رمتني بدائها وانسلت ">
ليس العثمانيون العرب من هلل لفوز أردوغان، بل أغلب الكتاب السعوديين فرحوا بفوز أردوغان مثل ما ورد بجريدة الرياض في صفحتها الأولى بقلم أيمن الحماد، قال :»الاستقرار يرجح كفة أردوغان»، وفي الصفحة الثامنة في تتمة المقالة قال: (إن استقرار تركيا ليس مطلبا محليا بل إقليميا فأنقرة شريك مهم في الحرب على الإرهاب»، وعبد الرحمن الراشد بجريدة الشرق الأوسط يقول: «فاز أردوغان في اللحظة المناسبة... ويواصل حديثه قائلا:» ولا شك أن الفوز المبهر لحزب أردوغان خيب آمال النظام السوري والإيراني اللذين كانا يؤملان في فشل العدالة لتشكيل الحكومة، بما يضعف أردوغان في المفاوضات الحالية وتبعا لذلك ضعف الحكومة التركية سيضعف معسكر السعودية وقطر».
فنستنتج من هذا أنك يا محمد آل الشيخ تناصر الصف الإيراني الصفوي والسوري المجرم من حيث لا تدري أو تدري! ضد الصف السعودي التركي القطري، إما أن تكون من محبي الصفويين أو تكون مع قتل الشعب السوري وأطفاله وتشريده، وإما أن تكون علمانيا حاقدا تكره السنة على كل حال، لأنّها العدو الحقيقي للتوجه العلماني البغيض الذي ورط المنطقة في ويلات شديدة، ولا يستبعد أن يورطها بحروب أخرى تهلك الحرث والنسل، وهكذا عهدنا العلمانية لا يعملون لصالح بلادهم إلا نادرا لذر الرماد في العيون... فأعداء السنة صنفان قد تشبعتَ بمنهجهما العلمانية الإقصائية والصفوية الإجرامية من حيث لا تدري ولا تعلم أو تعلم. ثم إنك تسمي من فرح بفوز أردوغان بأنهم (عثمانيون عرب) فهل في الانتساب للعثمانيين عيب. ثم إنك تزعم أنت وأمثالك أن أردوغان علماني! فهل ظهر هذا من كلامه وتصرفاته؟ فالرجل يحكم دولة موغلة في العلمنة، حولها خونة المسلمين وأتباع اليهود للعلمانية بالقوة والبطش والسلاح وقتل العلماء أمثال ما تريدون أن تفعلوا بمخالفيكم، فالإقصائية في دمائكم وتتخذون الديمقراطية للضحك على الشعوب، وها هي العلمانية دمرت بلادا من حولنا، وحولتها لفقر مدقع، ومرض مزمن ودماء موجعة. فالرجل وإن كان له تصريحات تفرحون بها أنت ومشايخ العلمانية، فإنه يغير سواءات العلمانية من سنيين طويلة. ثم إنك تخلص إلى أن سبب تقدم أردوغان هو العلمانية والفصل الكامل للدين عن الدولة الذي يأخذ به!
فنقول إن أردوغان يحكمه دين وهو رجل يعمل لخدمة المسلمين، وأما أنت فتعمل لقهر المسلمين، إنَّ أردوغان مخلص لبلده يحبها لم يغير ثوابت الناس كما تفعل أنت، ولا يضحك على الناس باسم الفكر والحرية، فضلا عن أنه من حلفاء السعودية الأساسيين في المنطقة.
أردوغان غيّر أشياء كثيرة ونهض ببلده نهضة عظيمة ومنها أنه فرض اللغة العربية في المدارس التركية الدينية، وجعلها في العادية اختياريا وسمح للأكراد أن يتكلموا بلغتهم ويكتبوها، ومنع الإجهاض وأصبح المواطن التركي له قيمة في المجتمع الدولي، وسمح بالحجاب للقاضيات والمؤسسات العامة والمدارس والمصالح الحكومية وغيرها كثير.
أما قولك: «إن نشاط الفقهاء في تركيا يقتصر على شؤون الدين فقط» ثم بعدها جعلته خاصا بالعبادات فقط! فهذا جهل فمن جعل الدين فقط هو العبادات؟ بل هي العلمانية، وأنت تريد أن تجعل الدين لا علاقة له بالحياة، وهو فصل الدين عن الحياة، وهذا خطأ كبير.
والعلماء هم الذين يرددون في كتبهم والمجامع الفقهية هي التي تعتبر العلمانية كفرا وليس المتأسلمين - على زعمك - ، فهل تخالف العلماء؟ فما موقفك من العلماء هل تزدريهم وتسميهم متأسلمين؟ وكلمة متأسلمين هل تعتبر تكفيرا لهم واحتقارا لما هم عليه، أم أنك تتهمهم بالكذب والنفاق.
وقولك (فوز أردوغان عرَّى المتأسلمين) فنقول فوز أردوغان عرَّاك أنت وعرى حقدك على مخالفك، ولم يعر المتأسلمين على زعمك، ولكنها مثل القائل:» رمتني بدائها وانسلت» والحقد والتشنج الطافح من مقالك يشهد بأن أردوغان نجح في تعريتك أنت ومن معك لا غيرك.
- أ.د. محمد بن يحيى النجيمي