مهلاً فالأذان ليس موحشاً ">
عنوانك يا رقية غير مناسب لمقالك المتميز، طالعت في الجزيرة بتاريخ 26 محرم 1437 هجري ما كتبته الأستاذة رقية الهويريني في عمودها المنشود تحت عنوان (الأذان الموحش) في البداية أقول إلى الأخت الفاضلة كان ينبغي عليك الابتعاد عن وضع هذا العنوان بمقالك المتميز الذي يضع اليد على الجرح كما يقال في موضوع يهم الجميع.
والأذان هو صوت الحق والنداء إلى الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام وعمود الدين، جاء الأمر فيها بالكتاب والسنة في مواضع عدة.
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} لا يمكن أن نطلق على النداء لها (موحش) مهما كان صوت صاحب الأذان، وكان الوصف للأذان وليس لمن قام بالأذان، وتمنيت أن وضعت (وفقك الله) عنوانا آخر، فأنت صاحبة قلم مميز.
وقد أصابت الأخت رقية بقولها «نحتاج إلى معهد متخصص لتدريب المؤذنين والأئمة والخطباء»، وأتمنى من وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف إيجاد معهد في كل منطقة لهذا الغرض. أو على أقل تقدير التعاون مع الجامعات في تدريب الأئمة والمؤذنين والخطباء، وخصوصا الخطباء الذين يستمع لهم شرائح مختلفة من المجتمع ولهم تأثير عليهم، فبعض الخطباء يتعرض إلى موضوعات في الخطبة بعيدة عما يحتاج إليه المجتمع، فتجده أصبح خطيبا سياسيا يتحدث بأمور ليس للمستمع له فيها ناقة ولا جمل. والبعض قد رفع صوته بالصراخ وأفزع القريب والبعيد بكلمات قد يفهم بعضها والبعض الآخر قد تبخر من حماسه غير المبرر، والبعض لم يقرأ خطبة بل قرأ مجلدا كاملا وخالف السنة النبوية.
روى عمار رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة» رواه مسلم. والمئنة أي العلامة وهي علامة على فقه الخطيب. وكذلك خالف تعليمات الوزارة بعدم الأطالة في الخطبة. والبعض التحضير عنده ضعيف للخطبة وأسلوبه يجعل الجميع يشعر بنعاس. يتلعثم في كل سطرين من الخطبة لأنه طبعت له من أحد المواقع الإلكترونية. وما يدل على ذلك بعض أسلوب الخطبة فهي قد تكون في موضوعات لا تهم مجتمع الحي أو جماعة المسجد، بل لا تهم المجتمع عموما. وليس لها علاقة بالمستمع. والبعض كأنه يلقي محاضرة على طلاب جامعة، كلمات لا يفهمها عامة الناس وألفاظ معقدة، فهو من المفترض أن يخطب بأسلوب يناسب الجميع.
والبعض من أول الخطبة إلى نهايتها، خطبته سجع بسجع، المهم يكون عنده وزن الكلمات على السجع، فكان الشكل عنده أهم من المضمون.
ويوجد ولله الحمد والشكر نماذج مشرفة من الخطباء وهم الأكثرية، بحيث أنه اجتهد وتعب وقام بالتحضير المتميز واطلع على ما يحتاج إليه مجتمع الحي وقدم النصح والعلاج، ويحاول أن يصحح أفكارا سيئة، فكانت خطبته متميزة ويخرج المستمع وقد خرج بمعلومات دينية واجتماعية وغيرها تفيده في حياته الخاصة والعامة. ويا ليت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف تطبق تدوير الخطباء، بحيث يسمح بذلك والانتقال المؤقت من مسجد إلى مسجد، من أجل التجديد والتغيير إذا كان لا يوجد محظور شرعي لذلك.
وقبل الختام، أتمنى من كل خطيب ألا يغفل عن الدعاء إلى ولي الأمر بالتوفيق والسداد، وأن ينصره وجنوده البواسل في عاصفة الحزم المباركة، وأن يحفظ بلادنا من كل شر حاسد حاقد.. ودمتم.
- خالد عبدالرحمن الزيد العامر