وزراء خارجية الدول العربية وأمريكا الجنوبية يقرون اليوم جدول أعمال القمة لرفعها إلى القادة ">
الجزيرة - القسم السياسي - علي سالم:
يلتقي اليوم وزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في أمريكا الجنوبية في الرياض للاتفاق على جدول أعمال القمة التي ستعقد بالرياض برئاسة المملكة من الجانب العربي، بصفتها الدولة المضيفة، وبيرو من جانب أمريكا الجنوبية، وسيشارك فيها 21 دولة عربية ومن جانب أمريكا الجنوبية رؤساء الدول والحكومات في 12 دولة، على أن يخصص غداً لاستقبال الملوك والرؤساء العرب استعداداً للقمة.
كما سيعقد اليوم اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، في الرياض لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون على أيدي المستوطنين اليهود إلى جانب الاعتداءات على المسجد الأقصى.
يذكر أن القمة العربية مع أمريكا الجنوبية تعقد كل ثلاث سنوات وتعد قمة الرياض هي القمة الرابعة، حيث عقدت الأولى في برازيليا في 10-11 مايو 2005، والثانية في الدوحة 31 مارس 2009، والثالثة في ليما 2 أكتوبر 2012، والتي اتسمت بأنها أول قمة تُعقد بين ممثلي الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية في أعقاب ثورات الربيع العربي. كما تعد قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمثابة منتدى للتنسيق السياسي بين الدول العربية ودول القارة الأمريكية الجنوبية، كما أنها تساند مواقف الدول النامية داخل المحافل والمنظمات الدولية في قضايا مثل إصلاح الأمم المتحدة، واحترام القانون الدولي، ورفض التحركات الدولية أحادية الجانب، ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذات طابع تنموي، وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق السلام الدولي عن طريق نزع السلاح، وهي أيضاًً تجمع دولي مهم يوفر آلية لبحث سبل التعاون والتنسيق الجنوبي - الجنوبي في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق السلام العالمي».
الرياض تحتضن القمة الرابعة
وتحتضن الرياض قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الرابعة وسط ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية. وتلتئم قمة الرياض العربية الجنوب - أمريكية في ظرف دقيق تجتازه بعض الدول العربية، وعلى الأخص حرب اليمن المستمرة منذ أشهر، والحرب في سوريا، وانضمام سلاح الجو الروسي إلى الأمريكي الذي يقود التحالف لضرب الإرهاب ودعم موسكو النظام السوري، بينما واشنطن وحلفاؤها في «التحالف» يطالبون بتنحية الرئيس بشار الأسد وفي غمرة ازدحام المقاتلات الأمريكية والروسية وسواها في الفضاء السوري.
وستناقش القمة تعزيز التعاون بين مجموعتي الدول، بالإضافة إلى قضايا فلسطين ومطالبة إسرائيل برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، والأوضاع في سوريا، ليبيا، اليمن، وتطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، والدورة 20 لمؤتمر أطراف اتفاق الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيير المناخ، والمقدمة من جانب البيرو.
كما سيتم بحث آفاق الاستثمار وزيادة التبادل التجاري وارتفاع معدلات السياحة، وإنشاء شركة مشتركة للنقل البحري بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية، بناء على اقتراح مصري تبناه المجلس الوزاري للاقتصاد العرب في دورته الماضية، وأصبح اقتراح عربي مقدم لدول أمريكا الجنوبية.
أما الجانب الأمريكي فسيطرح قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا، وقضية الديون السيادية، والعديد من أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
أما ميزان التبادل التجاري بين الدول المشاركة في القمة فقد بلغ العام الماضي 30 مليار دولار، فيما كان 6 مليارات في أول قمة عام 2015.
وتعقد هذه القمة بمشاركة من 33 دولة، حيث تضم 12 دولة من أمريكا الجنوبية (الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، شيلي، كولومبيا، الإكوادور، جويانا، باراجواي، بيرو، سورينام، أوروجواي، فنزويلا)، و21 دولة عربية وهي الدول المنظمة للجامعة العربية وتستثنى منها سوريا الموقوفة عضويتها في الجامعة (الجزائر، البحرين، جزر القمر، مصر، الإمارات، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، السعودية، الصومال، السودان، تونس، اليمن، جيبوتي)، إضافة إلى مشاركة كل من جامعة الدول العربية واتحاد دول أمريكا الجنوبية.
