د.يوسف بن محمد اليوسف ">
المتأمل في واقع التعليم العام يدرك الحاجة الماسّة الى اتخاذ قرارات تطويرية من شأنها أن
تنهض بالتعليم وترتقي به معلماً ومتعلماً ومنهجاً ومدرسةً الى أفضل المستويات والمخرجات المأمولة والمرجوة، ومشاركةً مني كأي تربوي لديه هاجس وحس وطني يحمل همّ التربية والتعليم في بلدنا الغالي أحببت أن أطرح - من وجهة نظري - أبرز المقترحات والرؤى التطويرية للنهضة بالتعليم والرقي به لمستوى أفضل دون الخوض في الحلول وآلياتها لنستطيع في هذا المقال الموجز رصد أكبر عدد من المقترحات التطويرية وأبرزها كالتالي:
1- ضرورة حصر المباني المدرسية المستأجرة ووضع الحلول لها على وجه السرعة تمهيداً لانتقالها إلى مبان حكومية تتوفر فيها بيئات مدرسية مناسبة، ووضعها في الأولوية وعلى قائمة الأعمال، لاسيما المباني المدرسية الآيلة للسقوط - لاقدر الله -.
2 - من الأهمية بمكان قيام وزارة التعليم بالتعاون مع جهات الاختصاص بوضع خطة مجدولة لتوعية الطلاب في الجانب الأمني من الفكر الضال وفي الجانب الصحي من فايروس كورونا، فوزارة التعليم يجب أن يكون لها بصمة واضحة في الميدان أثناء الأزمات والأوقات الحرجة.
3 - أهمية وضع حوافز مادية ومعنوية للمديرين والوكلاء في جميع المراحل بدءاً بالمرحلة الأصعب ((الثانوي فالمتوسط فالابتدائي)) لعلاج مشكلة العزوف عن إدارات المدارس ليتسنى ترشيح الأميز لادارات المدارس وقياداتها، فكلما كان المدير ناجحاً ومميزاً كلما كانت المدرسة ناجحة ومميزة.
4 - نرى ضرورة تعيين مرشد طلابي في كل مدرسة حتى لو قلّ عدد الطلاب عن 200 أو 300 طالب وإلغاء التعميم المقيد لذلك، مراعاةً للبيئات المختلفة للطلاب ولإيماننا بأهمية دور الارشاد الطلابي في تقويم السلوك.
5 - أعتقد ان الوقت قد حان لاعتماد نظام المعلم الأول ووضع آلية لذلك مدروسة دراسة تربوية عميقة من الميدان، على أن يكون التطبيق في البداية تطبيقاً تدريجياً وجزئياً لتجربتها.
6 - المشاريع والصيانة وكثرة الملحوظات عليها بين الاهمال واللامبالات والتأخير والعبث بمقدرات المدارس، فالأمر يُحتّم على وزارة التعليم وضع لجان متابعة موثوقة.
7- النقص في بعض التجهيزات المدرسية يُضعف البيئة التعليمية و يؤثر على مستوى التعلم.
8 - تأخر حركة الاداريين وترشيحهم (مدير ووكيل) وتأخر توجيه المعلمين للمدارس وتأخر توزيع الكتب وتأخر فتح برنامج نور وغيرها من مقومات الدراسة، يؤدي الى شلّ الدراسة وتأخر البدء فيها عن موعدها المحدد.
9 - الرضا الوظيفي يزيد الانتاج والعطاء، لذلك من الضروري ان تبادر الوزارة بدراسة أوضاع جميع المعلمين الوظيفية وتصحيح من يستحق التصحيح، وصرف مستحقاتهم.
10 - يجب وضع نظام قوي ورادع لمحاسبة المعلم المقصر لما له من أثر سلبي على سير العملية التربوية التعليمية وعلى البيئة المدرسية.
11 - أهمية قيام وزارة التعليم بدراسة كثافة الطلاب داخل الفصول الدراسية ووضع الحلول المناسبة لها، لما لهذه المشكلة من أثر سلبي على مخرجات التعليم.
12 - أن تحرص وزارة التعليم على أن يكون اهتمام الاشراف التربوي مُنصباً على الجانب الفني دون الجانب الاداري والورقي قدر المستطاع.
13 - النظر في نقل المعلمات المعينات خارج مناطقهن وايجاد حلّ يناسبهن لئلا يكنّ ضحية بين الحاجة وبين سوء وسائل النقل.
14 - من أُسس نجاح القرار أن يكون مبنياً على أُسس علمية وواقعية، فلذلك يتحتم على وزارة التعليم الاستعانة بتربويين مؤهلين من الميدان، فهم أهل اختصاص وأقرب الناس إلى المدارس وأعلمهم بحاجاتها وما تُعانيه من مشكلات، هذا اذا أردنا للقرار النجاح، بينما غالب القرارات التنظيرية التي لا تمت إلى الواقع بصلة أثبتت فشلها وذهبت أدراج الرياح.
15 - مسئولية إنجاح القرار الصائب لاشك أنها مسئولية مشتركة يتعاون فيها عدة أطراف، فلذلك لاينبغي أن يتهرب المسئول من المسئولية وألا يرمي بها على الذي يليه، وكذلك مُصَدِّرالقرار عليه أن يتحمل مسئولية قراره ولايستطيع ذلك ما لم يكن واثقاً من قراره، ولا يكون واثقاً من قراره الا اذا كان قراره مبنياً على أُسس علمية وواقعية ومدروسة دراسة وافية ومستفيضة من أهل الاختصاص، فكلما كان القرار مبنياً على رؤية واقعية واضحة كان القرار أقرب إلى النجاح، فهناك قرارات ناجحة لايزال أصحابها أحياء في أذهان التربويين رغم مرور السنين، بل وهناك قرارات استحقت أن يسجلها التاريخ في تعليم المملكة العربية السعودية.
16 - المقاصف المدرسية وضرورة رفع مستوى الجودة فيها، من خلال وضع معايير الجودة التي لا يُسمَح بالاخلال بها، ووضع لجان مختصة للمتابعة والاشراف عليها بصفة شهرية.
17 - حفاظاً على الطلاب أرى ضرورة تنظيم خروجهم من المدرسة أثناء الاختبارات الفصلية.
18 - من الأهمية بمكان قيام وزارة التعليم بتطوير لمراحل التعليم العام من خلال تلمُس حاجات الطلاب بحسب مراحل النمو والفئة العمرية لبناء شخصية الطالب بناءً متكاملاً.
وختاماً فالمقترحات كثيرة ولضيق المجال اكتفيت بما كتبته، فهمّنا وهمّ كل تربوي مخلص هو تطوير وتحسين التعليم والرقي به وأداء ما أتُمن عليه وكُلف به، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المشرف التربوي بمكتب التعليم بالروابي وعضو هيئة التدريس المتعاقد