السعودية تقدم للعالم 33 شخصية بين «الأكثر تأثيراً» في صياغة الاقتصاد الإسلامي ">
الجزيرة - الرياض:
أهدت المملكة للعالم 33 شخصية ساهموا بريادتهم وإصرارهم في التأثير بصياغة الاقتصاد الإسلامي.. وهذه قد تكون المرة الأولى التي يكون لصناعة الاقتصاد الإسلامي مرجع سنوي متميز وفريد للشخصيات الـ500 الأكثر تأثيراً به والتي تعمل لدى 485 شركة في 96 دولة.
وشملت تلك القائمة قادة التفكير الإستراتيجي والمُلهم ومديرين تنفيذيين ومهنيين لامعين.. وتم الكشف عن هذه القائمة إبان انعقاد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في العاصمة الماليزية كوالالمبور.. ويؤثر الاقتصاد الإسلامي في حياة أكثر من 1.7 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم.. بل ويُعتبر هذا الاقتصاد رابع أكبر اقتصادات العالم بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي.
ويقف وراء تلك القائمة، التي أطلق عليها اسم «إسلاميكا 500»، شركة استشارية (IsFin) تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً لها.. وبخلاف عمليات التصنيف التي تكون مرتبطة بعوامل تجارية تؤثر على النتيجة النهائية، فإن تصنيف الـ500 تميز بحياديته والتي تجلت بإبراز مواهب إسلامية، لم تكن في السابق معروفة، موزعة حول العالم.. ولعل ما يميز قائمة الـ500، التي جاءت بالتعاون مع مجلة «فوربس»، هي تسليطها الضوء على «جيل الخبرة» التي ساهمت سواعدهم في تشكيل أساسيات الاقتصاد الإسلامي.. وسلطت القائمة في نفس الوقت على «الجيل الشاب» الذي ينتظر له أن يتولى زمام القيادة في السنوات المقبلة خلفاً للجيل الذي سبقه.. ومن دون شك أن الدعم المؤسسي سيكون ضرورياً إذا ما أرادت تلك البلدان دعم مواهبها التي أفرزتها هذه القائمة أو حتى المساهمة في استكمال مسيرة تطوير الاقتصاد الإسلامي وتمكينه من أداء دوره التاريخي في إثراء العمل الاقتصادي الحديث بالأخلاقيات والقيم الإنسانية ومعايير الاستدامة الحقيقية.
صناعة الفارق
وقال البروفيسور لورانت مارليير، مؤسس ورئيس «إيسفين» إن «إسلاميكا 500» هو عبارة عن أداة مستقلة لتقييم دينامية الاقتصاد الإسلامي.. لقد ساهمت مثابرة هذه الشخصيات في صناعة الفارق وأصبحوا مصدراً للإلهام للآخرين.. وأضاف أن الشخصيات التي تم إلقاء الضوء عليها في العالمية في الدليل كان لها أثر بارز ومتنوع في دعم القطاعات الإسلامية على الصعيد العالمي، من دون الالتفات إلى الجنسية أو الدين أو الصناعة التي تعمل بها الشخصيات.. وأعتقد أن الدليل يأتي في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الإسلامي تطورات سريعة ومتلاحقة.
الشخصيات السعودية
من السعوديين تصدر القائمة الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة التي أسست مصارف إسلامية متفرقة حول العالم، وكان اللافت للنظر اختيار 10 شخصيات من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مما يؤكد مكانة هذه المؤسسة الدولية وتأثير أعمالها التنموية على اقتصاديات دول العالم الإسلامي، حيث كان من الطبيعي اختيار رئيس مجموعة البنك الإسلامي الدكتور أحمد محمد علي ورافقه في هذه القائمة خالد العبودي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (التابعة للبنك الإسلامي للتنمية) وكذلك الزميل محمد الخنيفر الذي يعمل كذلك بهذه المؤسسة التنموية.. وفي صناعة الأغذية الحلال تم اختيار الشيخ عبد الله العثيم الذي يترأس الشركة المالكة لسلسلة أسواق العثيم والتي استعانت بالصكوك هذه السنة لتمويل أنشطتها.. وفي إدارة الأصول الإسلامية تم اختيار الرئيس التنفيذي لشركة سدكو كابيتال حسن الجابري.. وشهدت القائمة بروز أسماء جديدة في صناعة الاقتصاد الإسلامي المحلي لم تكن معروف لدى عامة السعوديين.
مكونات الاقتصاد الإسلامي السبعة
وتأتي قائمة الـ500 وسط تحديات يواجهها الاقتصاد الإسلامي بكافة فروعه سواء على مستواه النظري أو على مستوى التطبيق كما تشكل البيئة المضطربة التي يعمل بها والصراعات السياسية والأيديولوجية والمذهبية التي يعج بها العالم الإسلامي التحدي الأكبر الذي يواجهه القائمون على مفاصل المؤسسات الاقتصادية الإسلامية.
ونجحت دبي مؤخراً في الانتقال بالاقتصاد الإسلامي من مرحلة التعريف بما هي هذه المنظومة الاقتصادية إلى مرحلة تقديمها للعالم أجمع كإضافة متكاملة للعلوم الاقتصادية والعمل الاقتصادي من حيث سبله وآلياته وغاياته.. ويحتوي الاقتصاد الإسلامي على قطاعات سبعة وهي: مجالات التمويل الإسلامي والأغذية الحلال والسياحة والسفر والفن والتصميم، إضافة إلى المستحضرات التجميلية والصيدلانية والإعلام والترفيه والاقتصاد الرقمي، حيث شملت الشخصيات القيادية في قائمة الـ500 أسماء ساهمت في دفع عجلة التقدم لمكونات الاقتصاد الإسلامي السبعة. ويهدف «إسلاميكا 500» إلى أن يكون مصدراً فريداً من المعرفة التشغيلية للراغبين في القيام بأعمال تجارية مع العالم الإسلامي.. ويتميز ذلك الكُتيب السنوي باحتوائه على سير ذاتية يصعب العثور عليها وكذلك معرفة كيفية الاتصال مع الرواد الحاليين في عالم الأعمال الإسلامي.
ومن شأن ذلك أن يعزز التواصل بين المؤسسات والشركات ذات الخبرة في الاقتصاد الإسلامي في العالم من جهة وبين الشركات العالمية والمستثمرين الراغبين بالقيام بأعمال تجارية مع العالم الإسلامي.
اختيار الزميل الخنيفر
تم اختيار الزميل الخنيفر لمساهماته الفعّالة في نشر المعرفة وثقافة العمل المصرفي الإسلامي عبر كتابته التوعوية باللغة العربية والإنجليزية فضلاً عن الدور المهني الذي يقوم به حالياً هو وزملاؤه (بمجموعة البنك الإسلامي للتنمية)، وهو تقديم الخدمات الاستشارية لبعض الدول الإسلامية من أجل استخدام الصكوك لتمويل مشاريع التنمية التحتية. ومعلوم أن «مؤسسة الجزيرة» قد استكتبت الزميل الخنيفر في 2012، وذلك من أجل كتابة زاوية أسبوعية تثقيفية تتعلق بالجانب المصرفي.. ولمع صيت الزميل الخنيفر، بحسب سيرته الذاتية في موقع التواصل الاجتماعي للمهنيين «لينكد إن» (Linkedin ) في أواخر 2011 عندما أجرت معه صحيفة الفاينانشال تايمز ووكالة بلومبرج مقابلات على خلفية صكوك مصرف جولدمان ساكس الأمريكي المثيرة للجدل.