وستكون القمة برئاسة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يشكل ذلك عاملاً هاماً في إنجاح تلك القمة وتحقيق نتائج جيدة تلبي تطلعات قادة وشعوب هذه الدول، لما تتمتع به المملكة من ثقل روحي واقتصادي وجيوسياسي واستراتيجي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأيضًا لتنامي دورها الريادي في مكافحة الإرهاب وتعزيز ثقافة الحوار والعمل من أجل نشر ثقافة الإسلام في التسامح والوسطية والاعتدال والانتصار لقضايا العدل والسلم في المنطقة وفي العالم.
كما يمكن القول بشكل عام إن عقد القمم العربية اللاتينية ينطوي على أهمية كبرى، بما يتيحه من فرص لبناء المزيد من جسور التعاون بين المجموعتين العربية واللاتينية على كافة الأصعدة، وبما توفره تلك القمم من فرص للتشاور والتنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا والمشكلات الإقليمية والدولية، وتوخي أفضل السبل للتوصل إلى مواقف مشتركة إزاء تلك القضايا.
وهو ما يتطلب ضرورة عقد تلك القمم بشكل دوري لضمان فاعليتها وزيادة تأثيرها على مسرح السياسة الدولية.
توافق وتقارب في وجهات النظر
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير أحمد قطان على إيجابية المواقف من قبل دول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الحق والعدل وتتويجها ذلك باعترافها بدولة فلسطين على حدود 1967، الموقف الذي سيكون له بالغ الأثر في تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وإنهاء هذه المشكلة التي تقف عائقا أمام الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف قطان خلال اجتماع كبار المسؤولين في وزارات خارجية الدول العربية ونظرائهم من دول أمريكا الجنوبية التحضيري للقمة المرتقبة، والذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الأسبوع الماضي أنه على الرغم من تأييدنا عبر الجامعة العربية وفي كافة المحافل الدولية للمبادرات والجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل وعلى الرغم من التقدم منذ عام 2002 بمبادرة السلام العربية الشاملة التي تكفل حق جميع دول المنطقة في العيش بأمن وسلام إلا أن إسرائيل قابلت كل ذلك بالمراوغة والمماطلة والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وقال السفير قطان إننا نسعى من خلال الاجتماع للاتفاق على مشروع «إعلان الرياض» وذلك بتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار فيما بين الثقافات والشعوب، وتوفير أرضية صلبة للانطلاق من خلالها نحو المزيد من التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال السفير قطان إننا نشعر بالارتياح إزاء ما نلاحظه من توافق وتقارب تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية.
كما وصف مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأمريكيتين، السفير محمد منيب -ممثلاً عن مصر الرئيسة الحالية للقمة العربية- بالتعاون العربي - الأمريكي الجنوبي، التجمع العربي - الجنوب أمريكي بأنه «تجمع فريد»، نظرا لتوافق الجانبين في قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، على الرغم من التباعد الجغرافي بينهما.
وأردف أن «نجاح الملتقى» يمثل نجاحاً لمبدأ التعاون الجنوبي - الجنوبي، بهدف تحقيق مصالح ورفاهية الشعوب العربية والأمريكية الجنوبية، من خلال التنسيق الوثيق، لتحقيق مشروعات تنموية بينية ذات عائد اقتصادي واجتماعي ملموس.
وشدد الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية، السفير فاضل جواد، على أهمية الاجتماع، الذي يضطلع به كبار المسؤولين في متابعة تنفيذ ما صدر من قرارات عن الدورات السابقة للقمة، وكذلك الاجتماعات الوزارية المشتركة.
وأشار «جواد» إلى أن التقدم الذي حققته القمم السابقة، على مدار السنوات العشر الماضية، والتي كان آخرها قمة ليما في بيرو، جعل من القمم العربية - الأمريكية الجنوبية نموذجاً يحتذى به للتعاون والتجمعات الإقليمية.
ورشة المعهد الدبلوماسي
نظم مركز الدراسات الأمريكية بمعهد الدراسات الدبلوماسية ورشة عمل حول العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية يومي 7-8 أكتوبر الماضيين، حضرها عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية وسفراء دول أمريكا الجنوبية في المملكة ونخبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بمدينة الرياض.
وأشار مدير عام المعهد الدكتور عبدالكريم الدخيل، في مشاركته إلى أهمية تنامي العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في العقد الأخير، ونوّه بدور المملكة في تعزيز هذه العلاقات سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين المملكة ودول أمريكا اللاتينية أو على المستوى الجماعي بما في ذلك احتضان المملكة للقمة الرابعة.
