القاهرة - الجزيرة - علي البلهاسي:
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فرضت تصورا جديدا للعقد الاجتماعي بين الشعوب والحكومات لا يمكن التراجع عنه، وأن هذا لا يعني «سقوط الدولة الوطنية» كما يروج البعض، وأن مكافحة الإرهاب تتطلب جهدا جماعيا وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين. وقال الرئيس - في كلمته أمام أعضاء المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن - إن الشرق الأوسط لن يعود كما كان، وإن منطقة الشرق الأوسط تتعرض منذ سنوات لتطورات سياسية متلاحقة اختلفت مسبباتها وحدتها وتداعياتها باختلاف الدول التي تعرضت لها.
وحول الوضع في منطقة الشرق الأوسط أكد السيسي أن هناك حقيقتين هامتين فيما يتعلق بهذا الوضع من منظور مصري خالص؛ الأولى: تتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي... والذي سيظل من وجهة نظرنا يشكل أحد المنابع الأساسية لانعدام الاستقرار في هذا الإقليم.. فتسوية القضية الفلسطينية على أساس عادل تفتح الطريق أمام تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.. ليس فقط لأنه الصواب والحق الذي يجب عمله وإنما أيضا لأنه يحرم أطرافاً كثيرة من التستر وراء هذه القضية العادلة لتنفيذ أهداف سياسية وأمنية لا علاقة لها بفلسطين». وأضاف «أما الحقيقة الثانية فتتمثل في رسوخ ومتانة العلاقة التي تربط بين مصر ودول الخليج العربي.. هذه العلاقة ذات البعد الثقافي والحضاري والشعبي والعمق التاريخي تمتلك طابعاً سياسياً واستراتيجياً غير قابل للانفصام.. وقد وددت أن أذكرها لأنها يجب أن تكون من المعطيات في تعامل أي أطراف مع الوضع الاستراتيجي للإقليم».
وأكد السيسي أن «مكافحة الإرهاب لم تعد ترفاً والجميع يجب أن يتضامن لمواجهة المخاطر»، وأنه من المسلمات اليوم أن يتحدث الجميع عن مكافحة الإرهاب، قائلا «لكن مع الأسف هناك الكثير من الأمور المرتبطة بهذا الموضوع ليست محل اتفاق دولي بعد.. غير أن ما يهمنى هنا هو التأكيد على أن أي تنظيمات أو جماعات تعمل أو تحرض على تقويض سلطة الدولة والسيطرة على مساحات من الأراضي وعلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح إنما هي تنظيمات إرهابية يتعين مكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها ومدها بالسلاح».
وشدد على أن الأهم يتمثل فى ضرورة دحض وتفنيد الأفكار المتطرفة والعنيفة التي تستند إليها الجماعات الإرهابية في أنشطتها من خلال جهود فكرية وثقافية وإعلامية دؤوبة ومنسقة وعميقة، موضحاً أن ظاهرة المقاتلين الأجانب تدعونا إلى التمعن في أسباب جاذبية هذه الأفكار المتطرفة بالنسبة لفئة من الشباب يعيشون في مجتمعات تتسم بمساحة كبيرة من الحريات والمساواة.