2014 يمثل عام «الذعر» بعد تفشيات جدة.. واستجابة الوزارة كانت قوية ">
الجزيرة - خالد الحارثي:
وصف وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد انعقاد «المؤتمر العالمي لأبحاث لقاح فيروس كورونا» انه إحدى الخطوات التي تتخذها وزارة الصحة في مواجهة فيروس «كورونا» والتصدي له ووقف انتشاره.
وأوضح الدكتور بن سعيد أن التحول الكبير في مواجهة «كورونا» يتمثل في أن مركز القيادة والتحكم، بتوجيهات القيادة، بدأ العمل بطريقة وطنية التعامل مع الجهات الحكومية الأخرى ، وتعميم نجاحه على جميع المستشفيات لتفادي ما حدث في مدينة الملك عبد العزيز الطبية. كما أن المركز بدأ تفعيل التبليغ الإلكتروني ، واصفاً ذلك بأن الأداة الأولى للاستجابة: إذا عرفت استجب بسرعة».
وقال إن الوزارة تعمل على تطبيق هذه الأداة على الأمراض الوبائية الأخرى، وستغطي 42 مرضاً بالتبليغ الإلكتروني.
إلى ذلك طبقت «الصحة» مع مرض «كورونا» سياسة النفس الطويل، ويشبه بعض المختصين مساعي الوزارة بالسباق المارثوني، فيما استمرت جهود السيطرة على انتشار المرض، وتهدئة وطمأنة المواطنين والمقيمين، كانت الوزارة من جانب آخر تواصل البحث عن لقاح أو العلاج ناجع ، وهذا تطلب أن تقوم الوزارة بجهود مضنية للفت إنتباه العلماء وجمع أشهرهم على طاولة واحدة، وقد أدى ذلك إلى استقطاب 110 من العلماء والخبراء في مجال الأمصال الوقائية، وجهات مانحة لدعم انتاج لقاح للفيروس.
وبين المؤتمر العالمي لأبحاث لقاح «كورونا» وتاريخ ظهور المرض في العام 2012 محطات عديدة لوزارة الصحة في التعامل مع الفيروس الذي أقلق المجتمع. ومنذ ظهور المرض بلغت إصابات كورونا 1275 حالة توفي منهم 547.
ولعل أهم ما يجب أن يلفت إليه كل من يحاول رصد خطى «الصحة» في هذا الخصوص أن نهج الوزارة دوماً اتصف بالشفافية والوضوح، باعتمادها إعلان كل جديد في الإصابات أو في وسائل الوقاية ونشرها بين الناس وفي المنشآت الطبية. وكشفت الحقائق لأعضاء مجلس الشورى، وأطلع الوزير السابق المجلس على « أوضاع كورونا، وخطط الوزارة في التعامل مع المرض.
وأوضح بن سعيد الفرق الكبير في النتائج بقوله إن نسبة الحالات المجتمعية إلى الحالات المكتسبة داخل المنشآت الصحية كانت في العام 2014 نسبة 1 إلى 9، ما يعني أن مكافحة العدوى لم تكن فعالة داخل المستشفيات، وفي 2015 تغيرت النسبة وأصبحت مستشفى واحد من 7 مستشفيات في 2014 ، ولكن المستشفيات خارج الوزارة والخاصة بقيت على العدد نفسه.
والخطوة الأهم التي أقدمت عليها الوزارة هي إنشاء مركز القيادة والتحكم ، التي أوكل إليه « شؤون كورونا».
وفي ذلك يقول الدكتور بن سعيد: «لقد أحدث تفشي المرض عام 2014 في مدينة جدة وظهور حالات كثيرة الذعر بين الناس ، وتمثلت استجابة الوزارة في خطوة مهمة، وهي إنشاء مركز القيادة والتحكم وتمكينه من أدوات جعلته يتجاوز البروقراطية الإدارية، وفي المركز منصات تسهل العمل الوقائي، وبانتقاله إلى الرياض في العام 2015 تطور أداؤه من العمل الرأسي إلى الأفقي بإنشاء مراكز قيادة وتحكم محلية».
كما أن الوزارة وضعت أنظمة وموجهات تتعامل وفقها المنشآت الطبية، وظلت تؤكد عدم التهاون في تطبيق العقوبات بحق من يتساهل في الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى.
واعتمد المركز آليات مكافحة العدوى، ونشرت إرشادات لاتباع القواعد الصحية في النظافة، خاصة غسل اليدين والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والابتعاد عن الاحتكاك المباشر بالابل ومنتجاتها، وتغطية الانف عند السعال والعطاس، واستخدام الكمامات في الأماكن العامة.
وتم تعميم الارشادات والاشتراطات على مديريات الشؤون الصحية في المحافظات والمناطق. ولكن على الرغم من ذلك باتت المستشفيات هي المصدر الأخطر للعدوى.
وقد اتخذت «الصحة» إجراءات صارمة وصلت حد إغلاق مستشفيات إلى حين الوفاء باشتراطات مركز القيادة والتحكم والالتزام بمعايير الوقاية ومكافحة العدوى.
وفتحت «الصحة» الأبواب واسعة للاستفادة من الخبرات الدولية، واستقبلت فرقاً علمية من منظمة الصحة العالمية ومراكز متخصصة في مكافحة الأمراض والوقاية منها.
ولم تخل مساعي «الصحة» في تطبيق خططها من تراشق ، فهناك من طالب الوزارة بإعادة النظر في بعض مواقفها، خاصة تحديد مصادر عدوى كورونا. وقد رفض ملاك الإبل الموقف ألذي تبنته الوزارة على إن الإبل هي المصدر الرئيس لفيروس كورونا. واحتدوا في مواقفهم الرافضة، غير أن الوزارة أكدت ما ذهبت إليه وأنها اعتمدت في ما أعلنته على نتائج أبحاث علمية ، وكذلك على رصد الفرق التي شكلتها لهذا الغرض، حتى انتهى الأمر إلى أن أوصى المجلس الاستشاري العلمي لمركز القيادة والتحكم بإبعاد الإبل عن مناطق الحج في المشاعر المقدسة لوجود ارتباط وثيق بين الإبل والحالات الأولية لكورونا وتم العمل بالتوصية.
ومن خلال تطبيق الضوابط ومراقبة انتشار العدوى سجلت « الصحة « انجازات مهمة في صد تقدم كورونا، بمنع تسرب العدوى إلى الحجاج، وإعلان الحج خالياً من أي إصابة بكورونا