كما أشاد نائب وزير الخارجية في البيرو السفير أدواردو مارتينيتي، بالتطور الملحوظ في إطار العلاقات الودية بين المملكة ودول أمريكا الجنوبية.
وتضمنت ورشة العمل أربع جلسات: الجلسة الأولى بعنوان: «العلاقات السياسية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية».
أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: «العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية»، فيما تناولت الجلسة الثالثة «العلاقات الثقافية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية».
فيما جاءت الورشة الأخيرة بعنوان: «العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول أمريكا الجنوبية».
مسار بحري مباشر
سيتم خلال جلسات القمة مناقشة إقامة مسار بحري مباشر بين أمريكا الجنوبية والعالم العربي، لزيادة فرص حجم وكفاءة الربط البحري والجوي بما يخدم الأهداف التنموية المشتركة، وسيحضر من جانب دول أمريكا الجنوبية للمنتدى ما لا يقل عن 34 من ممثلي الشركات والمنظمات مثل غرفة التجارة العربية البرازيلية التي تُعد واحدة من المنظمات المنظمة للمنتدى.
تحديد نطاق لسعر النفط
قال الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو إن بلاده ستطرح مقترحاً بتحديد نطاق لسعر الخام خلال القمة التي ستعقد بالمملكة بين دول أمريكا اللاتينية والدول العربية.
وتواجه فنزويلا العضو بمنظمة أوبك مصاعب كبيرة بسبب انهيار أسعار النفط وتريد الدولة الداعمة لرفع الأسعار من أوبك أن تحدد نطاقاً سعرياً بين 70 و80 دولاراً للبرميل لضمان استمرار الاستثمارات بالحقول والمساعدة في دعم اقتصادها الآخذ في الانكماش.
وقال في لقاء تلفزيوني أسبوعي «لا يمكن أن ننتج نحن النفط ويحدد آخرون السعر».
وأضاف «اقتراحنا هو أن يحدد السعر من خلال المنتجين في نطاق أساسي بين 70 و80 دولاراً للبرميل... ثم بعد ذلك من خلال تحركات السوق».
قمة وسط التوترات
يشهد الوقت الذي تمت به هذه القمة تصاعد التوترات بين دولتين لاتينيتين، هما جويانا وفنزويلا، وتنامي الاضطرابات السياسية في العالم العربي، وكانت فنزويلا أعادت إحياء الادعاء بأن لها الحق في ثلثي جويانا، خاصة بعد اكتشاف حقل للنفط والغاز ضخم في جويانا قبل أشهر.
إعلان الرياض
وقد أشارت مصادر دبلوماسية لـ(الجزيرة) أن مشروع «إعلان الرياض» الذي سيصدر عن القمة سيكون ذا أهمية، خصوصا بعدما تم وضع مسودة لـ»الإعلان» يوم الثلاثاء الماضي ويناقشه وزراء الخارجية اليوم تمهيداً لإحالته إلى قادة الدول المشاركة في القمة.
يضاف إلى ذلك بيان ختامي يتضمن ملخصاً للقضايا التي نوقشت خلال القمة، من جوانبها اللوجيستية والفنية.
وأوضحت المصادر بأنه سيتم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة القرارات الصادرة في إعلان الرياض، وسيتناول «إعلان الرياض» القضايا الواجب تنفيذها بشكل عاجل من أجل جني ثمار هذه القمة التي تعود بفوائدها على الدول المشاركة وشعوبهم بالإضافة إلى العالم أجمع.
وستتناول تلك القرارات الجوانب السياسية ومنها نبذ الإرهاب والسعي إلى القضاء على داعش وإحلال السلم والسلام بين الدول والحلول دون انتشار السلاح النووي.
أما فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية فتسعى الدول إلى زيادة فتح قنوات الاتصال التجاري فيما بينها وزيادة التبادل التجاري والاعتماد بشكل أوسع على الأسواق الجديدة في دول أمريكا الجنوبية، كما تسعى الدول إلى زيادة التبادل الثقافي والسياحي بين الشعوب، خاصة أن عدداً كبيراً من أبناء دول أمريكا الجنوبية هم من أبناء الجاليات العربية المهاجرة إليها.
الصحف الأمريكية
تناولت الصحف الأمريكية الجنوبية القمة بشكل واسع, حيث استعرضت أبرز القضايا والتحديات التي ستتناولها القمة وأبرز ما يقلق قادتها وشعوبها، متوقعة أن تحتل الخلافات بين عدد من بلدان القمة مساحة من المناقشات، فيما لم تنسَ قضية أسعار النفط والتدخلات الإيرانية في دول الخليج، ومستويات التمثيل في المؤتمر وإعادة أسباب ذلك لسوء الأوضاع الأمنية في بعض البلدان أو تنوع المناسبات الدولية المهمة بالإضافة إلى قضايا أخرى.
