مركز عبدالرحمن السديري مصدر إشعاع ثقافي بالجوف ">
يمثل مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بالجوف مصدر إشعاع ثقافي مؤثر على الساحة الثقافية بالجوف؛ فقد أحدثت أنشطة النشر فيه نقلة نوعية في الحياة الثقافية بالمنطقة من خلال عدد من الكتب والدراسات ذات العلاقة بالمنطقة سواء التاريخية منها أو الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك الإبداعات الأدبية والعلمية لأبناء وبنات الجوف، وفي مقدمة تلك الكتب، الكتاب المرجعي المهم عن تاريخ الجوف وحضارتها، المعنون: «الجوف: وادي النفاخ»، تأليف معالي الأمير عبدالرحمن السديري - يرحمه الله- وقد صدر من الكتاب حتى الآن طبعتان إحداهما باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية.
واستمر المركز في إصدار المطبوعات، وتبلور هذا التوجه بإنشاء هيئة للنشر مكونة من بعض أساتذة الجامعات من أبناء منطقة الجوف ومنطقة الغاط تشرف على برنامج متكامل للنشر مكون من جزأين: الأول يركز على نشر الدراسات والإبداعات الأدبية وتتمثل مجالاته في الدراسات التي تتناول الجوف والغاط وكذلك الإبداعات الأدبية والدراسات لأبناء وبنات المنطقة. وبتولى المركز دفع جميع تكاليف الطباعة والتوزيع. والثاني يركز على دعم البحوث والرسائل العلمية المتعلقة ويشمل البحوث الأكاديمية والرسائل العلمية المقدمة إلى الجامعات والمراكز البحثية والعلمية وكذلك البحوث الفردية والبحوث المرتبطة بمؤسسات غير أكاديمية. ويخضع برنامج النشر للتحكيم، إذ يتولى محكمون متخصصون تحكيم المادة المقدمة للنشر وإجازتها، وفق التقاليد العلمية المتعارف عليها في الأوساط الأكاديمية، ما يضمن الحيادية العلمية وتحقيق المستوى المطلوب من الرصانة والجودة في الأعمال التي ينشرها المركز.
وقد صدر عن المركز حتى الآن نحو 150 كتابا ودورية في مجال الشعر والقصة والآثار والاقتصاد والعلوم والتاريخ والتدريب وأدب الأطفال، ويشرف المركز على إصدار دوريات أدوماتو/ والجوبة/ والمواسم/ والحصاد ، ويحرص على المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب سنوياً، لما فيه من تعريف بجهود المركز في مجال النشر العلمي ودعم الباحثين، وتسهيلاً للقراء على التعرف على إصداراته.
ومن إصدارات المركز دورية (الجوبة) وهو ملف ثقافي بدأ المركز بإصداره في يناير 1991م ثم توقف عام 1997م؛ وفي يناير عام 2006م عادت للصدور بشكل فصلي وصدر منها حتى الآن (48) عدداً.
وقد هدف المركز من إطلاق دورية الجوبة إلى رعاية الأقلام الشابة من أبناء وبنات المنطقة. وتوفير وعاء نشر للكتّاب والأدباء يتيح لهم نشر إبداعاتهم وكتاباتهم الأدبية والثقافية، وتعمل الجوبة على استكتاب المبدعين والموهوبين في مجالات الأدب والشعر والمقالة من أبناء المنطقة، وهي بذلك تتيح لهم فرص الحراك الثقافي والتفاعل مع الأدباء والمثقفين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. ما يعزز رسالة المركز الثقافية التي أرادها المؤسس الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، رحمه الله وهي رسالة ثقافية طموحة، تعزز الفكر والثقافة وتنهض بالموهوبين.
ويشار إلى أنه أصبح للجوبة حضور جيد في أوساط المثقفين والأدباء والقراء في الجوف وفي المملكة من خلال توزيعها الشامل في جميع المدن السعودية، وفي العالم العربي من خلال ما يكتب عنها ومن خلال من يتم التواصل معهم من مثقفين ومبدعين، على حدٍ سواء.
وفي يناير عام 2000م أصدر المركز مجلة آثارية باسم «أدوماتو» وهي مجلة نصف سنوية مُحَكمة تعنى بآثار الوطن العربي يرأس تحريرها عالم الآثار السعودي الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري وتضم هيئة استشارية مكونة من أكثر من عشرين عضواً من مختلف الجامعات العربية والأجنبية. وتنشر المجلة الأبحاث باللغة العربية واللغة الإنجليزية. وقد استطاعت مجلة أدوماتو أن تحقق شهرة واسعة في مجال الآثار داخل المملكة وخارجها رغم حداثة سنها. وقد صدر منها حتى يوليو 2015 اثنان وثلاثون عدداً.
وأدوماتو هو الاسم القديم لدومة الجندل إحدى أهم المواقع الأثرية في منطقة الجوف مقر مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، وقد كانت مدينة أدوماتو معبراً مهماً للحضارات بين الشرق والغرب، وأراد المركز بإصدارها أن تكون وعاء للأفكار والآراء في مجال الآثار على مستوى العالم العربي.
وتلاقي مجلة أدوماتو اهتماماً كبيراً من المتخصصين بالدراسات الآثارية في الوطن العربي ومختلف دول العالم، ويحرص العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية فضلاً عن الجامعات السعودية والعربية على الاشتراك بالمجلة إضافة إلى العديد من مراكز الأبحاث الغربية ذات الاهتمام بالآثار والتاريخ.
وهناك برنامج دعم البحوث العلمية الميدانية المتعلق بدعم البحوث الميدانية عن الجوف والغاط وتشرف عليه هيئة علمية من أساتذة الجامعات السعودية، وقد تم حتى الآن تمويل عشرة بحوث ميدانية شملت: دراسة لأنواع العقارب والثعابين السامة في منطقة الجوف، ودراسة عن تركيز غاز الرادون في المساكن بالجوف، ودراسة التنوع الأحيائي (الحيواني)، ودراسة ميدانية عن أعراض القلق والاكتئاب لدى عينات من المراهقين من سكان الهجر البدوية والمدن، ودراسة المجموعة المتحفية المملوكة لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، ودراسة الغبار المتساقط والعالق بالمنطقة، ودراسة الدلالات الأنثروبولوجية لشعراء من الجوف، ودراسة العناصر المعمارية في الغاط القديمة. ودراسة أنماط الإنفاق الأسري بالجوف، ودراسة عن السيول في الغاط.