شركة للخدمات اللوجستية وأخرى للنقل البحري وتعزيز استراتيجيات التكامل ">
الجزيرة - الرياض:
قال وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف إن الشراكة التجارية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية لم ترتقِ لمستوى العلاقة وحجم التعاون بين الطرفين، مبيناً أنها جاءت دون التطلعات. وألقى العساف أمس كلمة في افتتاح المنتدى الاقتصادي لرجال الأعمال في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بمقر مجلس الغرف، وقال: منذُ انطلاقة القمة الأولى في برازيليا (2005م) والسعي متواصل لمزيد من التعاون بين دولنا وعلى الأصعدة كافة، وها هي القمة في دورتها الرابعة تنعقد بالرياض، وقد قطعنا شوطاً لا بأس به في عدد من مجالات التعاون، ورغم ذلك إلا أن الشراكة التجارية لم تَرْقَ إلى ما يتطلع إليه الجميع، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية، مؤكداً حرص حكومة المملكة على تعزيز هذا التعاون. وأضاف: محاور المنتدى تعكس الرغبة الأكيدة لرجال وسيدات الأعمال في المنطقتين في المساهمة في زيادة حجم التجارة والاستثمار بالاستفادة من الإمكانات التي تتمتع بها اقتصاداتنا. ونتطلع جميعاً إلى نتائج ملموسة تسهم في تقوية التعاون والتنسيق بين قطاعات الأعمال في دولنا؛ ما يبعث على التفاؤل بنمو التجارة الخارجية للدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية في العقد الأخير؛ إذ بلغ متوسط النمو السنوي في الصادرات العربية لدول أمريكا الجنوبية خلال السنوات الأخيرة 17 %. وتتمثل أهم الصادرات العربية لدول أمريكا الجنوبية في النفط ومشتقاته، والأسمدة، والحديد الصلب. في حين بلغ متوسط نمو الواردات العربية من دول أمريكا الجنوبية 20 %، وتتمثل أهم الواردات العربية من أمريكا الجنوبية في اللحوم والحبوب وخامات المعادن والمواد الغذائية. ومعظم التجارة بين مجموعة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تتم بواسطة النقل البحري نظراً لطبيعة المنتجات المتبادلة وبعد المسافة بين الإقليمين؛ الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز الربط البحري بينهما. ولعل هذا الموضوع من بين المواضيع التي ستطرح للنقاش في هذا المنتدى. وقال: تتوافر في اقتصادنا فرص استثمارية كبيرة في الكثير من المجالات، خاصة في مجال الطاقة والصناعات التحويلية.
من جانبه، أكد وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة أن المنتدى يأتي استكمالاً للجهود المبذولة بين الجانبين لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري التي تحرص على تطويرها وتنميتها حكومة المملكة وجميع حكومات الدول العربية، من خلال الأطر والآليات المتخصصة في هذا الشأن. مشيراً إلى أن المنتدى يسعى لإعداد رؤية مشتركة، يتبناها قطاع الأعمال العربي والأمريكي الجنوبي حيال الموضوعات والقضايا الرامية لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإقليمين. وعد الربيعة المنتدى فرصة لاطلاع الجانبين على التطور الاقتصادي لدى كل جانب والمشاريع الكبيرة, وأن القمم العربية مع دول أمريكا الجنوبية شكلت مصدر دعم قوي للعلاقات الاقتصادية بينهما، ولمنتديات قطاع الأعمال للجانبين التي تبنت عدداً من التوصيات في هذا الشأن؛ ما انعكس على ارتفاع مستوى التبادل التجاري بين كثير من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وأشار الربيعة إلى أن التعاون بين الجانبين في القطاعات الاقتصادية المختلفة سيؤدي إلى وجود تكتل اقتصادي قوي ومنافس، يسهم في ترسيخ علاقات دولية قائمة على الإنتاج والتعاون، ومبنية على تكافؤ وتبادل المصالح، والاستفادة من حجم السوق الاستهلاكي الكبير للجانبين؛ إذ يتجاوز حجم السكان لهذه المنطقة مجتمعة 800 مليون نسمة. داعياً إلى ضرورة تذليل العقبات التي تحد من زيادة المبادلات التجارية بين الإقليمين.
