صحافة المهجر أسهمت في خدمة اللغة العربية والأدب العربي والانفتاح على الثقافات الأخرى ">
الجزيرة - القسم السياسي:
تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة نسخًا من صحف ومجلات عربية نادرة صدرت في المهجر ومنها مجموعة صدرت في دول أمريكا الجنوبية، من منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، بما يوثق الدور الفاعل لهذه الوسائل الإعلامية في خدمة اللغة العربية والأدب العربي والانفتاح على الثقافات الأخرى، علاوة على دورها التنويري في خدمة أبناء العرب في دول المهجر.
وإدراكًا من المكتبة ودورها في خدمة الثقافة والأدب العربي تختزن بين أرففها أعدادًا من صحف المهجر تخضع لآليات لضمان حفظها وسلامتها وتُمد بها الباحثين كمصدر لدراسة تطور الصحافة العربية في بلاد المهجر والتعرف على واقع المهاجرين العرب هناك.
ومن واقع الصحف والمجلات الصادرة في بلاد المهجر التي تقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فقد احتضنت القارة الأمريكية الجنوبية الصحافة العربية في هجرتها وقدمت لها الدعم في حقبة القرنين الماضيين، إذ صدر بها نحو 200 جريدة ومجلة شكلت بعدًا ومنحنى آخر في تطور الصحافة العربية والأدب العربي بشكل عام، وذلك من بين 800 مجلة وجريدة صدرت في بلاد المهجر موزعة على أكثر من 80 دولة.
ومن جملة الأعداد المودعة في خزائن المكتبة وتمثل جزءًا من تاريخ الصحافة العربية الصادرة في دول أمريكا الجنوبية: جريدة الاتحاد العربي: سياسية أسبوعية أصدرها جورج ميخائيل عام 1919م في سان باولو بالبرازيل، مجلة الأمازون: أدبية تاريخية شهرية أصدرها أمين ضوابط عام 1917م في مناوس بالبرازيل، مجلة الفرائد: أدبية أسبوعية أصدرها إبراهيم شحادة فرج في عام 1910م في سان باولو بالبرازيل وتوقفت عام 1918م وحلت محلها (الوطن) التي تحولت إلى (باتريا) عام 1940م، مجلة الكرمة: شهرية عامة صدرت في عام 1914م في سان باولو بالبرازيل، مجلة الأنيس: سياسية أدبية نصف شهرية أصدرها حبيب مسعود وانطوان سعد عام 1916 في سان باولو بالبرازيل، مجلة الأندلس الجديدة: شهرية أصدرها شكر الله الجر عام 1932م في سان باولو بالبرازيل، مجلة الجالية: أدبية ثلث شهرية أصدرها سامي يواكيم الراسي عام 1922م في سان باولو بالبرازيل وقد اشتراها توفيق قربان عام 1929م، مجلة الأصمعي: سياسية يومية أصدرها شكري الخوري وخليل ملوك في سان باولو بالبرازيل عام 1897 وهي أول مجلة عربية تصدر في مدينة سان باولو، وعُدت مع مجلة صدى الجنوب الأرجنتينية أو مجلتين تصدران في أمريكا الجنوبية، مجلة الأستاذ: أدبية شهرية أصدرها يوسف خويري عام 1910م في بونيس آيريس بالأرجنتين، مجلة اليقظة: نصف شهرية أدبية نقدية أصدرها رشوان عيسى ونجيب عيسى دامرجي عام 1928 في الأرجنتين، جريدة التفاهم: سياسية نصف شهرية أصدرها انطوان جميع عام 1923 م في سنتياغو بتشيلي، مجلة الحديقة: أدبية أسبوعية أصدرها نجيب بعقليني ووديع حداد وجبران قندلفت عام 1922 في توكومان بالأرجنتين، جريدة الإصلاح: أدبية يومية ثم أسبوعية أصدرها جورج صوايا عام 1928 م في بونيس آيريس بالأرجنتين، توقفت عام 1936م، مجلة العواطف: سياسية أدبية نصف شهرية أصدرها أنطونيوس جمل عام 1916م في سنتياغو بتشيلي، وهو أول مجلة عربية تصدر في تشيلي، جريدة الحياة الجديدة: أدبية نصف شهرية أصدرها جرجس عساف عام 1906م في بوينس آيريس بالأرجنتين.
وتفتخر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأنها تقتني نوادر الصحافة العربية مثل: جريدة المؤيد التي أصدرها عبدالرحمن الكواكبي، ومجلة لغة الوب التي أصدرها الكرملي، ومجلة الهلال التي أصدرها جورج زيدان، وجريدة الأهرام ومجلة المصور وجريدة المقطم، كما تقتني المكتبة مجموعة من إعداد صحافة المهجر مثل: مجلة السائح التي صدرت في نيويورك عام 1913م، وتضمنت مقالات جبران خليل جبران. وتعود نشأة الصحافة المكتوبة على المستوي العالمي بعد اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر، وفي الوطن العربي بدأت الصحافة في القرن التاسع عشر متأخرة أربعة قرون، وكانت البداية في مصر عندما أصدر محمد علي جورنال الخديري عام 1813 م ثم أصدر عام 1828م، الوقائع المصرية التي تولى تحريرها رفاعة الطهطاوي.
وقد واجهت الصحافة العربية بعد ذلك مصاعب كبيرة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة العربية ومع معاناة الجيل الأول من أقطاب الصحافة العربية من أمثال أحمد فارس الشدياق، وشاهين مكاريوس، وأحمد عرابي، ومحمد عبده، وسليم بشارة تقلا، وجورج زيدان، وعبدالرحمن الكواكبي، وجمال الدين الأفغاني، ولويس صابوني، وغيرهم الأمر الذي تسبب في هجرة الصحافة العربية خارج الوطن العربي إلا أن الجيل الثاني في عقد الصحافة المهجرية قد واصل مسيرة تطوير الصحافة العربية مع رواد صحافة المهجر من أمثال: جبران خليل جبران، وايليا أبو ماضي، وشكري الخوري، وأمين الريحاني، وأمين ارسلان، وسلوي سلامة، ونعوم مكرزل، ونسيب عريضة، وميخائيل نعيمة، وغيرهم...
وتأتي عناية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بهذه الإصدارات من الصحف والمجلات النادرة في إطار جهودها في خدمة الثقافة العربية واهتمامها بالتراث العربي ومد جسور التواصل مع مختلف الثقافات.