نوف الغامدي ">
في ظل ما تعج به الساحة وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي من نشر للأكاذيب الهدامة والأفكار السلبية، علينا أن نتذكر الآية الكريمة العظيمة التي قال فيها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}(6) الحجرات.
إن هذه الآية العظيمة تخاطب الإنسان المؤمن، ألا يقع في خطأ عظيم وكبير، وهو السير وراء الأخبار والمعلومات إلا بعد التحقق منها ومن صحتها، قبل السير في ركابها والمساهمة في ترويجها والحديث عنها وكأنها إحدى المسلمات.
وعلينا أن نسأل أنفسنا كم من امرأة طلقت بخبر كاذب، كم من شركة انحلت بخبر كاذب، كم من حرب قامت بخبر كاذب، كم من مؤسسة دمرت بخبر كاذب؟ لولا أن هذا خطأ كبير جداً يمكن أن يضحي بمصالح المسلمين لما جاء به ذكر حكيم من الله عز وجل.
وهذا الأمر يقودنا إلى أهمية عدم السير على طريق بعض الدعوات والمقاطعات ونشر الفتن والأباطيل التي تطلقها أسماء وهمية لا أساس لها سوى السعي نحو تحقيق مأرب خاصة ولا ينظرون إلى أي بعد وطني قد يتضرر من مثل هذه الأفعال الدنيئة الرديئة، فيجب أن نتبين أولا وقبل كل شيء من حقيقة أي دعوة أو خبر يتعلق بأي جهة أو شركة أو غير ذلك قبل المساهمة في ترويجه بإعادة نشره أو التأثر به، فمن المهم أن يكون للمعلومة أو الخبر مصدر نثق فيه وفي طرحه مثل وسائل الإعلام الوطنية التي تسعى لنقل الخبر الصحيح دون تزييف أو تغيير كي يعرف المواطن المعلومة الحقيقية الصحيحة، فنقل وترويج الأخبار الكاذبة يسهم في إحداث أضرار جسيمة لقوم أو شركة أو جهة أو مؤسسة... إننا في أمسّ الحاجة إلى التحقق من كل شيء قبل التحدث به مع ذكر مصدره وألا نسهم في نشر دعوات ليس لها أصل سوى أسماء مستعارة.
أستطيع الجزم بأن مجتمعنا يتمتع بذكاء فطري وقادر على التفرقة بين الدعوات والرسائل المغرضة الهدامة وبين الدعوات والرسائل البناءة التي تساهم في إحداث نقلات نوعية في مجتمعنا الوطني، فعلينا أن نلتف ونتحد بكل قوة في مواجهة الأباطيل والدعوات الواهية التي تسعى لهدم أو تشويه الصورة الإيجابية لمنشآت وطنية لها مكانة وموقع متميز على الخارطة العالمية.
وأعتقد أن ما يفعله هؤلاء الفاسقون من مروجي الشائعات سيرد عليهم وعلى من وراءهم من قطاعات أو مؤسسات قد تعتقد أن مثل هذه الوسائل الدنيئة هي إحدى أدوات المنافسة للحصول على حصة أكبر من السوق في المملكة العربية السعودية الذي يعد الأكبر على مستوى المنطقة، وعلينا كمواطنين ألا نقف صامتين في مواجهة الكذابين والكشف عن أباطيلهم إن لم يستجيبوا لقول الله تعالى: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} ويتحققوا من المعلومات التي يروجونها بصورة سلبية فلنقم جميعا بكشف الحقيقة والكشف عن أي أكاذيب قد تسهم في التأثير سلبيا على مجتمعنا ومؤسساتنا وشركاتنا الوطنية التي توفر احتياجاتنا اليومية.