يوماً بعد الآخر ومباراة تلو الأخرى، تثبت لنا لقاءات عملاقي الكرة السعودية الاتحاد وشقيقه الهلال، أنها الأقوى والأجمل والأمتع، وهي بمثابة كلاسيكو كرة القدم السعودية الحقيقي والرسمي، فمع احترامي لجميع لقاءات الفرق الأخرى في الدوري خصوصاً ما نطلق عليها لقاءات الكبار، إلا أن لقاء العمالقة أو لقاء السحاب له نكهة خاصة وعلى أكثر من صعيد، سواء الأمور الفنية والمتعة الحقيقية لعشاق كرة القدم، أو من ناحية الحضور الجماهيري والزخم الكبير إعلامياً الذي تتمتع به لقاءات الفريقين، وما رأيناه مساء الجمعة الماضية في لقاء الجوهرة المشعة، كان خير دليل على ما نقول، فتذاكر اللقاء نفدت قبل اللقاء بأيام وهو حدث لا يتكرر كثيراً في الدوري، فالحضور الجماهيري قرابة 60 ألف متفرج، ومع هذا الحضور الجماهيري الكبير والاستعداد الكبير والمبكر لرابطة مشجعي الفريقين، لم يخيب نجوم الفريقين الظن فيهم، فكان الجميع على موعد مع سهرة كروية جميلة عنوانها الأساسي المتعة، مباراة كبيرة قوامها 7 أهداف تفنن نجوم العميد في إكرام وفادة ضيوفهم الزعماء، بأن اتخموا الشباك الزرقاء برباعية كان نصيب الشوط الأول فقط 3 أهداف نظيفة، ورغم سيطرة الهلاليين على اللعب والاستحواذ على الكرة الواضح، إلا أن ذلك لم يشفع لهم بزيارة مرمى فواز القرني، الذي كان أحد أبرز صانعي الفرح بذوده عن مرماه واستبساله في صد أكثر من هجمة محققة للزعيم التي أضاعها نجوم الهلال، وبما أنهم أضاعوا فرصاً كثيرة فكان عليهم تلقِّي الأهداف، وأي أهداف كانت رباعية جميلة صالح بها النمور عشاقهم ورد جزءاً من دين الرباعيات والخماسيات السابقة، وهي الهزيمة التي كلفت الزعيم الصدارة والتي ذهبت لأحضان الأهلي، وعلينا كاتحاديين أن نضع الأمور في نصابها، ونعترف بأن الاتحاد رغم فوزه الكبير إلا أنه لم يكن الأفضل على الإطلاق في اللقاء، فالهلال استحوذ على الكرة أكثر وأضاع لاعبوه فرصاً محققة بالجملة، ولولا وقوف السيد حظ مع الاتحاد، لكانت نتيجة كبيرة وعادت الخماسيات، ومن يقول غير ذلك فهو مكابر وعليه العودة لشريط المباراة ومشاهدة إعادة المباراة، ورغم الفوز الكبير والمعنوي فهو لا يتعدى كونه 3 نقاط لا أكثر، وعلينا بذل المزيد من الجهد ليواصل العميد الإبحار نحو صدارة الدوري وتحقيق إنجاز يسعد به الجماهير عشاق النمور صاحب الحضور الأول في الملاعب، ويسهم في إعادة الاتحاد صوب منصات التتويج التغاب عنها في السنوات الأخيرة .. ألف مبروك لعشاق مدرج الذهب ومزيداً من الانتصارات والألقاب.
عمر القعيطي - جدة