عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
المطر هو نعمة من الله تعالى ولا شك، خاصة إذا لم يصل إلى كوارث وفيضانات وسيول تأكل الأخضر واليابس دون هوادة لا قدر الله ، وقد قال الله تعالى: {فَفَتَحْنَا أبواب السَّماء بِمَاء مُنهَمِرٍ} (11) سورة القمر، فصل الشِّتاء قادم ، جعل الله مع قدومه حصول الخير والبركة والأمطار، وأن يسقي الله العباد والبلاد الأمطار والمياه النافعة دون أضرار، لذلك يجب أن يَتم ترسية المشروعات الخدمية الخاصة بتصريف مياه الأمطار والسيول وفق دراسة واضحة ومحققة للأهداف المنشودة بإذن الله تعالى، ومع وجود مشروعات جديدة من ضمنها مشروع تصريف مياه الأمطار وغيرها في كلِّ المواقع، فبعد أن تنهي البلدية هذه المشروعات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مدى اكتمالها وانتهائها بشكل صحيح ومتكامل دون تعثر وتباطؤ، لذا فإنَّ وجود مشكلة السيول وعدم تصريفها التصريف الصحيح والسليم تحدث من ذلك عواقب وخيمة ومشكلات لا يمكن تداركها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه...! أما محاسبة ومعاقبة المخطئ فإن العقاب قد لا يصل إلى مستوى الخطأ الفادح، لكنه خطأ في كثير من المجالات المهمة التي تمس حاجة الناس ومعاشهم وحياتهم ومصالحهم المهمة.
إذن من هذا المنطلق يجب المحافظة على المال العام الذي خصص للمشروعات الضرورية للمواطن والمقيم، لا أن يذهب كثيره دون ما خصص له أو أن يُهدر بلا محاسبة، ولا مراقبة...! إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه. وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...)، ولا بد أن يتوفر في العاملين أو الموظفين وحاملي الأمانة أيا كان موقعهم هذان الشرطان: القوة وهي ما يحتاجها الموظف ليتسنى له الفصل في كثير من الأمور والمواقف دون تردد أو تهاون، وأقصد هنا قوة الشخصية والقدرة على حل الأمور بجدية وحزم على ألا يترتب عليه ظلم لأحد، والشرط الآخر هو: الأمانة ولها وجوه كثيرة منها أمانته على عمله وإتقانه وأمانة الوقت الذي يقضيه في العمل فلا يستغله خارج نطاق الإنتاج أو أمور لا تخص عمله، والأمانة في الأموال والممتلكات الخاصة، فهذه من المعاني السامية في هذه الآية الكريمة والعمل بما توحيه ضمائرنا وتشير إليه صراحة. قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة، لهذا يجب على كلّ عامل وموظف ومسؤول أن يتحلى بصفتي القوة والأمانة حتى يبتعد الناس جميعًا عن التقصير والإهمال أو خيانة الأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض وحملها الإنسان فكان ظلومًا جهولاً!!، وحتى لا تحدث تلك العواقب الوخيمة جراء التقصير في الأعمال المناطة والموكلة إلى كل شخص أيا كان موقعه صغيرًا كان أو كبيرًا، فيأخذ كل ذي حق حقه بإذن الله تعالى ويسلم الناس من مشكلات وعواقب وأضرار تلحق بهم كمشكلات السيول وعدم تصريفها التصريف الصحي والسليم الذي ينتج عنه مشكلات وفيضانات جارفة تسبب الضرر للناس وممتلكاتهم لا قدر الله، وبعد ذلك تتم المحاسبة ولكنها بالشكل الذي لا يحقق الأهداف المطلوبة ومنها معاقبة المتهاون والمتساهل الذي لا هم له إلا جمع الأموال، وقد يكون هو من أول المتضررين جراء هذا الإهمال والتقصير في إقامة المشروعات الخاصة بتصريف السيول والأمطار وغيرها!!.