منتدى اقتصادي
الجدير بالذكر أن قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تعد بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية، كما أنها تساند مواقف الدول النامية داخل المحافل والمنظمات الدولية في قضايا مثل إصلاح الأمم المتحدة، واحترام القانون الدولي، ورفض التحركات الدولية أحادية الجانب، ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذات طابع تنموي، وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح، وهي أيضاً تجمع دولي مهم يوفر آلية لبحث سبل التعاون والتنسيق الجنوبي - الجنوبي في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق السلام العالمي، ولاسيما أنه يتم على هامش أعمال القمة عقد لقاءات لرجال الأعمال من الدول الأعضاء.
تفكيك المستوطنات الإسرائيلية
أثبتت العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تميزها قبل 10 أعوام في القمة الأولى التي جمعت الدول العربية واللاتينية في البرازيل، وجاء في البيان الصادر عن القمة والمعروف باسم (إعلان برازيليا) التأكيد على قوة العلاقات بين القطبين، وشدد على «حق الشعوب في مقاومة الاحتلال» البند الذي أثار حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة إثر مطالبة البيان بتفكيك المستوطنات الموجودة على الأراضي الفلسطينية، ومطالبته بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967، ما دفع حكومة الاحتلال خلال الأعوام التي تبعت القمة الأولى إلى محاولة تكثيف تواصلها مع الدول اللاتينية لدفعها إلى إعلان تحفظها على مخرجات القمة المتعلقة بالمطالبات بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967، وإزالة المستوطنات بما فيها الموجودة في القدس الشرقية، إضافة إلى المطالبة بتنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار العزل العنصري، لكن هذه التحركات الإسرائيلية فشلت بسبب متانة العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
الاعتراف بدولة فلسطين
تُوِّجت القمة الأولى باعتراف كل من البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور وبوليفيا وباراغواي وأورغواي وبيرو وتشيلي بفلسطين؛ ما شكل مفتاحاً لدول أخرى؛ لتحذو حذوها متجاوزة بذلك عدداً من القرارات التي رفضت الاعتراف بدولة فلسطينية على أراضي (1967)، كما عكس إمكانية وقوة التحرك حتى في بعض دول القارة التي يوجد بها لوبي إسرائيلي؛ ما يؤكد قوة التأييد للقضية.
حجم التبادل التجاري
يقدر حجم التبادل التجارى بين الجانبين بنحو 33 مليار دولار بعد أن كانت 6 مليارات دولار فقط عام 2004. وتأتي تطلعات المشاركين في القمة إلى التعاون على مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار وتوفير بيئة للعدل والمساواة. وتبقى الأجندة الأهم في قمة الرياض مساندة أمريكا الجنوبية للقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين وجميع القضايا الأخرى في كافة المحافل الدولية وفق رؤية إستراتيجية لما فيه تحقيق مصالح ودعم القضايا العربية والسير بها نحو بناء شراكة حقيقية ذات مردود عملي على شعوب الجانبين.
نصف الأرض الجنوبي في ضيافة الرياض
عقدت القمة الأولى عام 2005 في برازيليا، تلتها قمة الدوحة التي التأمت في 2009، ثم قمة ليما في 2012، لتعقد القمة الرابعة في الرياض.
22 دولة عربية على موعد مع 12 دولة لاتينية على مدى يومين من النقاشات التي تتصدرها قضايا الركود الاقتصادي، وهبوط أسعار النفط، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية.
وتهدف الخطوة إلى استعادة الفرص الضائعة، وكسب حليف جديد بعيد عن الأطماع والصراعات الدولية، وقريب من تفهم التحولات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
وأمريكا اللاتينية القارة الرابعة من حيث المساحة بعد آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية، والخامسة من حيث عدد السكان بعد احتساب أوروبا إلى القائمة السابقة. ويتحدث جل سكان دول أمريكا اللاتينية اللغتَيْن الإسبانية والبرتغالية.
إلا أن ذلك لن يقف عائقاً أمام الناطقين بلغة الضاد في ظل مؤتمر يجمع المنطقتين شرقاً وغرباً، ويضيّق الفجوة بينهما.
ملف القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية كانت الملف العربي الوحيد الحاضر لدى الرأي العام في أمريكا اللاتينية، في الوقت الذي شهدت فيه الكثير من الدول اللاتينية حركات تحرر مسلحة اتخذت الكفاح الفلسطيني نموذجًا يقتدى به، بينما كانت الأنظمة العسكرية الحاكمة في السبعينيات والثمانينيات تميل إلى (إسرائيل) إلا أن هذه المواقف تبدلت بعد مجيء حكومات لها جذور يسارية تعود إلى حقبة السبعينيات، كالبرازيل وفنزويلا وبوليفيا والإكوادور.