د. محسن الشيخ آل حسان ">
الحوثيون في اليمن هم فقط أقلية ولا تزيد نسبتهم عن 5% من سكان اليمن البالغ عددهم أكثر من 30 مليون نسمة، ويتساءل المحللون السياسيون وأنا منهم:لماذا تحاول هذه الفئة القليلة أن تكون مثل (النصيرية العلوية) بسوريا ونسبتها أيضا 5% من سكان سوريا وتتحكم في الأغلبية وتنزع سلاح الشعب اليمني وتسيطر على أسلحته الثقيلة والصواريخ وتكتم أنفاس المدن والمحافظات اليمنية وتسيطر على الحكم والوزارات المالية والدفاع والجيش وتفكك أجهزة الدولة، وتصف من لا يرضخ لسيطرتها بالتكفيريين وتعتدي على أبناء وشيوخ القبائل وتحتل مناطقهم وتفجر المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم؟...
ويعود المحللون يتساءلون وأنا منهم: لماذا تحاول مليشيات الحوثيين نشر وفرض أفكار وبدع مذهبية طائفية في اليمن بالقوة؟ وأخيرا يتساءل المحللون وأنا منهم: كيف سيكون مستقبل اليمن لو ترك في أيدي هذه المليشيات الطائفية الحاقدة والتي قتلت أكثر من (20) عشرين ألفاً من شباب وأطفال وشيوخ ونساء اليمن؟
شارك الحوثيون في الثورة التي قام بها الشعب اليمني ضد نظام صالح المخلوع عام 2011م، ووقعوا على مخرجات الحوار الوطني التي أقرت أواخر يناير 2014م. ونصت على نزع سلاح كل الجماعات المسلحة ومن بينها الحوثيون. لكن الحوثيين لم يلتزموا بتسليم أسلحتهم، وإنما استمروا في قتالهم. وفي فبراير عام 2014 سيطروا على مدينة عمران الشمالية (معقل بني الأحمر).
ومن ثم على العاصمة صنعاء وباقي المدن اليمنية وبالتالي استمر الحوثيون في سيطرتهم على مقدرات وأموال الشعب اليمني حتى انطلقت عاصفة الحزم يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هجرية الموافق 26 مارس 2015م وهي عملية عسكرية سعودية بمشاركة تحالف عربي ودولي مشترك مكون من عشر دول ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح لإرجاع الشرعية والأمن والأمان لليمن الشقيق.