عبد المطلوب مبارك البدراني ">
نسجنا في خيالنا الشيء الكثير عن الانتخابات البلدية عندما بدأت قبل عشر سنوات، أننا بدأنا الطريق الصحيح لإيصال صوت المواطن للمسئول، ولكن يبدو أنها أضغاث أحلام قد ذهبت أدراج الرياح، وأصبحنا كمن يحرث في البحر أو كمن يتبع السراب، لم يكن المواطن مهيأ لتلك الانتخابات أن يكون ناخبا ولا مرشحا، لا المواطن يدرك كيفية الاختيار الصحيح ولا المرشح ملم بدوره الذي يجب أن يكون، بل إن معظمهم يدخل هذه الانتخابات على طمع، يريد أن يزيد من دخله المادي فقط، لن يقدم لمن انتخبوه شيئا، وانطبق عليهم المثل الشعبي (يا كد مالك خلف)، تعب ولجان وانتخابات ولم نحصل على ما نريد، وذلك بسبب ثقافة الانتخاب لدينا، الانتخابات تتدخل فيها القبلية والفزعات لوظيفة لمدة أربع سنوات أو تزيد، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها.. قال أحدهم بالحرف الواحد.. سأنتخب فلان بن فلان لأنه يتيم وغير موظف وربما يستفيد من المكافأة التي تصرف لأعضاء الانتخابات لثقتي أن كل من انتخبناهم في الدورتين السابقتين ومن سننتخبهم لاحقا في الدورات المقبلة لن نستفيد منهم مثقال ذرة، لذا سأنتخبه ليستفيد مادياً فقط..
أليس هذا مفهوماً خاطئاً للانتخابات البلدية وضياعاً وهدراً للجهود المبذولة فيها من قبل الدولة والمواطنين الذين كانوا يعوّلون عليها الكثير.. متى نرتقي بالانتخابات ونعرف ثقافة الانتخاب حتى نستفيد منها، كي يصبح العضو المنتخب قناة وصل بين المواطن والمسئول، وصوت المواطن الذي ينقل معاناته ومتطلباته من البلديات.. نأمل أن نجد ذلك مستقبلاً، والله من وراء القصد.
- وادي الفرع