منيرة محمد الخميري ">
تعد الشخصية من أكثر المفاهيم غموضاً بين الباحثين؛ إذ تتحكم فيها وراثة وبيئة وثقافة مجتمع.. وتبعاً لهذا التعريف فإن شخصيات المديرين تختلف من مدير لآخر؛ وبالتالي تختلف السلوكيات.
تبقى صفة من الصفات أو أكثر تكون واضحة في سلوك المدير، وتسيطر على بقية صفاته؛ فتجد منهم الديمقراطي، والهادئ، والانفعالي، والمنطوي، والجاد، والمهمل، ومن يجيد فنون تمثيل الإدارة الناجحة، والمتسلط..
هناك دراسة حديثة، نشرتها صحيفة الشرق، توصي ببرامج نفسية للقياديين المتسلطين؛ فالتنشئة الاجتماعية سبب عقدة النقص لدى بعض المديرين، التي يمارس من خلالها التسلط على موظفيه.
ولا شك أن المدير يترك بصمات واضحة على سلوكيات الموظف خلال العملية الإدارية؛ فبعض الموظفين يكون من «المرجفين»، وهو المقرب عادة لحضرة المدير؛ ليمارس الأخير طقوسه الإدارية بمساحة أكبر.
بعض المديرين لديه هوس أن يكون دائماً من في القمة، وحوله عدد من الموظفين ممن استطاع أن يسلبهم شخصياتهم بحكم سلطة المكان الذي يشغله! وكأنه يطرب لأن يخضع له من حوله! متجاهلاً أن المنظمة الناجحة يحركها موظفون قادة، وليس أتباعاً!
الطامة الكبرى عند الرجل الشرقي «حضرة المدير»، عندما تكون هناك امرأة ناجحة في طريقه؛ فلا يتوانى عن عمل أي شيء لإزاحتها؛ فتبدأ فصول المسرحية الهزلية التي يستمتع بها بأسلوب تعسفي خفي، تحت مظلة «كرسي المنصب»، الذي يفتقد للرقابة. وهذا - للأسف - حال إدارات كثيرة سلبية، ساعدت على وجود مثل تلك النماذج التي تقف عثرة في طريق نجاح المرأة في منظومة العمل، بل إنها تتعرض لمؤامرات في مجتمع «عملي ذكوري»، مع قناعاتهم أن القدرات في العمل لا تقف عند ذكر دون أنثى، بل إن بعض النساء يتفوقن كثيراً على الرجل، ولكن يزعجهم وجود «امرأة ونجاح».. معادلة تؤرقهم! من سطوة الرجل الشرقي «حضرة المدير».
إن هناك حالات مَرضية، تصل إلى أن يفرغ سعادته نفسه، ويترك مهامه الأساسية في إدارة العمل وتطويره؛ ليحارب تلك «الأنثى»؛ فقد غيبت الغيرة والسلطة والتسلط كل ما يتحدث عنه من شعارات أمام المسؤولين؛ فوجود اسم تلك المرأة الناجحة يطبق على أنفاسه!
بعض المديرين لا يتورع عن اضطهاد الموظفة التي لم تُرضِ طموحاته بطرق ملتوية وتعسفية، يحقق فيها مبتغاه معتقداً في قرارة نفسه أنه حقق ما يريد!
ومن هنا كان لا بد من توفير جو عمل مناسب للمرأة باختيار مديرين على قدر من الوعي واحترام دورها في منظومة العمل، وأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن تُعمَل دراسة لنفسيته قبل أن يصطف بصفوف القياديين.
- عنيزة