بيروت - واس:
ثمّن عدد من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية اللبنانية الدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - في مساعدة نازحي ولاجئي الشعب السوري للتخفيف من معاناتهم جراء الأحداث الدامية الجارية في بلادهم. وأكدوا في تصريحات صحفية أن دعم المملكة للنازحين السوريين خفف الكثير من آلامهم وخفف جزءا من العبء الذي يتحمله لبنان. فقد رأى وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس أن «المملكة قدمت للبنان مساعدات جوهرية عززت قدرة الدولة اللبنانية على احتمال النزوح السوري خاصة لجهة الدعم المباشر للبنان من خلال المساعدات التي قدمتها للبنان من جهة ومساعدة الأخوة السوريين من خلال الحملة الوطنية السعودية التي يرأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز إلى جانب الإسهامات التي تقدمها المملكة في مشروع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان التي ترعى شؤون اللاجئين. وشدد درباس على أن «المملكة الشقيقة هي بمثابة الأخ الأكبر الذي لا يتأخر في المساعدة».
بدوره أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد قباني أن دعم المملكة للنازحين السوريين أفاد كثيرا في تخفيف آلامهم وفي تخفيف جزء من العبء الذي يتحمله لبنان. وأعرب عن أمله أن «تحذو الدول العربية حذو المملكة في إغاثة وإعانة النازحين السوريين الذين وصل عددهم إلى ما لا يقل عن مليون ونصف المليون نازح الأمر الذي يشكِّل ضغطا كبيرا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان». من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة //اللواء// د. عامر مشموشي أن «المملكة العربية السعودية كانت وما زالت في طليعة الدول العربية والعالمية التي أبدت اهتماما عمليا في خطوات عملية في موضوع اللاجئين السوريين والمشاكل التي يعاني منها لبنان ولا سيما المشاكل المالية من جراء هذا النزوح الكثيف». ولفت إلى أن «هذه المساعدات ليست بالأمر الجديد على المملكة العربية السعودية فالمملكة لم تغب عينها يوما عن لبنان وتهبّ دائما لمساعدته بكل الوسائل وعندما يحتاج وفي كل الظروف. وأكد أن «هذه المساعدات من قبل المملكة كبيرة وقيّمة وساعدت كثيراً على أن يتحمل لبنان هذه المسؤولية التي فرضت عليه بسبب الأوضاع في سوريا التي أدت إلى تهجير هذا العدد الكبير من السوريين من بلادهم بحثا عن النجاة». من جهته شدد الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة //النهار// الياس الديري على أن «للمملكة أيادٍ بيضاء في لبنان في كل الأوقات وخصوصا في هذه المرحلة التي تستضيف فيها الإخوان السوريين بأعداد هائلة ولولا المساعدات السعودية المستمرة بصورة خاصة لما كان للبنان أن يقدم الخدمات بشكل صحيح وسليم لهؤلاء الأشقاء اللاجئين أو المقيمين والمهجرين من ديارهم في سوريا». وأضاف: «أقول باعتزاز كبير إن المملكة العربية السعودية دائماً هي البادئة وهي المقدمة وهي الداعمة وكانت دوما خير معين للبنان في هذا المأزق في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجتازه لبنان».
وأشاد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «بالدور الوطني والعربي والإنساني الذي تميزت به المملكة العربية السعودية في هذه الأحوال الصعبة التي تمر بها الأمة وهو ما يؤكد أصالة هذا الشعب وحرصه الشديد على حماية هذه المنطقة ممن بغوا في الأرض وتسببوا في خراب العراق وسوريا واليمن ولبنان وأشاعوا الفساد في الأرض». وقال إن «المملكة العربية السعودية وقفت تناضل دفاعا عن كرامة الإنسان العربي فهي تمد يدها دوما بالمساعدة وإغاثة المهجرين وتخفيف الأعباء عنهم قدر المستطاع فالدور الإنساني الكبير الذي تقوم به هيئات الإغاثة السعودية أدى إلى بلسمة الجراح وإعطاء لمسات إنسانية ملؤها الرحمة والعطف والأخوّة الإسلامية الصحيحة». وأوضح أن «لهيئات الإغاثة السعودية في لبنان دوراً مهماً يأخذ بأيدي النازحين ويخفف الأعباء عن الدولة اللبنانية التي ترزح تحت أعباء الأزمات الاقتصادية بسبب تدخل إيران في شؤوننا». وعد رئيس تجمع الهيئات الإسلامية في لبنان الحاج مصطفى البوتاري «المملكة صاحبة الكرم والعطاء وما مساعدتها الإغاثية للشعبين السوري واللبناني إلا نموذجا إسلاميا مميزا في العطاء لمساعدة المجتمعين اللبناني والسوري في محنته لتوفير الحياة الكريمة والعيش الأفضل. بدورها عبّرت المسؤولة في القسم الإعلامي التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا ابو خالد عن امتنانها «للمساعدات السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية التي ساعدت آلاف العائلات السورية النازحة إلى لبنان وحتى مساعدة العائلات الأكثر حاجة ايضا من اللبنانيين مغطية أبرز حاجاتهم بشكل يومي», لافتة إلى أن «المفوضية والمملكة تعملان على التنسيق بشكل يومي لمساعدة أكبر عدد من النازحين السوريين خاصة في فصل الشتاء». وأوضحت أن التمويل الذي وصل من المملكة إلى المفوضية ساعدها على إنشاء برامج دعم المجتمعات المضيفة اللبنانية مثل خزانات للمياه في جبل لبنان يستفيد منه 125 ألف لبناني مضيف ونازح سوري ومشروع للطاقة الشمسية في منطقة عكار الشمالية يستهدف أكثر من 90 ألف لبناني مضيف وسوري نازح.
من جانبه قدم رئيس عمدة هيئة الإغاثة والمساعدة الإنسانية في دار الفتوى رياض عيتاني أسمى آيات الشكر والعرفان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- «باسم كل فقير ومحتاج ويتيم في لبنان على كل ما تقدمه من دعم على الأصعدة كافة». وقال: «نحن كمؤسسة للإغاثة والمساعدات الإنسانية نتلقى كل الدعم من مؤسسات المملكة كالحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ونتعاون معها بشكل كبير في سبيل تقديم المعونة لإخواننا السوريين الذين قدموا إلى لبنان هرباً من الحرب الجارية في بلدهم». وأشار إلى أن «المساعدات التي تقدمها المملكة مشكورة تساعد كثيراً في سدّ بعض العوز لإخواننا السوريين» أملاً أن تتضاعف المساعدات «لأن الجهات الأخرى التي كانت تساعد في السابق خففت من مساعداتها ولم يبق جانبنا إلا المملكة العربية السعودية حفظها الله.