عثمان بن حمد أبا الخيل ">
المشاريع العملاقة تحتاج إلى قرارات عملاقة قائمة على أرض صلبة، ومبنية على دراسة جدوى اقتصادية جادة، ونظرة مستقبلية واضحة، ومجلس إدارة ملم بحيثيات ما يعرض عليه من بيانات ومعلومات وإحصائيات مالية وتسويقية واقتصادية وتشغيلية، ومواضيع أخرى ذات علاقة. الحصول على التقنية من المرخصين الذين عادة يكون عددهم عدد أصابع اليد الواحدة من أهم عوامل نجاح المشروع. وعادة، الشركات تدفع المبالغ الكبيرة (ملايين الريالات) للحصول على كيفية إنتاج منتج معين.
يوجد في المملكة نحو من 100 مركز بحث حكومي منتشرة في المناطق كافة. حالياً تقع مسؤولية البحوث العلمية على عاتق الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبعض الهيئات الحكومية أو شبه الحكومية وإدارات خاصة تابعة لها. من تلك المراكز مركز بحوث الطب والعلوم الطبية (جامعة أم القرى)، ومركز الملك فهد للبحوث الطبية (جامعة الملك عبد العزيز)، ومركز أبحاث النخيل والتمور (جامعة الملك فيصل)، ومركز الأبحاث الزراعية بالقصيم (عنيزة - وزارة الزراعة)، ومركز البحوث والتطوير (أرامكو السعودية)، ومركز الأبحاث (مستشفى الملك فيصل التخصصي)، ومجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير (مدينة الرياض)، ومركز البترول والمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن)، ومركز البحوث والتطوير (شركة أرامكو).
من الواضح أن هناك جهات حكومية عدة. ومن القطاع الخاص، مسؤولة عن البحث العلمي. من أبرز تلك الجهات وزارة التعليم العالي؛ فهي المسؤولة عن مراكز الأبحاث في الجامعات، ووزارة الزراعة، ومراكز بحوث مستقلة تابعة للدولة وشركة سابك. المملكة في المرتبة الأولى في الإنفاق على البحث والتطوير، وارتفعت نسبة الإنفاق على البحث العلمي من 0.4 % عام 2010 إلى نسبة 3.4 % من الناتج المحلي الإجمالي للعام الماضي؛ لتصبح المملكة الأولى على المستوى العربي. المملكة قادرة، ولديها كل الإمكانيات البشرية (العلماء) والمادية لتوحيد مراكز البحث العلمي، وتقليل عددها إلى خمسة مراكز فعالة تحت إدارة خاصة واحدة. ويا حبذا لو تم إنشاء وزارة البحث العلمي أو مؤسسة خاصة للبحث العلمي.
من تحديات نجاح المشاريع عملية التسويق الداخلي والخارجي. وهناك من يغفل أو لا يعرف التسويق المبدئي قبل عملية الإنتاج الفعلي. تقوم الإدارة بشراء المنتج (نفس المنتج) من السوق العالمي، ومن ثم القيام بعملية التسويق بهدف تدريب موظفي التسويق، ومعرفة حدة المنافسة والأسعار وأماكن التسويق، وهل هي متطابقة مع ما وافق عليه مجلس الإدارة. ومن التحديات الخطيرة والكارثية الاعتماد على استيراد المادة أو المواد الخام من السوق العالمي حيث التغيرات الكثيرة والمنافسة الحادة ونقص مخزون المواد الخام؛ لذا على مجلس الإدارة التأكد من توقعات الأسعار المستقبلية، التي تؤثر على ربحية المشروع. وهذا مثال على عدم الاعتماد على المواد الخام المستوردة، وهو إنتاج الأوكسجين والنيتروجين من الهواء الذي نتنفسه؛ إذ إن الهواء الذي يحيط بنا مكون من 78 % من غاز النيتروجين و21 % أوكسجين وآرغون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، وهيدروجين، وهليوم، ونيون، وزينون.
ومن التحديات الأخرى عدم بناء مخزن أو مستودع أو صهريج حسب المنتج الذي يستوعب الكمية الكافية من المخزون. ومن خبرتي السابقة في هذا المجال إنتاج شهر كمخزون يعتبر مخزوناً اقتصادياً لبعض المنتجات.
إعداد رجل المبيعات من التحديات التي يغفلها أصحاب القرار حين البدء في دراسة المشاريع.
وفي الختام، لكي نتخلص من التحديات على مجلس الإدارة اتخاذ القرار الصحيح المبني على دراسة الجدوى الاقتصادية، ومناقشتها بكل حرص ودقة، وتحمُّل المسؤولية الملقاة على عاتقه. للأسف، في واقع الحياة، وأحياناً كثيرة مجلس الإدارة يوافق على المشاريع بسرعة البرق لعدم المعرفة وقلة خبرة أعضاء المجلس.