أتابع ما ينشر على صفحات صحيفة الجزيرة من الموضوعات الأسرية والتربوية، وأود التعليق عليها، فعندما يفتقد الطفل مظلة الأمان الأسري من الأب والأم، بسبب تسلطهما وعنفهما يتجرد الأمان والعطف والبراءة من قلب الطفل، ويعيش بصراع داخلي ربما تصبح لديه مخاوف مرضية (الفوبيا)، بسبب السلوكيات القاسية الصادرة من الوالدين، تنتج عنها أضرار اجتماعية وتتدهور حالة الطفل، لأن الطفل يحتاج أن يتعلم وليس أن يعاقب إذا أخطأ.
لذلك علم النفس التربوي يهتم بجانب نظرية ثورندايك المحاولة والخطأ في تعلم الطفل، وتعزيزه على ما تعلمه وعدم العقاب على الخطأ.
الآباء والأمهات دائماً حريصون على أن يكون أبناؤهم متميزين لكنهم يتغافلون الفروق الفردية مع أقرانهم، لذا لا بد أن يعي الوالدان أن هناك بعض الأشياء تحبط من قدرات الطفل مثل السخرية والاستهزاء والشتم أمام الآخرين أو العنف والضرب في المنزل.
جميع ما ذكر يحبط الطفل ويجعله غير قادر على الإبداع والانطلاق.
دائماً يحتاج الطفل إلى التحفيز والتشجيع على كل عمل يعمله. نحن نحتاج إلى تعديل ثقافة الوالدين وتصحيح بعض المفاهيم المكتسبة بعقلهم الباطن لأن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى للطفل وهي محتواه التربوي والاجتماعي والثقافي هي من تشكل من شخصية الطفل وحصن له بالحماية ودرع متين له.
لا بد أن تعي الأسرة دورها في حماية الطفل وتكون واعية تربوياً والمؤثر الأول للطفل حسب دراسة ماسلو لا بد أن نشبع الحاجات النفسية من الأمن والحب والقبول للطفل.
فالوالدان هما صناعة شخصية الطفل، وحسب الدراسات عن الأمان الأسري.
التأثيرات النفسية والاجتماعية للطلاق على الأطفال: دراسة على عينة من الأطفال في دار الضيافة في اتحاد المرأة الأردنية لبحث الآثار النفسية والاجتماعية للطلاق في الأطفال في المجتمع الأردني بهدف الوصول لنتائج تسهم في وضع سياسات وبرامج تخفف من الآثار السلبية للطلاق في الأطفال وقد تم اختيار (152) أسرة، تأتي لمشاهدة أبنائها في دار الضيافة للطفل في اتحاد المرأة الأردنية، بعد صدور قرار الطلاق من قبل المحكمة الشرعية في الأردن.
وكان مصدر المعلومات هي الأم، أما وحدات التحليل فكانت عن الأطفال والتأثيرات المحتملة للطلاق فيهم، ولتحقيق أهداف هذه الدراسة تم تصميم استبانة خاصة تقيس التأثيرات النفسية والاجتماعية للطلاق في الأطفال.
وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج التي تؤكد ما توصلت إليه الدراسات العربية والعالمية مثل انتشار المشكلات والمعاناة الاجتماعية بين أطفال المطلقين، إضافة إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية والمشكلات السلوكية للأطفال، إضافة إلى ذلك فإن تعرض الأم إلى مشكلات اقتصادية، من حيث الإنفاق وإعالة الأطفال يخلق مزيدا من الانهيار البنائي للأسرة.
فالأطفال هم سعادتنا وهم فرحتنا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، فأحسنوا إلى أطفالكم فهم زينة الحياة، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (46) سورة الكهف.
حسن القباري - الأخصائي النفسي