بيروت - رويترز:
ترأس رئيس وزراء لبنان تمام سلام اجتماعا طارئا للحكومة امس الجمعة بحضور الوزراء المعنيين بالأمن وقادة الجيش بعد اعلان الحداد الوطني على مقتل 44 شخصاً في تفجيرين انتحاريين في العاصمة بيروت أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنهما.
ووقع الهجوم في منطقة مزدحمة بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران في أحدث تداعيات للحرب الاهلية السورية على الداخل اللبناني.
وهذا الهجوم هو أول هجوم منذ أكثر من عام يستهدف حزب الله داخل لبنان مع زيادة تدخله في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس. وأرسل حزب الله مقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة السنية من بينها داعش.
ويعاني لبنان أيضا من أزمة سياسية حيث منعت الشقاقات بين الأحزاب والفصائل والطوائف الحكومة من اتخاذ قرارات أساسية وتركت البلاد بلا رئيس منذ 17 شهرا. وعزز الجيش وجوده الأمني حول موقع الانفجار الذي ظل حتى امس الجمعة مليئا بالأنقاض وحطام السيارات والدراجات النارية والزجاج المهشم.
ورفعت المصادر الطبية عدد القتلى اليوم الجمعة الى 44 قتيلا والمصابين الى أكثر من 200 جريح. وقال وزير العدل أشرف ريفي بعد الاجتماع الامني إن هناك ثقة تامة في قدرة قوات الامن على الحفاظ على أمن البلاد. ويسود هدوء نسبي في لبنان الذي عاش حربا أهلية من عام 1975 الى عام 1990.
شلل سياسي
حث ريفي الزعماء السياسيين على تنحية خلافاتهم جانبا والعمل معا على انتخاب رئيس للبلاد ودعم الحكومة والبرلمان. وأصيبت مؤسسات الدولة بالشلل نتيجة للأزمة السياسية. وعبر سكان بيروت عن مخاوفهم من ان يزيد العنف مخاطر الصراع الأهلي. وقالت رجاء وهي من سكان وسط بيروت اكتفت باعطاء اسمها الاول فقط «هذا التفجير استهدف لبنان كله لا الضاحية الجنوبية لبيروت فقط.»
وقال محمود حمود الذي كان يقف قرب موقع تفجيري الامس بلهجة حاسمة «كلما سقط شهيد آخر بيننا كلما ازدادت البلاد قوة.» وقالت صحيفة الأخبار الموالية لحزب الله إنه لا مجال للتقهقر بعد أن تعهدت الجماعة الشيعية بمواصلة القتال ضد «الإرهابيين» وحذرت من حرب طويلة الأمد مع أعدائها.
وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الهجوم وحث أجهزة الأمن اللبنانية ومؤسسات الدولة على «عدم السماح لهذا العمل الخسيس بتدمير الهدوء النسبي الذي ساد البلاد خلال العام المنصرم.»
وتعهد البيت الابيض الأمريكي بدعم البلاد في سعيها «لتقديم المسؤولين عن الهجوم الى العدالة.» وأدان خصوم حزب الله السياسيون في لبنان التفجيرين أيضا. وقال سعد الحريري زعيم تيار المستقبل في تغريدة على موقع تويتر «استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر لا تخفف من وطأته أي ادعاءات.» كما قدمه تعازيه في تغريدة أخرى لعائلات الذين «سقطوا جراء التفجيرين الارهابيين الجبانين».
ووقع التفجيران في نفس اليوم الذي شهد انعقاد أول جلسة للبرلمان اللبناني منذ أكثر من عام. ومن المقرر ان يستأنف البرلمان جلسته بغرض تمرير قوانين مالية ضرورية لكنه سيبتعد عن القضايا السياسية الشائكة.