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وإلى الشعب السعودي وحكومة المملكة على الاستضافة الكريمة للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، مشيراً إلى أن مجالات التعاون العربي الأمريكي الجنوبي تقف على أرضية صلبة، قوامها الإرادة السياسية المشتركة، والرؤية الاستراتيجية لتحقيق مصالح الطرفين. وأفاد بأن آلية منتدى رجال الأعمال تشكل رافداً مهماً ودعامة أساسية في بناء شراكة حقيقية بين دول العالم العربي والأمريكي الجنوبي, مؤكداً قدرة المنتدى على ترجمة توجيهات القمم المشتركة في مشاريع تكاملية ذات عائد مربح، داعياً الجهات الرسمية في المجموعتين لتسهيل عملية التواصل المباشر لتوفير البيئة الجاذبة والرابحة والمشجعة للاستثمارات، والاستفادة من الاتفاقيات المبرمة في الإطار الثنائي لتوسيع آفاقها على مستوى المجموعتين بغية زيادة انسياب السلع والبضائع والخدمات، وتنشيط الحركة الاقتصادية بشكل عام.
وبدوره، نوه رئيس مجلس الغرف الدكتور عبد الرحمن الزامل بأهمية المنتدى، وجمعه لنخبة من رجال الأعمال من الدول العربيّة ودول أمريكا الجنوبيّة، مبيناً أنّ المنتدى والقمة يكمّلان مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والمالي والثقافي والعلمي والتكنولوجي، وحتّى السياسي، التي بدأت مع القمم الثلاث السابقة، وما نتج منها من مُقررات أكّدت أهميّة التعاون المشترك بين بلداننا العربيّة ودول أمريكا الجنوبيّة في شتّى المجالات، وعلى المديين القصير والطويل. وأوضح الزامل أن العالم العربي وأمريكا الجنوبيّة يتقاسمان الكثير من الجوانب المشتركة. وأضاف بأنّ الإنتاج الصناعي العربي يحتاج إلى مكونات تكنولوجية ذات مستويات وسيطة؛ حتّى يتم توطينها واستيعابها بسهولة, وأنّ المنتدى بمنزلة فرصة ثمينة لبحث وتطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين بلداننا من أجل تفعيل دور الدول الناشئة المحوريّة. مشيراً إلى أن مجتمع الأعمال في العالم العربي بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة يتابع باهتمام وعن كثب التطورات الاقتصادية في دول أمريكا الجنوبية، حاثاً حكومات المجموعتين العربية وأمريكا الجنوبية على الإسراع في تحرير التجارة وتشجيع وضمان الاستثمارات تفادياً للازدواج الضريبي؛ لما لهذه الخطوة من آثار إيجابية في تنمية التجارة والاستثمار بين الطرفين.
من جهته، قال رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية الدكتور مارسيلو نبيه سلوم إن التطور والنمو الكبير اللذين شهدتهما العلاقات التجارية بين الإقليمين كانا نتيجة عمل دؤوب وتبادل للزيارات ولقاءات العمل؛ إذ قفز حجم التبادلات التجارية من 13.6 مليار دولار إلى 35 مليار دولار، بزيادة 156 %. داعياً الجانبين لمواصلة الجهود، والعمل على إبرام الاتفاقيات الرامية لتنمية وازدهار العلاقات الاستثمارية، خاصة أن دول الإقليمين تمتلك أكبر احتياط للنفط والغاز، فضلاً عن المواقع الجغرافية الاستراتيجية والبنية التحتية للمطارات، وغيرها، والمقومات السياحية ورأس المال البشري الفعال. عقب ذلك ناقش المنتدى استراتيجيات التعاون والتكامل بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، خاصة مجالات التجارة والصناعة والنقل والسياحة, فيما ناقشت الجلسة الثانية دور النقل البحري والخدمات اللوجستية من خلال استعراض الصعوبات والمقترحات الرامية للنهوض بهذا المجال، ومناقشة دراسة جدوى إنشاء شركة مشتركة للخدمات اللوجستية بين الجانبين، إضافة إلى دراسة جدوى إنشاء شركة مشتركة للنقل البحري بين الطرفين. كما نوقش واقع السياحة والخدمات المالية لدى الجانبين، وذلك باستعراض أهم الفرص المشتركة في قطاع السياحة والخدمات المالية، إلى جانب الاطلاع على تجارب صناديق الاستثمار في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية كأداة لتنشيط الخدمات المالية المشتركة. كما بحث المنتدى التجارب الناجحة في مجال المشروعات المشتركة، إضافة إلى مناقشة التشريعات والإجراءات وحرية التنقل بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية لدعم منظومة التجارة.