محمد عبد الله الحميضي ">
كنت ممن حضروا لقاء أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز مجتمعاً بمديري الجامعات بمنطقة الرياض الحكومية والأهلية، وكذلك مندوب عن التعليم العام وعدد من الطلبة من كل جامعة، والذين امتلأت بهم قاعة الاجتماع، وبعد أن حضر سموه ألقى كلمته الشاملة والتي ركز فيها على ضرورة اختيار آلية لتشكيل مجلس للشباب يشترك فيه مجموعة من الشباب من الجامعات ومن طلاب الثانوية العامة ليكونوا مجلساً يعنى بالشباب لدراسة مطالبهم ومشاكلهم، ويستطيع أن يصل اليهم بكل ما يحتاجونه وتحتاجه منهم البلاد. وهي فكرة جميلة وجيدة والشباب في أمس الحاجة اليها وخصوصاً في هذه الأوقات التي نرى استهدافاً للشباب، وهم الذين يمثلون نسبة كبيرة من السكان، حيث قال سمو الأمير فيصل إن الشباب وما يمثلونه من نسبة عالية في الوطن تتجاوز الـ65%. وقال: النظرة في شبابنا نظرة تفاؤلية فابن هذا الوطن يستطيع أن يعمل ويقدم ويؤسس لعمل مؤسسي بشكل جيد لكلا الجنسين، حيث إنهم الأقدر على معرفة متطلباتهم مع إشراك عدد من التربويين والمختصين في المجلس ليؤدي دوره على اكمل وجه ويحقق الهدف المنشود منه.
ولم يستأثر سموه بالحديث بل أعطى الفرصة الكبيرة لمديري الجامعات وممثليها والطلاب والحضور ليتحدثوا ويدلوا بما لديهم من اراء وأفكار يتم بموجبها تشكيل المجلس منوها على عدم عرض المطالب والمشاكل، لأنها هي المرحلة الثانية التي سيكون المجلس كفيل بدراستها وحلها، ولقد كان سموه منصتاً لكل كلمة ويناقش أصحاب الآراء والأفكار والكلمات ويسأل عنهم ويطالبهم بالتعريف بأنفسهم ويناقش كل فكرة ولايدع كلمة تمر إلا ويقف عليها إذا كانت ذات فائدة لتشكيل المجلس أو تعزز الفكرة، وكان يطلب المزيد من العرض عن هذا الموضوع ليتم استكمال جميع جوانبه ويشدد في كلامه على سرعة التشكيل، وأخذ الأمر بجدية وبسرعة حيث كرر مطالباً بوضع الآلية الآن في هذه الجلسة رافضاً التأخير في دراسته، بل يجب على الأقل وضع الخطوط العريضة لتشكيله عن طريق اختيار عدد من الجامعات مع ممثل التعليم العام لدراسة وضع المجلس وهو مقترح من أحد المشاركين، ومطالبة سموه بالتنفيذ واستكماله سريعاً لحاجة الشباب إليه، ومن حديث سموه: أنظر للشباب في منطقة الرياض وفي المملكة ككل نظرة تقدير واعتزاز لأن عليه مسؤوليات كثيرة وله واجبات علينا أن نؤديها تجاهه، فهذه الدولة بقيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - نستطيع بهذه القيادة وما نلتمسه منها وما ننظر إليه من تفاؤل تجاههم أن نصل إلى ما نتطلع إليه خدمة للشباب وخدمة للوطن، والوطن يخدم بكثير من العناصر المختلفة بتفاني الشباب ورؤى الكبار والطرح الجيد الذي يفيد الجميع. بلدنا يعتز بإنسانه ويعتز بمكانه منطلق الرسالة فلنا الفخر بهذا الوطن وإنسان هذا الوطن، وابنه وأبناؤه وبناته فإن عليهم دور كبير نتطلع إليه ودائماً ما أكرر بأن الشاب لا يُهمش، فالبحث عن مشاكل الشباب بدون مشاركتهم لا يوصلنا للهدف الذي ننشده.
كما تمنى سمو الأمير فيصل بن بندر في ختام كلمته التوفيق في منطلق هذه الفكرة، مشيداً بمشاركيها من أكاديميين ومثقفين ومسؤولين وشباب منطقة الرياض كل هذه الكلمات وسموه يطالب بمن لديه فكرة للموضوع يبادر بعرضها وأدار الحوار بنفسه رغبة من سموه وحرصه على تمام العمل وبشكل جدي وسريع، فبهذه الكلمات وبحرص سموه أكد الجميع على العمل الجاد من أجل تشكيل المجلس الذي يدعو إليه سموه وإمارة الرياض مبدين استعداد الجامعات بكوادرها في طرح البرامج الخاصة بالشباب لاحتوائهم، وتوجيههم الوجهة السليمة التي تجعل منهم بنات لهذا الوطن الذي يفخر بهم فهم أمل المستقبل، ولن يقوم المستقبل الا بهم مشددين على ان الجامعات جزء من المجتمع، ولن يقتصر دورها فقط على منهم داخل أسوارها، بل ستكون شريكاً لأفراد المجتمع في صنع جيل واعٍ ومدرك لكل المتغيرات من حوله، وان يكون شباب اليوم مدركين ما عليهم من مسؤوليات تجاه انفسهم ومجتمعهم ووطنهم حتى لا يكونوا ضحايا لمن يفسدون في الأرض ويوقعون بهم في طرق مضللة ومنحرفة تهوي بهم الى الضياع والنهاية السيئة.
وما أعجبني طوال اللقاء هو متابعة سموه لكل كلمة أثناء إدارته للقاء بنفسه ومطالبته بعينات من الشباب من كليات مختلفة ومن أماكن أخرى لمعرفة أكثر الآراء من فئات متفرقة، إضافة الى الثناء على الطرح الجيد وتبني الأفكار المناسبة مع إعطاء الفرص للشباب جميعا ليسمع منهم، فالموضوع مهم لهم وهم مركز اللقاء والحوار.
فبهذه الجدية والحرص من سموه ومتابعته بنفسه أخذ الموضوع جانب الحماس والجدية من الجميع واعدين بتنفيذ توجيهات سمو أمير الرياض، عاجلاً ليرى النور قريباً جداً بعدها تناول الجميع طعام الغداء، وسموه يكمل الحوار مع الشباب ويناقشهم على المائدة ويبادلهم الحديث كأبناء له في صالة الطعام ويعاملهم وكأنهم كبار ليسمع منهم حتى آخر لحظة وهي مغادرة مبنى الإمارة والجميع يفخر بمقابلة الأمير وبرحابة صدره وسعة اطلاعه وادراكه للأمور، فتحية لسمو أمير الرياض لتبنيه مواضيع تهم الشباب والأمن وأمور المجتمع رغم مشاغله وأعماله، فله منا الشكر والتقدير.