توجه لإطلاق شركة استثمار سعودية ـ روسية برأسمال مليار دولار ">
الجزيرة - علي العنزي / تصوير - إبراهيم الدوخي:
يعتزم عدد من رجال الأعمال السعوديين والروس إنشاء شركة استثمارية قابضة برأسمال يقدر بنحو مليار دولار، لتكون حاضنة للمبادرات الاستثمارية في بعض القطاعات الإستراتيجية الواعدة في المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية مما يسهم في تنمية العلاقات التجارية بين البلدين ويعمل على تنشيط الميزان التجاري بين البلدين الذي لا يتجاوز حجمه حاليًا سوى 1.4 مليار دولار.
وسيركز الكيان الجديد وفقًا لما هو مخطط له على الاستثمار في المشروعات التي لها بعد إستراتيجي لدى المملكة من ناحية وذات تحقيق عوائد ربحية عالية للمستثمرين، التي منها: الأمن الغذائي، وصناعة الأخشاب والصحة والصناعات المتعلقة بالبترول، نقل التقنية، والنقل والخدمات اللوجستية، ويتوقع ألا تقتصر هذه الشراكة في تنشيط الجانب التجاري فقط وإنما ستمتد لتنشيط الحركة المالية، وكذلك حركة نقل البضائع، والسفر بين البلدين. وأوضح عبدالعزيز بن سعد الكريديس رئيس مجلس إدارة شركة وفرة التواصل ـ صاحب مبادرة الشركة الاستثمارية ـ أنه تم تحديد رأسمال الشركة المبدئي بمليار دولار وقد يرتفع إلى أربعة مليارات دولار، وأن الجانب الروسي سيسهم بما حصته 20 في المائة من الشركة، مبينًا أن الشركة الاستثمارية الجديدة ستباشر عملها بعد الحصول على الموافقات اللازمة والتراخيص من الجهات المعنية في البلدين.
وقال خلال اجتماع ضم عددًا من رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم الروس في الرياض: «لقد قمنا وبترتيب ودعم من السفارة الروسية بفتح قنوات التواصل مع الجانب الروسي وزرنا عددًا من المدن الروسية وعملنا جولات ميدانية لبعض المشروعات الاستثمارية هناك، ورصدنا عددًا من الفرص المجدية، مما شجعنا على طرح فكرة إنشاء هذه الشركة الاستثمارية لتكون بمنزلة وعاء استثماري ومظلة تسهم في تنمية الحركة الاقتصادية وتنشيط الميزان التجاري بين البلدين».
وأفاد الكريديس، أنه سيتم في المرحلة المقبلة تكوين لجنة تأسيسية تضم رجال أعمال سعوديين وروس، وكذلك تعيين مكاتب استشارية عالمية لتنظيم العمل من الناحية القانونية والتنظيمية بما يحفظ حقوق المستثمرين لدى الجانبين، إضافة إلى تعيين بنك استثماري عالمي لإعداد الطرح العام للشركة وهيكلها الاستثماري بما يضمن تطبيق العمل المؤسسي والحوكمة الكاملة، مشيرًا إلى أنه سيتم توجيه الدعوة لعدد من الشركاء الإستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص وخصوصًا الشركات السعودية المصدرة لروسيا لتشجيع حركه الصادرات السعودية، كما ستتولى «وفرة التواصل» الحصول على الموافقات الحكومية وإصدار التراخيص وغيرها». ويرى الكريديس، أن اللقاء الذي تم بين رجال الأعمال السعوديين والروس جاء منسجمًا مع الجهود والآفاق الجديدة للتعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين المملكة وروسيا، وقد تم خلال اللقاء طرح عدد من المشروعات التي ينبغي التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة لتسريع وتيرة هذا التعاون بما يخدم مصلحة البلدين.
وأكَّد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا في كافة القطاعات وتنميتها بما يخدم مصالح البلدين، مستشهدًا بدعم قيادة البلدين من خلال الزيارات المتبادلة وخصوصًا الزيارة التاريخية للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس المجلس الاقتصادي والتنمية لروسيا في شهر يونيو الماضي، واهتمامه شخصيًا - حفظه الله- بالملف الروسي، وأن تكون المملكة صديقة وعلى مسافة واحدة من الجميع، حيث تم في تلك الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين.
كما نوه بالجهود التي تبذلها هيئة الاستثمار التي ترأس الجانب السعودي في اللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الغرف السعودية في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبه، تحدث الدكتور فلاديمير يفتوشينكوف رئيس مجلس إدارة الشركة المالية القابضة «سيستيما»، رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي، ورئيس مجلس الأعمال الروسي السعودي، خلال اللقاء الذي جمع رجال الأعمال السعوديين والروس بحضور السفير الروسي لدى الرياض أن العلاقات الروسية السعودية كانت قد شهدت بعض الركود، ولكن تم التغلب عليها وانطلقت من جديد. وقال: «إن الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية التي تمت بين رجال الأعمال السعوديين والروس أعطت دفعة قوية لعودة تلك العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التوافق على مستوى القيادتين على خلفية الزيارة التي قام بها أخيرًا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع إلى روسيا وتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية في هذا الشأن».
ودعا يفتوشينكوف، رجال الأعمال السعوديين والروس للعمل الملموس وتوقيع العقود والاتفاقيات وبناء الشراكات، وتابع «لنجعل عملنا التجاري هادف ومنظم يدعم قوة الاقتصاد في بلدينا».
وقد ناقش الطرفان السعودي والروسي أهمية التعاون في مجالات الزراعة والتقنية والنفط والغاز والاتجاهات الأخرى للعمل المشترك، حيث عرض الجانب الروسي إمكانيتهم الهائلة في الإنتاج، مما أثار اهتمامًا بالغًا لدى رجال الأعمال السعوديين.