المغامرة الخطرة! ">
أخي الدكتور خالد أنا إنسانة شكاكة ولدي شك في زوجي وهو بالمناسبة رجل كثير الانشغال دائم الارتباطات عظيم الإنجازات وفي كل من حولي , ويزعجني جدا سفره للخارج بعد الانتهاء من إحدى مهامه وهي لا تتجاوز الأسبوع وأنا الآن أفكر في طريقة لاختبار زوجي عن طريق دفع إحدى صديقاتي لمحادثته في الجوال فهل تراها وسيلة مناسبة ؟ ولك سائلتي الكريمة الرد:
أيتها الفاضلة هل ظننت أنك بتلك الوسيلة السقيمة (وافرة الالتواء كثيرة التعقيد) أنك ستقفين على الحقيقة ؟ وكم من مريد للخير لا يدركه!
أما فكرت قبل أن تقدمي على خطتك الساذجة أنك ربما تضحين بزوجك وبصديقتك بتقديمهما طعما رخيصا لغرض الاستكشاف والاستخبار!
كيف غاب عن بصيرتك خطر هذه المغامرة وسوء عاقبة تلك التجربة وما قد ينجم عنها من جماح وتفاعل!
تخيلي أن فريستك وقعت في الشرك ولم تفطن إلى ما بيتت له خطتك من تدابير متهورة!
تخيلي أن الفريسة وقت في الفخ الذي نصب لها صريعة هوى مشبوب ما استطاعت مقاومته؟ فربما وجد زوجك عند صاحبتك مالم يجد عندك فتعلق بها!! تخيلي لو أن الصياد استهوته الفريسة وضعف أمام رائحة الشواء فانثنى يقضم قضمات مريئة هنيئة يستمتع ويستلذ بها؟
فأيهم خليق باللوم وحري بمر العتاب؟
الضحية أم الأداة أم المدبر الأرعن؟
أختي الكريمة إن اللاعبين بالنار يصيبهم كما علمتنا الأيام من شواظها وسوف تضعين الزوج إن أنفذت خطتك في موقف صعب وقاس وجزما لن يكون هناك كاسب في تلك المعركة!
فدعي عنك الأوهام ودعي عنك تلك النظرة السيئة للرجل وكونه مخادعا أفاكا إن أُرخي له الحبل طفق جامحا يستطيب العبث دون أن يصد نفسه ويوقف نزواته ويصون عهوده , فهذه النظرة المشوهة ستجعلك تعيشين حياة شقاء وكدر تمثلين فيها دور الجلاد والمحقق والقاضي وقد سلطت سيوفك على قلب ووجدان الزوج؟
وأنا أتعجب من حالك وطريقة تفكيرك! فزوج مثل زوجك لم تعهدي منه أوقات فراغ ولا ساعات لهو , فهو رجلٌ وافر الجهد متواصل السعي فكيف له أن ينصرف إلى ما توهمت! جدير بك أيتها الفاضلة أن تخففي عنه وان تكوني له عونا, وكونه يسافر ليستجم بعد جهد بذله أو انجاز حققه فما الضير؟
واجزم أنه سيعود إليكم بروح أرحب ونفسية أجمل , أحسني التصرف واعتني بنفسك واصرفي هذا الوقت الذي تقضينه في المتابعة والتلصص في تحسين أحوالك ووكلي أمرك لله فمتابعتك تأكدي لن تجدي وهناك من البشر لو أراد شيئا لفعله دون علم أحد ولو اجتمعت أجهزة الدولة لمراقبته ما استطاعت رصده ! لذا وكلي أمرك لخالقك وعيشي لحظاتك واستمتعي بما وهبك الله واحسب أن في قلب زوجك مستودع كبير يعمره حب لك وتقدير وفقك الله وسددك.