المملكة تنظر باهتمام لدول البلقان لأهميتها وموقعها الإستراتيجي ">
الجزيرة - المحليات:
اختتم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أمس الأول الجمعة زيارته لجمهورية صربيا التي قام بها بناءً على دعوة رسمية من معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات بجمهورية صربيا السيد راسم ليايتش.
وقد نوَّه سموه بنتائج هذه الزيارة في تطوير التعاون في مجالات التراث والسياحة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيراً إلى أنه يجري التحضير لاستقبال وفد مشترك من جمهوريتي صربيا، والبوسنة والهرسك سيزور المملكة كوفد موحّد لأول مرة لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي في مجالات التراث والسياحة.
وقال سموه في مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات الصربي إن المملكة تنظر باهتمام متوازن لدول البلقان لأهميتها وموقعها الإستراتيجي.
وأضاف: «نعتبر صربيا دولة ذات أهمية بالغة في منطقة البلقان وأوربا، وقد شهدت خلال هذه الزيارة من المشاريع الاقتصادية والجوانب التراثية والحضارية ما يبرهن على هذه الأهمية والمستقبل المتطور لصربيا».
وأكد حرصه على الزيارات المتبادلة لتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية وتبادل الخبرات في مجال الاستثمار السياحي والمشاريع التراثية والمتاحف والحرف اليدوية.
وأشار إلى أن المملكة قامت بالتوقيع علي إتفاقية «دول عدم الانحياز» في بلغراد عام 1961م ، ومنذ ذلك الحين وفيما بعد، نشأت العلاقة بين الدولتين، منوها إلى أن الفترة اللاحقة بعد التوقيع على تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2013م شهدت وضع اللبنات الأساسية لمزيد من العلاقات السياسية والاقتصادية المستقرة في المستقبل.
وأضاف: «المملكة كما سمعتُ من حكومتي أمس رحبت بتعيين أول سفير لصربيا في المملكة الذي سيباشر عمله في المملكة خلال وقت قريب، ونتطلع إلي تسمية سفير للمملكة في دولة صربيا قريباً، والعلاقات بين البلدين ستشهد مرحلة جديدة من التعاون، وقد أثلج صدري ماسمعته اليوم من معالي رئيس الوزراء فيما يتعلّق بالحرص علي تطوير العلاقة والعمل معاً لبناء علاقة إيجابية خاصة في المجال الإقتصادي والسياسي الذي تم بالفعل تطويره على مدى السنوات القليلة الماضية».
وتطرق سموه خلال المؤتمر الصحفي إلى ما تتمتع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من مكانة سياسية مهمة في المنطقة والعالم، وكان له يحفظه الله أدوار كبيرة في إحلال السلم في منطقة البلقان، منوهاً بما تشهده المملكة من تطور اقتصادي واجتماعي، وثقلها السياسي على المستوى العالمي، مشيرا إلى مكانة المملكة وموقعها في الجزيرة العربية التي تمتلك مكانة تاريخية وحضارية بكونها مقرا للحضارات الإنسانية منذ القدم، وتوجت بالحضارة الإسلامية التي احترمت القيم التي سبقتها وبنت على تلك الحضارات وهذبتها وطورتها، إضافة إلى موقعها كممر لطرق التجارة القديمة، لافتاً إلى أن المملكة تشهد نقلة في مجال الاهتمام بالتراث وتنفيذ مشاريعه.
وقال: «لدينا الآن مشروعات جارية التنفيذ للحفاظ على التراث بمختلف حقبه واعتزازنا الكبير بكون المملكة خادمة للحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ووجهتهم كونها مهبطاً للوحي ومنبعاً للحضارة الإسلامية التي عمَّت بنورها أصقاع العالم».
ورداً على سؤال عن استثمار رجال الأعمال السعوديين في صربيا قال الأمير سلطان بن سلمان إن المستثمرين السعوديين يحظون باحترام كبير وتتجه إليهم أنظار دول العالم لاستقطابهم نتيجة للقيمة المضافة التي يقدمونها ونجاحاتهم في الاستثمار داخل المملكة التي تمثّل بالنسبة لهم الأولوية القصوى، كما أن المملكة العربية السعودية تنشط في استقطاب الاستثمارات العالمية النوعية نتيجة للبيئة الاستثمارية الجاذبة باستقرارها السياسي ومتانة اقتصادها وثبات أنظمتها الاستثمارية التي تحرص على معالجة أي قيود أو عوائق للاستثمار، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون متروكاً للحكومة الصربية لتأتي إلى المملكة وتقدم برامجها في مجال الاستثمار، خصوصاً بعد أن جرى الاتفاق على استقطاب بعثات اقتصادية مشتركة مع جارتها جمهورية البوسنة والهرسك التي تتمتع الآن بعلاقات وثيقة مع جمهورية صربيا، وأعتقد أن صربيا مؤهلة للنجاح في ذلك خاصة وأنها تتمتع بموقع إستراتيجي في المنطقة.
من جانبه أعرب معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات بجمهورية صربيا السيد راسم ليايتش عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلطان بن سلمان لتلبيته الدعوة للزيارة، مشيراً إلى ما حققته من نتائج وخاصة توقيع مذكرة التعاون بين المملكة وصربيا في مجالات السياحة والتراث.
وأكد أن الأهمية والمكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم وما تشكله من ثقل سياسي واقتصادي، منوهاً إلى أن العلاقات بين المملكة وصربيا ستشهد تطوراً كبيراً خلال المرحلة القادمة، وقد تم التأسيس لهذا التعاون خلال هذه الزيارة.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد التقى خلال الزيارة بفخامة رئيس جمهورية صربيا توميسلاف نيكوليتش في القصر الرئاسي في بلغراد، كما التقى بدولة رئيس الوزراء السيد ألكسندر فوسيتش، ومعالي وزير الخارجية السيد ايفيتسا داتشيتش، ومعالي وزير الاقتصاد السيد جيلكو سيرتيتش. ومفتي جمهورية صربيا الشيخ محمد يوسف صباهيتش.
وعقد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني جلسة مباحثات رسمية مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات بجمهورية صربيا السيد راسم ليايتش، تناولت مجالات التعاون في المجال السياحي وبحث تفاصيل اتفاقية التعاون بين البلدين في مجالات التراث والسياحة وآليات تفعيلها واستفادة الطرفين من الخبرات والفرص المتاحة في مجالات التراث والسياحة.
كما وقّع سموه مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة الصربي مذكرة تفاهم للتعاون بين المملكة وصربيا في مجالات التراث والسياحة.
وقام سموه أيضاً بزيارة مسجد باجراكلي في بلغراد، ومشروع تطوير الواجهة البحرية، وقلعة بلغراد والمتحف العسكري ومتحف التاريخ اليوغسلافي.
ورافق سموه خلال اللقاءات والزيارات سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية البوسنة والهرسك هاني بن عبدالله مؤمنة، والوفد المرافق لسموه.