تركي السديري: نحتاج لعاصفة حزم تضع حدًا للعبث الرياضي ">
كتب - سلطان الحارثي:
علق الإعلامي المخضرم والكاتب الرياضي المعروف تركي الناصر السديري على تصريح إحدى الشخصيات الرياضية الكبيرة الخاص بالجزيرة الذي اتهم فيه الإعلام الرياضي بنفخ رؤساء الأندية حتى شعروا بأنهم استثنائيون في المجتمع، وأنهم لا يشبهون أحدًا، ولهم الحق في فعل ما يشاؤون، مما جعل أنديتهم تعاني من الديون، حيث قال السديري في تعليقه: «الإعلام وعاء لما يحدث في المجتمع والمشهد الرياضي، وهو ناقل ومخبر ووسيلة للتعريف بما يحدث في هذا المشهد، وهو «أي الإعلام» لا يصنع حدثًا، ولا ينتج ما يقوله رئيس النادي ولا اللاعب، إنما هو عامل ثانوي».
وأضاف: «من صنع هذا العك وهذه الحالة البائسة والواقع المتخلف للرياضة السعودية التي هيمن وساد على أرضها وفضائها هي ما أنتجته لنا الأمية الرياضية أو ما أسميه (بالقبائلية الرياضية)، وبالتالي ما هو موجود في المشهد الرياضي لم يصنعه الإعلام وإن تحول إلى بوق ومروج ومحتفل، ووسيلة نشر وتأجيج يستفيد منها تجار الشهرة، وسذج الأمية الرياضية.. ذاك أصبح رئيسًا وذاك أصبح مديرًا، وآخرون نجومًا من الورق».
وتابع: «نحن الآن أحوج ما يكون إلى عاصفة حزم وتغيير وتأسيس لرياضة سعودية جديدة تفرضها متغيرات التنمية والتحضر السعودي الراهن لتضع حدًا للعبث بالرياضة، وتعيد للرياضة قيمتها ورسالتها ومعيارها العلمي، وتضع حدًا لهيمنة وهندسة الأمية الرياضية التي تسبب في تحويل رياضتنا إلى قبائلية رياضية ينفخ وجودها وتسيدها وانتشارها شاشات وإذاعات ومطبوعات آلت الأمية الرياضية».
وشدد السديري على أن الإعلام لم ينتج الرؤساء الذين قصدهم الشخصية الرياضية الكبيرة، وقال: «هؤلاء طلاب شهرة، واستعانوا بهذه الوسائل المسماة ظلمًا بإعلام رياضي.. هي في الحقيقة مجرد دكاكين ومؤسسات خدمية ودعاية وإعلان لمن يطلب أن يُنفخ الذي يبحث عن النفخ والنفيخ، الذي غايته أن يتحول إلى بالونة من الضوء على حساب قيمة الرياضة ورسالتها».
وأضاف: «هذه القيادات التي تختطف الأندية مارست هذا النسق لوجود فراغ في المنظومة الرياضية السعودية، فنحن بلا لوائح ولا أنظمة ولا ضوابط مالية وقانونية ومحاسبية واستثمارية واحترافية، والموجود فقط هو شكلي هش، ونصوص متهالكة من السهل النفاذ منها والتحايل عليها، وبالتالي سهل على (الجماعة) أن يفعلوا ما يريدون دون رقيب ولا حسيب، ولذلك لا بد من إعادة صياغة منظومة الرياضة السعودية من خلال سيادة القانون الكامل والمتكامل والمواكب لوضعنا وتطلعاتنا الرياضية».
وأشار السديري إلى أن الوقت حان لإحلال المعيار العلمي لتحديد كل الخيارات والاختيارات في المنظومة الرياضية، وقال: «لا بد من تطوير وتأسيس المنظومات الرقابية والمحاسبية والتقييمية المطبقة للقوانين بأنظمتها ولوائحها، وضمان توافر الكفاءات المتخصصة علميًا لتولي الأداء فيها، وآن الأوان لتطوير بنيات الأندية وإيجاد النظام العصري الذي يكفل عدم اختطاف النادي من طلاب النفخ والنفيخ، وتجار وسماسرة الرياضة، ليضمن هذا النظام توجد الكفاءات والقدرات الرياضية القادرة على بناء رياضة سعودية بل ونهضة رياضية سعودية تأخر كثيرًا حدوثها».