رحم الله تعالى العمَّ المحبوبَ التاجرَ الصادقَ النافعَ البشوشَ الشيخَ/ عليّ بن عبد الله الجديعي.
الرّجل الذي أحببناه طوال حياته حُبًّا بحجم الألم الذي كابدناه عند فقده، ألمًا لا يخففه إلا الإيمان بأنَّ اللقاء غدًا في جنّات ربٍّ رحيمٍ، عند ذلك نردّد موقنين: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
وداعًا إلى الفردوسِ يا وجهَ باسمِ
عليٌّ أيا عمِّي عميدَ المكارمِ
وداعًا إلى اللُقيا بدارِ مُقامةٍ
إلى الجنَّةِ العُليا لدى خيرِ راحِمِ
عليٌّ أَوَجْهَ الخيرِ والبِرِّ والنَّدى
وداعًا يمينَ الجودِ يا صِنْوَ حاتمِ
ألستُمْ مثالَ البِرِّ عمرَكَ كلَّهُ
لعمّيَ عبدِ اللهِ يُمنى المغانمِ
مضى عمرُك الوافي بِصحبةِ والدٍ
لعمِّيَ طولَ الدهرِ خير ملازمِ
فلمَّا توفَّاهُ إلهي بَقِيتُمُ
معَ الإخوةِ الأطهارِ ضِدَّ الهزائمِ
تُقَضّي حُقُوقَ المَكْرُمَاتِ مُكَابِدًا
فَكمْ مِنْ ليالٍ بِتَّها غيرَ نائمِ
وكَمْ مِنْ سِنِيِّ العُمرِ مَرّتْ مُسَافرا
تراعيكَ عينُ المجد بينَ العواصِمِ
لكَ اللهُ يا عمَّاهُ ذِكرُكَ سابغٌ
شُهودٌ لكمْ بالصِّدقِ بينَ العوالمِ
ألَسْتَ الذي إنْ باعَ سمْحًا بِبيعِهِ
وسَمْحًا لدى التحصيلِ دونَ تخاصُمِ
ألَسْتَ الذي إنْ قالَ زَاحَمَ قولَهُ
فِعَالٌ تُوَفيهِ فَيَا خَيرَ زَاحمِ
ألَسْتَ الذي إنْ جاءَ طالبُ حاجةٍ
يجيءُ إليه البَذلُ مِنْ كَفّ باسمِ
ألَسْتَ الذي يَلْقَى المُحِبينَ بِشْرُهُ
عليكَ أيا عمَّاه دَمْعُ السواجِمِ
عليٌّ هنيَّاكَ المَحَامدُ فِيكمُ
أذاعتْ خَبَايا الخَيرِ أهلُ المكارِمِ
أتَانَا مُعَزّونَا بِوَبْلِ صِفَاتِكِم
خَفيّاتُ أعمالٍ بَدتْ في الجَسائمِ
على مِثلِكم عمَّاهُ تَبكي رِجالُنا
فَفِيكمْ تَلقَّينا عَزاءَ العَظائمِ
أَأمَّ الفقيدِ الشّهمِ خالتَنا التي
فَقَدتِ عليًّا قَبلَ فِطرٍ لصائمِ
«مباركةٌ جاءتْ بِنَجلٍ مباركٍ»
مَضَى غَيرَ مَفتونٍ إلى خَيرِ راحمِ
أيا ربُّ أكرمْ أمَّ عمّي لِفقدِهِ
بِبيتٍ يُسمّى الحَمْدَ يا ذا المكارمِ
حَلِيلَةَ عَمّي يا لَلوْعَةِ فَقْدِكمْ
ومَنْ مثلُ ذاكَ الزوجِ يومَ العظائمِ
إلهي أيَا ربَّاهُ أنِزلْ عَزاءَكمْ
على زوجةٍ ثَكْلى بِها فَقْدُ عاصِمِ
عليٌّ وإخوانٌ لكمْ خيرُ إخوةٍ
بِهمْ إيْ وربِّ البيتِ فَخْرٌ لقائمِ
بإخوانِكم عمَّاهُ صَبرٌ وسَلوةٌ
وَفِيهم لِدَرْبِ المَجْدِ صِدْقُ العَزائمِ
ونَجلاكمُ البَدْرَانِ بعدَ رحيلكم
سحائبُ بِرٍّ فيهِ غَيثُ الغَمائمِ
فَبِكرُكَ عبدُ اللهِ فِيهِ مُعَوَّلٌ
سَمِيٌّ لِجَدٍّ مثلُهُ في المَكَارِمِ
وسلمانُ ذاكَ الفذُّ يَحْكِي سَمَاحَةً
لِوالدِهِ العِملاقِ عِندَ اللوازمِ
عَزائي لِشِبْلينِ كَريمٍ أبوهما
عَلى دَرْبِهِ سِيرَا لِأَسْنَى الغَنَائمِ
بَشَايرُ يا أُخْتَاهُ صَبرًا فَفَقدُكمْ
أباكِ يجلُّ اليومَ عَنْ وَصْفِ نَاظمِ
إليكِ أيا فَيٌّ عَزاءً مُجَدَّدًا
لَعَلَّ أباكِ فِي ظِلالٍ مُلازمِ
وَيَارَا فَكَمْ قدْ عِشتِ فِي أَمْنِ وَالِدٍ
وَدُودٍ عَظِيمِ البِرّ زَينِ المَبَاسِمِ
وسارةُ فِيكِ اليومَ خَتمُ مسرَّةٍ
وفَرْحَةُ حَانٍ كانَ جَمَّ المَرَاحِمِ
يقولُ أبو بَدرٍ: «أَدِيمُوا دُعَاءَكُمْ»
لكمْ يَا عليَّ الجُودِ دَعْوَةُ دَائمِ
إلهي لَئنَ كانَ المُصَابُ بِفَقدِهِ
جَليلاً فَفِي الجَنَّاتِ أُنْسٌ لِقادِمِ
المصابُ بفَقْدِ عمِّه
- د/ إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل