض لهجمة شرسة من أرباب الفكر الضال فهم دعاة على أبواب جهنم يفتون بغير علم فيضلون مع ضلالهم، وتأتي هذه الندوة في واجهة مثل هذه الهجمة الشرسة لكونها تحمل عنوان التأثير والتأثر في المتغيرات فتتضاعف المسؤولية على أهل العلم من العلماء الراسخين في تبيان العلم، خاصة وأن اسم الكرسي يحمل علماً من أعلام الفتوى هو سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-.