القمم السابقة
عقدت القمة الأولى في مدينة برازيليا في مايو 2005، بناء على اقتراح من الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وعقدت القمة الثانية في مارس 2009 في العاصمة القطرية الدوحة، وعقدت القمة الثالثة في ليما بالبيرو في أكتوبر 2012.
وقد طرحت فكرة القمم العربية - اللاتينية من قبل الرئيس البرازيلي دا سيلفا الذي وصل إلى سدة الحكم في البرازيل عام 2003، وأثناء زيارته إلى الشرق الأوسط في ديسمبر 2003، كما أن فكرة أوبك جاءت من وزير فنزويلي هو بيريز ألفونسو، الذي أنشأ مع عبدالله الطريقي تلك المنظمة التي أصبحت تلعب دورًا هامًا على الخريطة الاقتصادية للعالم.
قد ازدادت العلاقات بين الدول العربية والدول اللاتينية عمقًا على مدى العشر سنوات الأخيرة -منذ انعقاد القمة الأولى في البرازيل- والتي يعتبر من أهم مظاهرها زيادة حجم التبادل التجاري من 8 مليارات دولار عام 2005 إلى 21 مليار دولار عام 2009 ووصل إلى 30 مليار دولار في الآونة الأخيرة، وأيضًا تأسيس «مجلس علاقات العالم العربي بأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي» (كارلاك) في فبراير من العام الماضي في جمهورية الدومينكان بحضور ومشاركة أكثر من 50 فعالية دبلوماسية واقتصادية من أمريكا اللاتينية والعالم العربي، وذلك بهدف أن يكون المجلس بمثابة جسر تواصل بين الدول العربية وأمريكا اللاتينية، وأن يؤسس لتعاون ثقافي واقتصادي وسياسي بينهما.
أهمية القمة
هناك العديد من الأسباب التي فرضت الأهمية على تلك القمة ما بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية ومنها:
1- أنها تعد فرصة للقاء المصالح الاقتصادية والسياسية بين تجمعين إقليمين واقتصاديين كبيرين يضمان «34» دولة متوافقة ومتقاربة في الأهداف والمواقف السياسية والاقتصادية، لاسيما في رفض سياسات الهيمنة والظلم والاحتلال ورفض التدخل الخارجي بسيادة الدول والشعوب وكان لتلك الدول موقف مهم في تأييد القضايا العربية.
2- إن القمة تجمع دولي مهم لبحث وسائل التعاون بين الدول العربية والأمريكية اللاتينية في مختلف المجالات، خصوصاً وأن الرغبة والإرادة متوفرتان لدى هذه الدول.. ويشكل نجاح هذا التعاون أساساً لتفعيل علاقات دول الجنوب في مواجهة سياسات الهيمنة السياسية والاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين، وقد يلعب هذا الأمر في وضع حد لتأثر دول أمريكا اللاتينية بما يسوقه الإعلام الغربي المتأثر بإسرائيل من تشويهات عن الحقوق العربية.
3- توجد في دول أمريكا اللاتينية أعداد كبيرة من مواطنيها متحدرين من أصل عربي، وهؤلاء لهم مواقع مؤثرة في الاقتصاد والسياسة والحياة الثقافية والاجتماعية في البلدان التي وصفها آباؤهم أو أجدادهم منذ عقود من الزمن، وهم يعملون على تعزيز علاقات هذه البلدان الأمريكية اللاتينية مع الدول العربية (الوطن الأم) وأسهمت الإجراءات التي اتخذتها سورية وبعض الدول العربية في نجاح أعمال المغتربين العرب في هذا المجال.
4- إن دول أمريكا اللاتينية بتوجهاتها السياسية أكدت على استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي المتوازن، وأوجدت أرضية جديدة تعزز الاستقلال والمصالح السياسية والاقتصادية، دون أن تدخل مباشرة في تناقض مع القوى الأخرى.
5- إن الدول العربية بحاجة إلى تعزيز تكتلاتها وتحالفاتها مع دول العالم وخاصة مثل دول أمريكا اللاتينية، التي تنتهج سياسة وطنية تحريرية، وتتفهم الموقف العربي الرافض للهيمنة الاستعمارية - الصهيونية.