المسابقة منارة شرف تنشر خيرها على العالم ">
وصف الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بأنها مناسبة قرآنية متلألئة تنشر خيرها وبرها وفضلها على الأمة الإسلامية، بل على العالم بأسره؛ فهي منارة شرف تتعلّق بالتنافس في حفظ كتاب الله وتلاوته وتفسيره، ولذا فكل الإشادة بهذه المسابقة والتي هي بالخير نافعة ولحال الأمة الإسلامية رافعة.
وقال معاليه: إنَّ كتاب الله تعالى هو سبب خيرية هذه الأمة وإكسير سعادتها والطريق إلى حضارتها ونصرتها وهدايتها وجعل رايتها خفاقة بين العالمين، لم تكن هذه الأمة قبل هذا الكتاب شيئاً مذكورا، بينما بعد ذلك رفعها الله - عزَّ وجلَّ - بهذا القرآن وأخرجها بهذه الرسالة وبهذا الوحي من الظلمات إلى النور.
ولا شك أن هذا فخر عظيم وشرف كبير للمشاركين في هذه المسابقة، ومسابقة الملك عبد العزيز تحمل من المزايا والخصائص ما ليس لغيرها، فهي بحمد الله تعنى بهذا الكتاب؛ فهي أم للمسابقات وهي تخدم هذا الكتاب العزيز منذ ما يقرب من سبعة وثلاثين عاماً، كما أن هذه المسابقة تكتسب الصبغة العالمية والأخوة الإنسانية، فهي تجمع أبناء المسلمين من شتى أقطار الأرض وأصقاع المعمورة يجتمعون في أرض مكة المكرمة على التنافس في حفظ كتاب الله، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، كما أن من مزاياها أنها تعقد في رحاب المسجد الحرام، حيث المكان الذي انطلقت منه رسالة القرآن والدعوة إلى الله تبارك وتعالى في كل مكان بحمد الله، ثم إنها تحمل اسم المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه-، ولا يزال أبناؤه البررة حتى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - وفقهم الله- يعنون بهذا الكتاب العزيز تحاكماً وتحكيما، وتعليماً ونشراً في كل مكان ولله الحمد والمنة، وما هذه المسابقة إلا أنموذج مُشرق ومشرّف على عناية هذه الدولة وفّقها الله بكتاب الله.