بسألك يا بثينه بعد فرقى جميل
هو بقى في فؤادك موطنٍ للغزل
هو بقى في حياتك بعد ذاك النبيل
من يعوّض وجوده عن غياب البطل
جاوبتني ولكن بعد صمتٍ طويل
كيف أصدّق بأنه عن حياتي رحل
ما رحل صدقوني وان بغيتو دليل
كل ما شوف حولي عن وجوده يدل
ألمحه في تجارب كل شيخٍ جليل
في طموح الشباب وفي أماني طفل
فالورود النديّه في شموخ النخيل
في مرور السحابه في ثبات الجبل
ياكثر ما سألته عن ثواني الرحيل
ويا كثر ما سألني بعدها وش حصل
قلت له صار شيٍ يشبه المستحيل
نور نجمك تجلاّ وانت نجمك أفل
في صروح المعالي خطوتك بألف ميل
ولنجاحك مسيره تخبر اللي سئل
وانت قلّي بربك كيف ذاك الخليل
يبتعد دام بيته في سواد المقل
قلت والله ما الومك لو دموعك تسيل
وأحسن الله عزاكم بالمصاب الجلل
لكن ان مر قولي فيه عابر سبيل
كان ودّه يشوفك وانت رحت بعجل
رحت لكن مكانك بالكريم الأصيل
في صدور النشاما باقيٍ لا يزل
نادر الوصف والِّلي يشبهونك قليل
وغيبتك عن بثيته جرحها ما ندمل
كل وشمٍ نقشته في جسدها النحيل
للبشر في جماله صار مضرب مثل
ما عدا نقش واحد لو قبلك بديل
كلنا فدوةٍ لك ياكريم الأصل
رحت عنّا ومنّا لك شكرا جزيل
ياعظيمٍ طريقه تقتدي به دول
فوق متنك تحطم كل حمل ثقيل
وتحت رجلك طريق من مشابه وصل
- صالح محمد العنزي