منصور بن محمد عبدالرحمن التويجري ">
أتألم ويتألم أبناء وطني عندما نسمع ونقرأ أخبار التفجيرات الإرهابية التي تحدث في كل مكان وفي وطني مهبط الوحي ومنبع النور وتحت مسمى إسلامي، أو تريد الفاظا دينية أو ذكر آيات قرآنية
وازداد مرارة وشجنا عندما ينفذ مواطن عملية إرهابية في وطنه الذي ترعرع فيه. القضية ليست قضية تفجير بقدر ما هي لعبة استخباراتية قذرة وحرب تشن على وطن الخير والسلام والدين والأصالة عندما تتأمل بجميع العمليات الإرهابية التي شنت على المملكة العربية السعودية تجدها عبثية لتحقيق أهداف خارجيه معروفة.
المزعج أن الأدوات هي من أبناء الوطن والتوجيهات تأتي من الخارج من أناس يحقدون أولا على عقيدة هذا البلد، والتي تحمل لواء الاسلام الحقيقي النقي.
في العام الماضي 2014م أعلنت مجموعات تابعة لإيران تهديدات مباشرة للمملكة وبعمليات إرهابية عقابا للسعودية على تمسكها بمواقفها تجاه الشعب السوري، وبالفعل تحركت ما يعرف بالدولة الاسلامية زورا وبهتانا وظلما للإسلام وللمسلمين ولدعوة محمد صَلى الله عليه وسلم وإن كان المسمى الصحيح هو داعش الإرهابية.
أي ان التهديدات التي وجهت لنا من الأعداء نفذها ابناؤنا المغرر فيهم والمختطفون استخباريا من دول عدوة لنا.
وهنا اطرح هذا السؤال على اتباع داعش الإرهابية قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
إذا كان الله تعالى أجاب دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام بالأمن والأمان أيعقل أن تبحث وتسعى لنشر الخوف في البلد الحرام وفي بلد الإسلام؟.
أترضى أن تتحدى مشيئة الله جل شأنه وتسعى لنقض دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام والغرابة ليست هنا فقط، وإنما تتوهم بأنك ستدخل الجنة وأنك شهيد، كيف يدخلك الله الجنة وانت تنشر الخوف والرعب في بلد تكفل الله بأمنه ورزقه؟ بمعنى آخر تعص الله في أمر ابتغاء مرضاته؟! لا تستقيم المعادلة إطلاقاً.
السؤال الثاني: قال تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}.
وهنا أطرح هذا التساؤل عندما تتقدم إلى المسجد وأنت تعلم تمام المعرفة أن داخله أناس يعبدون الله وأنهم تَرَكُوا الدنيا لأداء هذه العبادة للبحث عن رضى الله عز وجل وتأتي لقتلهم فأنت تبحث عن رضى من؟.
هل تعتقد أنك تبحث عن رضى الله؟
الله ربك وربنا وربهم هل تتوقع ان تحصل على رضى الله جل شانه وانت تغدر بهم وتقتلهم وتنشر الرعب وهم في بيت من بيوت الله؟!.
أين عقلك وبصيرتك؟ تأمل.. تأتي إلى عباد من عُبّاد الله آمنين مطمئنين سجدا وركعاً في بيت من بيوت الله يذكرون الله ويعبدونه، وتأتي تحمل بقلبك الكره والحقد والموت والدم وتقتل نفسك منتحراً وتقتل هؤلاء المساكين من اجل ان تدخل الجنة؟!.
القضيه يا إخواني ليست قضية دينية كما يحاولون ان يصوروها، المسألة سياسية ولعبة استخباراتية الهدف نشر الخوف والرعب وإيقاف التنمية والمساومة على قضايا الأمة، ولكننا بإذن الله صامدون بصف واحد خلف قيادتنا الرشيدة وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وجيشنا الوطني العظيم ورجال الأمن البواسل.
بريدة - الطرفية