أحمد بن محمد الجردان ">
جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز حساس جداً لارتباط مهامه بالتعامل المباشر مع المواطن والمقيم وهذا التعامل يتطلب مهنية عالية في آليته من قبل رجال الهيئة مع الجمهور وتحديداً المرتكب لما تَراهُ الهيئة وفق رؤيتها الشرعية والنظامية منكراً!!.
ومما يجب أن تكون الهيئة حكيمة في ذلك، والحكمة كما هو معروف تعني وضع الشيء في مكانه الصحيح، فالموقف الذي يتطلب شرعاً وعقلاً أن تكون فيه الهيئة حازمة يجب أن تكون فيه حازمة، وفي المقابل الموقف الذي يجب أن تكون فيه الهيئة لينة يجب أن تكون فيه لينة!!، وفي نظرة الناس الهيئة في ذلك بين فريقين، فريق يرى الشدة والغلظة هو ما يجب أن تكون عليه الهيئة دائماً!!، وفريق عكس ذلك تماماً حيث يرى اللين ولا غير اللين في كل تعاملاتها مع الجمهور بغض النظر عن أي ضابط آخر !!، وكلا الرأيين خطأ فلا يصح أن نطالب الهيئة بالشدة المطلقة، ولا أن نطالبها أيضاً باللين المطلق!!، فعلى سبيل المثال شاب ارتكب منكراً (ما) - وهذا المنكر لم يتعد ضرر ارتكابه إلى الغير - وحين تمت مناصحته وتوجيهه استجاب لماذا يعامل بغلظة وشدة وعنف ؟!، بل يجب أن يعامل بلطف !!، وفي المقابل من ارتكب - مع سابق الإصرار والترصد - منكراً اعتدى به على أعراض الناس أو عقولهم أو عقيدتهم هل من العقل والمنطق معاملته باللين ؟!، بل يجب أن يعامل بالقوة التي تكفي المجتمع شره !!.
حال الهيئة هنا حال الشرطة والجهات الأمنية!!، هل يعقل أن تعامل الجهات الأمنية على سبيل المثال إرهابيا يهدد البلاد والعباد باللين ؟!.
لا تعترضوا على عمل الهيئة ودعوها تعمل ومن حقكم مراقبة عملها فحالها كحال كل الجهات الحكومية الأخرى وهي ليست فوق المحاسبة ولا فوق النقد كما يروج البعض ويظنون بأن نقدها نقد للدين وتعاليمه فالفرق واضح جداً فالدين وتعاليمه شيء وممارسات الهيئة شيء آخر تماماً!!، فَلَو أخطأ رجل الهيئة لا يعني ذلك الخطأ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا من قريب ولا من بعيد!!، المحصلة خطأ الهيئة يبقى خطأً بشرياً يجب نقده نقداً بناءً ومحاسبته محاسبة نظامية!!.