بندر عبد الله السنيدي ">
يقبع على قمة هرم الأمور الاجتماعية هذه الأيام موضوع الخادمات. أو العاملة المنزلية كما يحلو للبعض تسميتها، كنوع من الاحترام للعاملة بدلاً من كلمة خادمة، حيث أصبحت حلمًا يراود ربات البيوت. وصولها تكلفتها مدة استقدامها وجنسيتها وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بموضوع العاملة المنزلية التي أصبحت ضرورة ملحة في مجتمعنا السعودي. يتساءل الكثيرون ما الذي حصل هذه الأيام في موضوع الاستقدام. على الرغم من أن وزارة العمل، وكما أعلنت، أكملت التوقيع مع عشر دول للاستقدام. آخرها دولة بنغلادش مؤخرًا. سبقتها كل من الفلبين وأوغندا وسيرلانكا والنيجر والهند وجيبوتي وفيتنام وموريتانيا. تتفاوت أسعار الاستقدام لكل دولة من الدول وكذلك مدة استقدامها. ففي مدينة الدمام يقتصر الاستقدام على أربع جنسيات فقط هي: الفيليبينية والبنغالية والفيتنامية والسيريلانكية. في المقابل تستثني مكاتب الاستقدام في الرياض الجنسية السيريلانكية، بينما تتعامل مع تسع دول أخرى. عدا بنغلاديش التي وحِّدت كلفة الاستقدام في جميع المدن بسبعة آلاف ريال. في كل من الرياض وجدة والدمام. الاستقدام مثلاً من الفيليبين تتباين فيه معدلات الكلفة، إِذ تراوح في جدة بين خمسة عشر وسبعة عشر ألفًا. تليها الدمام التي يرتفع فيها الحد الأعلى لكلفة استقدام العاملة الفيليبينية إلى ثمانية عشر ألف ريال. في مقابل الحد الأدنى وهو خمسة عشر ألفًا. وسجلت الرياض أعلى تكلفة للاستقدام من الفيليبين حيث بلغت التكلفة اثنين وعشرين ألفًا، والحد الأدنى خمسة عشر ألفًا وستمائة ريال. ولأني ككاتب سعودي أهتم بالأمور الاجتماعية كثيرًا بعيدًا عن الأمور الأخرى كالرياضة والسياسة فأنا متابع جيد لموضوع الاستقدام بشكل كبير. لفت انتباهي حقيقة قبل مدة ليست بالقصيرة تغريدات لأحد المواطنين عبر الموقع الأشهر تويتر. مواطن يغرد متهمًا رجال الجوازات بسرقة عاملته المنزلية من المطار. حيث أدعى بوصول خادمته المنزلية لمطار الملك خالد في الرياض. تلك التغريدات توحي بتفشي ظاهرة غريبة. وهي أن موظفي جوازات مطار الرياض اختطفوا عاملة منزلية سيرلانكية الجنسية مع نشر حتى اسم كفيلها ورقم تأشيرتها. كلام واتهام خطير لافت للانتباه حقيقة. وهو ما دفعني للتحري خلف الموضوع. كعضو هيئة الصحفيين السعوديين ولي الحق في التحري عن أي موضوع للكتابة عنه انتباني الفضول. ولم أتوقف عن البحث والتحري خلف الحقيقة. ما أوصلي إلى حقيقة أن تلك الخادمة قد تم طردها من الوطن بسبب قضية أمنية. لا حول ولا قوة إلا بالله هذا ما نطقت به شفتاي عندما علمت الحقيقة. أمن الوطن خط أحمر لا يمكن قبول المساومة عليه مهما كلف الأمر. ولماذا تلك البلبلة التي عملت (بضم العين). كل ذلك التحايل والاتهام والشائعة من أجل الحصول على عاملة منزلية مهما كلف الأمر. وبالمناسبة تلك العاملة المنزلية قد تم إبعادها على نفس الطائرة التي قدمت عليها من بلدها.
في الأخير ما هو دور الجوازات ممثلة في مدير عام الجوازات اللواء سليمان اليحيا خلف ذلك الاتهام. أليس من المفترض معاقبة كفيلها إذا كان على علم بسبب إبعادها والهدف إثارة بلبلة. وحاول جاهدًا إعادتها مرة أخرى. لكي يزول الشك عن الكثير من (كسر الميم) من (فتحها) راودهم الشك في ذلك الاتهام خصوصًا أن المجتمع السعودي كما ذكرت يعاني من نقص وطول مدة في الاستقدام.