متاهات الحياة ">
عدت وحدي هادئاً ذات مساء
لم تضق بي هذه الآفاق
رغم ضيق الصدر وآهات النكد
أنا ياليل أستعين بالفرد الصمد
لم يعد لي في تلك الليلة
سوى الثقب الصغير
عندما انهالت علي منه النسمات الباردات
يا إلهي....
كم تعرضت لنكبات الدهر
وهذا قضاء وقدر
وتبادلت مع الموت الصور
فتحاملت على الأشلاء
في صمت وانتصرت
وقلت لا وتحملت الألم
يا إلهي...
كم تحسرت على عمر تولي وأنهدر
أذكر ألان رحيلي عاصفاُ ذات مساء
وحنين بيتي مختباْ في الجسد المنحول
والصدر السقيم
ما الذي يفعله المهدور غير الركض رعباْ
في تضاريس الجبال
ما الذي أدخلني في نرجس الأسرار
والضوء بعيد
يا إلهي....
لم يعد لي غير أطلالي
ما الذي أفعله سوى الركض مع الموت
المؤدي للحياة
أخذوني ذات غرة وأحالوني على مستقبل الأيام
مخفور اليدين
يا إلهي..
حطموا كل الأماني
وجوازات السفر
أدركوني قبل أن احكي لأحفادي متاهات الحياة
قبل أن ينبلج الصبح لاجتاز النهار
يا إلهي..
لم يعد لي غير بعض البندقية
وتناسيت البقية.
عبدالله الأسمري - أبها