بندر عبد الله السنيدي ">
مما لا شك فيه أن للوالدين وخصوصاً الأب دورا مهما في حياة كل فرد منا من خلال التوجيه والاهتمام والتربية وغيرها من المجالات الأخرى، وحتى في التحصيل العلمي وإكمال نصف الدين في مرحلة الزواج، ومشاركة الأب في جميع ما يتعلق بأمور الفرد ضرورة من ضرورات الحياة.
من جهة أخرى يسعى الشخص جاهداً ومثابراً من أجل الظفر بوظيفة لها دخل كاف يعتاش منها ويكون لبنة مهمة في المجتمع، معول خير يقع على عاتقه تكوين أسرة جميلة يهنأ بها في حياته وبعد مماته، تصلني ككاتب صحفي العديد من المواضيع التي يرغب القراء الكتابة عنها والبحث فيها وإبداء وجهة النظر، ولكني دائماً أحرص على كل ما هو جديد لم يسبق التطرق إليه في أي مجال من المجالات وفي الوقت نفسه مفيد لأكبر شريحة من المجتمع. إحدى تلك الرسائل من صديق اسمه سامي شكا لي الحال وتقصير والده في التوجيه بداية حياته الوظيفية عندما رزقه الله وظيفة مرموقة يكسب منها لقمة عيش كريمة كما ذكرت. يقول في محتوى رسالته أين دور والدي من التثقيف في بداية حياتي الوظيفية واستثمار أموالي التي ذهبت أدراج الرياح في كماليات ما أنزل الله بها من سلطان، خصوصاً السنوات الأولى من حياتي الوظيفية، لماذا لم ينصحني باستثمار أجد مردوده في مستقبل حياتي الأسرية، ذلك من خلال شراء قطعة أرض أو شقة أو حتى استراحة يتم استثمارها على المدى البعيد. يقول والكلام لمرسل الرسالة في أول سنة وظيفية كان جل اهتمامي في الكماليات من سيارة فارهة وملبس وسفرات هنا وهناك داخل المملكة
وخارجها ومباهات أمام القاصي والداني، حتى بعد دخول القفص الذهبي والزواج لم أدرك أن كل ما أقوم به كان خطأ، فما بين سفرات كل سنة وشقة إيجارها عال وقد كان بالإمكان أن أقلل من تلك المصروفات وأدخر لبيت العمر مستقبلاً. ولم أصح من تلك الغفلة إلا بعد فوات الأوان، ولو استثمرت جزءاً من دخلي الشهري منذ التحقت بالوظيفة لكان وضعي المادي والأسري مغايرا تماماً عما هو عليه الآن فقد كان والدي مشغولاً بعمله ولم يسبق أن ناقش معي وضعي المادي وخططي المستقبلية، هنا لابد من توجيه رسالة للأب والأم ولو أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأب في التوجيه والإرشاد والنصح، قد يقول أحد الآباء الكلمة المشهورة (ما صقرت) وعملت ما بوسعي من التوجيه والإرشاد والنصح ولكن لا حياة لمن تنادي، ليكون ردي عليه جميل منك ما بذلته ولتسقط عنك الملامة في مستقبل الأيام كما هو الحال بالنسبة لمن أرسل لي الرسالة التي ذكرتها في أول المقال.